قبائل سيناوية تتوسط بين الحكومة و«داعش مصر»
في تطور مفاجئ لملف الإرهاب الساخن بشبه جزيرة سيناء بدأ رموز ومشايخ قبائل محاولة أداء دور الوساطة مع العناصر الإرهابية التي تنتمي لجماعة «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، لإقناعهم بإلقاء السلاح والتوقف عن شن مزيد من الهجمات التي تستهدف رجال الأمن، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي سنة 2013.وعلمت «الجريدة»، من مصادر مطلعة، أن رموزاً سيناوية حصلت أخيراً على موافقة مبدئية، ممن يعرف باسم «المنسق العام لجماعة أنصار بيت المقدس» كمال علام (من عائلات العريش)، ومن مسؤول الذراع العسكرية للجماعة ويعرف باسم «أبو شيتا» (اسم حركي، وهو من عائلات العريش أيضاً)، على قبول التفاوض غير المباشر مع مسؤولين، لعرض مطالب التنظيم الإرهابي مقابل تهدئة الأوضاع ميدانياً.
واشترطت المصادر عدم نشر أسماء الرموز القبلية التي تؤدي دور الوساطة للحفاظ على سلامتهم، لافتة إلى أن هذه الرموز تنتمي إلى معظم قبائل سيناء، ومنها الترابين والسواركة والرميلات والأحيوات والتياها.وعلى الرغم من النفي الرسمي لوجود وساطة للتهدئة مع العناصر الإرهابية، فإن ما توصلت إليه «الجريدة» يشير إلى أنه لا يمكن للرموز السيناوية اتخاذ خطوة الوساطة دون الحصول على «ضوء أخضر» من المسؤولين لأداء ذلك الدور.وتشير مطالب التنظيم الإرهابي التي قدمها للوسطاء إلى أن القبضة الأمنية التي يفرضها الجيش على عناصره تؤتي ثمارها على الأرض، إذ طالب بفك حصار القرى في منطقة رفح الحدودية، والعودة مجدداً إلى المناطق التي أُجلي السيناويون منها، في إشارة إلى المنطقة العازلة التي بدأ الجيش تنفيذها حالياً وبلغت حتى الآن 2.5 كيلومتر في العمق المصري، على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فضلاً عن إطلاق سراح عناصر التنظيم، الذين أوقفهم الجيش منذ فترة.