يأتي بيومي فؤاد في مقدمة الأسماء المشاركة في أعمال عدة خلال الموسم الدرامي نفسه، خصوصاً في الفترة الأخيرة إذ حضر في ثمانية مسلسلات دفعة واحدة عرضت جميعها خلال رمضان الماضي، وهو يعتبر أن المصادفة وحدها دفعته إلى ذلك، مشدداً على أن كل دور كان مختلفاً تماماً عن بقية الأدوار الأخرى.ويرى فؤاد، أن مشاركاته المتعددة شهادة تأكيد من المخرجين والمؤلفين بأن لديه القدرة على أداء أكثر من شخصية من دون التقيد بنمط معين أو محاصرته في أدوار بعينها سواء كوميدية أو تراجيدية.
وخلال الموسم الرمضاني الفائت، ظهر فؤاد في شخصية الرجل الشرير في «الميزان»، ذلك على عكس الدورين الكوميديين في «نيللي وشريهان» مع كل من إيمي ودنيا سمير غانم، و{بنات سوبر مان»، ودور الضابط الفاسد في «هي ودافنشي».
مواعيد متقاربة
درة تؤكد أن الفنان لا يقرر وحده مسألة الظهور في أكثر من عمل سواء درامي أو سينمائي في موعد واحد أو مواعيد متقاربة، خصوصاً أنه عند تعاقده على معظم الأدوار تكون مسألة توقيت العرض مجرد تكهنات قد تصيب أو تخطئ تبعاً لظروف الإنتاج وتوقيت التصوير أو أية عراقيل من شأنها تأخير الانتهاء من عمل وترحيله من موسم إلى موسم آخر.وتوضح درة أن الفنان الحاضر على الساحة الفنية باستمرار يتلقى عدداً من السيناريوهات يقرأها كلها ليحدد الدور الذي سيجيده، لكن يصادف أن يجد أكثر من عمل يعجب به، حينها يقرر بكامل إرادته أنه سيقدمها في التوقيت نفسه. من ثم يقع في حيرة أي عمل سيلقى النجاح المطلوب، ويتساءل: هل يغطي أحدها على الآخر. ويظلّ هذا التساؤل حتى الانتهاء من عرض آخر الحلقات؟تكوين الشخصية
الفنان محمد عبدالرحمن يقول إن مراحل تكوين شخصية الفنان تحدّد تعدد الأدوار التي يؤديها في وقت واحد أو الاكتفاء بعمل خلال الموسم، معتبراً أن مرحلة انتشاره هي الفترة التي يظهر خلالها في أكثر من عمل كي يحفظ الجمهور اسمه ويربط بينه وبين الوجه ويصبح معروفاً لدى الجمهور، كذلك داخل الوسط الفني للمخرجين والمؤلفين والمنتجين.مرحلة الانتشار
يعتبر عبد الرحمن أن غالبية الممثلين مروا بمرحلة الانتشار، لكنّ عدداً قليلاً منهم تجاوزها في وقت قصير وانتقل إلى مرحلة أخرى أكثر نضجاً ووعياً وشهرة جعلته ينتقي الأدوار بشكل أفضل، من ثم يدخل في مرحلة الاكتفاء بأعمال تترك بصمة لدى الجمهور، إلى أن يصل إلى البطولة وهي مرحلة النجومية حينما يؤدي النجم دوراً فقط خلال الموسم أو العام ككل لأن جمهوره يكون بانتظار جديده. ويوضح عبد الرحمن أن تلك المرحلة تتطلب جهداً كبيراً جداً من الفنان يستمر سنوات للوصول إلى هذه المكانة لدى الجمهور والمخرجين.تعدد الأدوار
الفنانة ندا موسى تعتبر أن صناعة السينما والإنتاج الدرامي أصبحت أقل مما كانت عليه في سنوات كثيرة مضت، ذلك بسبب حصر الموسم الدرامي والسينمائي في شهر واحد وموسم بعينه، ما يُشعر الجمهور بأن الفنان يشارك في أكثر من عمل في وقت واحد. لكن الحقيقة أنه قد يظهر فعلياً في أكثر من عمل خلال العام إنما بسبب تقارب مواعيد العرض.وترى موسى أن لتعدد الأدوار في الموسم الواحد بعض المزايا والعيوب. تتلخّص الأولى في الانتشار ومعرفة الجمهور أكثر بالفنان، خصوصاً في مرحلة البدايات. أما العيوب فهي أن بعض الأعمال قد يؤثر في نجاح مشاريع أخرى، إذ يتابع الجمهور عملاً دون الآخر، بالتالي فالدور الذي يقدمه الفنان قد لا يلقى نجاحاً كبيراً بسبب حالة الانشغال بعمل آخر. في المقابل، قد تأتي الظروف في صالح الممثل لو عرض العمل مجدداً في موعد مختلف فيأخذ حقه من الجمهور.الفنانة ريم مصطفى تعرب عن اعتقادها بأن الانتشار والدور الجيد هما الدافع الأساسي لدى أي فنان للمشاركة في أعمال عدة خلال موسم واحد، معتبرة أن تعدد الأدوار ليس عيباً، وأن الممثل الجيد يستطيع أن يشارك في أكثر من عمل ولا يملّ منه الجمهور، لكن الموضوع قد يحتاج منه إلى جهد أكبر وبحث عن أدوار مختلفة ونمط مغاير عما ظهر به في أدوار سابقة كي لا يملّ منه الجمهور ويحصره في شكل محدد يصعب عليه التمرد عليه لاحقاً.