مرشحا الانتخابات الرئاسية الأميركية تحت تأثير العمال
لن تكون الاستراتيجيات التي تُدرس الآن، لتحسين وضع العمال الأميركيين، سهلة التطبيق مهما كان نوعها، ولا شكّ أن اعتمادها سيؤدي إلى خلل وفوضى في المؤسسات الحالية، تماماً كما حصل مع الاستراتيجيات التي أدخلها فورد على شركة صناعة السيارات في حينها، مع ما يترتب على ذلك من مشاكل وصعوبات.
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
وترافقت هذه التغييرات مع أزمة اجتماعية واسعة النطاق بما فيها أعمال إرهابية متعددة، وتحولت اليد العاملة الأجنبية والمتحدرة من المهاجرين إلى تهديد فعلي لا يستسيغه العمال المحليون، فتم تخفيض استقدام هذه اليد العاملة الأجنبية في منتصف العشرينيات، وتبع ذلك ركود كبير، والحرب والنظام الاقتصادي الجديد الذي يشهد اليوم تغيراً جذرياً وسريعاً وغير مرتقب. والسؤال الأساسي الذي يطرح هنا في عام 2016 هو: كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع تحديات الإنتاجية والتكنولوجيا والعولمة؟ ولا يملك أحد أجوبة شافية عن هذا السؤال تماماً مثلما كان القادة يفتقرون إلى الأجوبة في عام 1916 (رغم أن البعض يزعم امتلاكه للأجوبة). ولن تكون الاستراتيجيات التي تتم دراستها الآن، لتحسين وضع العمال الأميركيين، سهلة التطبيق مهما كان نوعها، ولا شكّ أن اعتمادها سيؤدي إلى خلل وفوضى في المؤسسات الحالية، تماماً كما حصل مع الاستراتيجيات التي أدخلها فورد على شركة صناعة السيارات في حينها، مع ما يترتب على ذلك من مشاكل وصعوبات. ويتحدث المرشحان حالياً عن الانسحاب من التجارة الحرة، وكأنّ ذلك الأمر سيجعل المشاكل مع العولمة تختفي بسحر ساحر، ويلوم ترامب المهاجرين والأجانب على كل مصائب أميركا، راسماً صورة جنة ضريبية ينال فيها الجميع ما يريدون، ومن دون أن يتوانى عن توزيع الإهانات في الاتجاهات كلها لا سيما لمن يعارضونه الرأي. ولا شكّ أن هيلاري كلينتون تسوّق لأفكارها بطريقةٍ أكثر تمدناً، ولكنها تغرق الناس بالوعود المعسولة ولا تفتح كوة لطريقة تفكير جديدة ومبتكرة، وخلاصة القول: العمال لا بل الأميركيون جميعاً يستحقون نقاشاً أكثر جدية وإنتاجيةً!