كيف ترين الانتقادات التي تعرض لها «الأسطورة»؟

تعجبت أن تمسه الانتقادات من الحلقات الأولى من دون انتظار بقية الحلقات التي حملت تفسيراً لكل ما حدث في البداية. عموماً، العبرة في النتائج، لذا كنت أتمنى تقييم العمل ككل من الناحية الفنية بعد انتهاء عرضه، وليس بعد مرور حلقات عدة فقط، ذلك رغم إيماني وقناعاتي الشخصية بأن الصحافة حرة في رأيها.

Ad

هل انزعجت مما نشر عن العمل؟

لم أنزعج على الإطلاق، وأتذكر دائماً نصيحة قالها لي الكاتب الراحل مصطفى أمين في آخر أيامه، حينما ذهبت للقائه وكنت حزينة من هجوم الصحافة على تعاوني مع المخرج محمد فاضل في أعمال فنية، وتركيزها على علاقتنا الزوجية. قال لي آنذاك جملة أتذكرها باستمرار، مفادها أن حديث الصحافة المستمر عني يعني اهتمامها بما أقدمه، ويجب أن أشعر بقلق عندما تتجاهل وجودي، فالشجرة المثمرة تقذف بالحجارة.

تردد أنك طلبت زيادة أجرك خلال التصوير.

ليس صحيحاً. استغربت هذا الخبر الذي خرج قبل الانتهاء من تصوير العمل بوقت قصير، وضحكت عندما سمعته، فالسيناريو كان واضحاً من البداية واتفاقي مع الشركة المنتجة لم يتغيّر.

هل ترين أن «الأسطورة» عوّض غيابك خلال السنوات الماضية؟

بالتأكيد. غبت لحرصي على تقديم أدوار جيدة، وعندما قرأت «الأسطورة» وجدته عودة إلى الدراما الاجتماعية الجميلة التي تناقش قضايا عدة في المجتمع، وهي نوعية أعمال أحب تقديمها، فضلاً عن أنه يحمل رسالة مهمة من خلال نماذج الخير والشر التي يقدمها. كذلك توقعت نجاحه من اللحظة الأولى، لذا وافقت عليه من دون تردد. ووجهة نظري أثبتت صحتها، إذ تلقيت اتصالات تهنئة عدة، أضافة إلى إشادات بشخصيتي جعلتني أشعر بسعادة كبيرة.

لكن وجهت انتقادات إلى «توحة» بسبب سلبيتها كأم في التعامل مع أبنائها؟

«توحة» سيدة بسيطة، دفعت ثمن تصرفاتها طوال حياتها. حتى إن نهايتها جاءت نتيجة ما صنعته في تربية أبنائها، وصدمتها فيهم كفيلة بأن تكون عظة لأية أم تدعم موقف أولادها في ارتكاب الجرائم ومخالفة القانون. أشير هنا إلى أن أكثر ما حمسني للعمل ثراء المشاعر الذي تميزت به «توحة» فكنت حريصة على التركيز معها بشدة كي يصدقها الجمهور. حملت الشخصية في كل مرحلة أحاسيس مختلفة، فتارة تراها أماً عطوفة وطوراً تجد لديها رغبة في الانتقام لمقتل ابنها، كما أن مساحة الحزن في حياتها كبيرة للغاية، وذلك احتاج مني إلى مجهود كبير خلال التصوير.

ما أصعب مشهد بالنسبة إليك؟

ثمة مشاهد صعبة عدة، خصوصاً التي اعتمدت على الانفعالات. لكن أصعبها على الإطلاق كان مشهد قتل رفاعي أمام عيني والدته بالرصاص في الحارة. شلّ هذا المشهد لساني، فرغم حرصي على الاهتمام بأدق التفاصيل الخاصة به، فإن تفاعلي الشديد مع الشخصية جعلني أستمر في الصراخ لفترة طويلة حتى بعد الانتهاء من التصوير، لذا منحني المخرج محمد سامي إجازة إلى حين تعافي صوتي لتقديم بقية مشاهدي.

تعاون... وانتقادات

قبل بدء عرض المسلسل أثيرت أزمة حول مجاملة مخرج العمل محمد سامي لزوجته؟

مي عمر ممثلة موهوبة، وقدمت دور «شهد» بأفضل صورة ممكنة، وأشهد أنها كانت مثالاً للالتزام في التصوير، ولم تتعامل باعتبارها زوجة المخرج. أما محمد سامي فهو مخرج متميز ومتفهم لطبيعة عمله جيداً، وليس منطقياً أن يجامل زوجته بمشهدين إضافيين. عموماً، أساء هذا الكلام إلى أصحابه بصورة كبيرة.

كيف وجدت التعاون مع محمد سامي؟

لا أنكر أنني كنت متخوفة لأنها المرة الأولى التي أعمل فيها معه أمام الكاميرا رغم مشاهدتي مشاريعه الناجحة التي قدمها سابقاً. ولكن خلال جلسات العمل تأكدت من موهبته واهتمامه بأدق التفاصيل الفنية، وهو ما ظهر واضحاً في ديكور الحارة الشعبية وغيرها من تفاصيل صغيرة جعلتني أثق في موهبته، فهو يمنح كل ممثل فرصة كبيرة لتقديم ما لديه بأفضل صورة.

ألم تقلقي من الانتقادات الموجهة إلى محمد رمضان؟

محمد فنان مجتهد قدّم أفلاماً عليها تحفظات في بدايته الفنية، لكنه شخص مجتهد ومتميز في عمله، وأتوقع له نجاحاً كبيراً في المستقبل، إذا استمر في العمل بالطريقة نفسها.

ما سبب اعتذارك عن الجزء السادس من «ليالي الحلمية»؟

اعتذرت عن عدم المشاركة في العمل بسبب انشغالي بتصوير «الأسطورة»، إذ تعاقدت عليه قبل بدء التحضير لـ{ليالي الحلمية»، وعندما تحدث إليّ فريق العمل خفت من عدم التنسيق بين المسلسلين في التصوير، خصوصاً أنني لا أجيد التركيز في عملين في التوقيت نفسه، لذا فضلت استمرار التزامي بتجربة «الأسطورة» التي أعتز بها كثيراً.

ما الأعمال التي شاهدتها خلال رمضان؟

لم أستطع مشاهدة عدد كبير من الأعمال بسبب شعوري بالملل من الفواصل الإعلانية، لذا لم أتابع سوى مسلسلي، وأعجبني كثيراً «نيللي وشريهان» لدنيا وإيمي سمير غانم، وأتوقع لهما نجاحاً كبيراً في المستقبل.

السينما في تحسن مستمر

قالت فردوس عبد الحميد إن صناعة السينما مرّت بظروف صعبة للغاية خلال الفترة التي أعقبت ثورتي 25 يناير و30، يونيو بسبب حالة الاضطراب التي أصابت المنتجين والأحداث السياسية التي أثرت سلباً في الأعمال بعد التخوف من عدم تحقيقها إيرادات كبيرة. لكن حالتها الآن في تحسن مستمر من خلال أفلام جيدة يتمّ تقديمها وتحمل أفكاراً ورؤية إخراجية جيدة. كذلك أشارت إلى أنها لا تتعجل العودة إلى السينما بقدر الانتظار إلى حين العثور على عمل جيد يناسب تاريخها الفني.

واعتبرت أن صناعة السينما أمن قومي بالنسبة إلى مصر، فهي التي أوصلت اللهجة المصرية إلى مختلف البلاد العربية، مشيرة إلى ضرورة اهتمام الدولة بالصناعة التي يعمل فيها الآلاف خلف الكاميرا، ويحتاجون إلى الدعم باستمرار، خصوصاً أن تاريخ السينما يحمل علامات مضيئة والموهوبين على الساحة قادرون على استعادة ريادة السينما المصرية.