معرض «الصدى الصامت» في قلعة بعلبك...
حوار بين التراث والحداثة
تحتضن قلعة بعلبك (شرق لبنان) في 17 الجاري معرض «الصدى الصامت» للفن المعاصر من تنظيم «استديوكور أرت»، الذي يجمع بين التراث والفن المعاصر ويشارك فيه فنانون عالميون بأعمال تتناسق مع عظمة قلعة بعلبك والزخارف التي تزينها.
قدّم منظمو «الصدى الصامت» تفاصيل حول المعرض وأهدافه والمشاركين فيه، ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر اليونسكو في بيروت، حضره وزيرا الثقافة والسياحة في لبنان روني عريجي وميشال فرعون، ومهتمون.أوضح مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي الدكتور حمد الهمامي، أن المعرض «يجمع ما بين الفن المعاصر والفن الكلاسيكي المتجسد في بقايا معابد بعلبك الرومانية التي اشتهرت بدقة زخارفها وعظمة بنائها، فاستحقت إدراجها على قائمة التراث العالمي نظراً إلى قيمتها الهندسية والفنية الاستثنائية».
وقال: «إقامة معرض فني في هذا الموقع بالتحديد بمشاركة فنانين عالميين ومحليين وفي هذه الأوقات الحرجة غير المستقرة في المنطقة، لهو خير دليل على إيمان وإصرار المنظمين والداعمين سوياً على أهمية نشر الثقافة الفنية، والوعي حول ضرورة تعزيز الحوار بين الثقافات، كذلك ضرورة محاكاة القديم والتفاعل معه عن طريق الفن».وأكد «دعم منظمة اليونسكو هذا المشروع انطلاقاً من مهمتها التي تقضي بنشر ثقافة السلام وحماية الإرث الثقافي العالمي».من جهتها، وصفت منظمة المعرض كارينا الحلو «صدى الصمت» بالحوار بين التراث والفن المعاصر، مشيرة إلى أن سبعة فنانين عالميين سيشاركون فيه. وقالت: «تأتي فكرة المعرض نتيجة الأخطار التي تتعرض لها الآثار من الحروب والمناخ والنسيان والإهمال والاحتلال»، منوهةً بالجهود «التي أدت إلى جلب فنانين كبار من العالم إلى بعلبك لتحقيق هذا المشروع». بدورها تحدثت المستشارة الفنية للمعرض ديانا ابيلا، فاعتبرت أن «المعرض في حوار مع قلعة بعلبك وتاريخها، لذلك يشكل المشروع تحدياً لنا، لأنه الأول من نوعه ولأنه خارج بيروت رغم المشاكل السياسية التي نعيشها في المنطقة».وشكرت وزارتي الثقافة والسياحة وبلدية بعلبك واليونسكو على دعمها المشروع، إضافة إلى جميع المشاركين في تنفيذه، خصوصاً مصرف لبنان.كذلك عرضت ندى خوري من جمعية «ابيل» أحد منظمي المعرض أنشطة الجمعية من خلال دعمها الفن والفنانين والتغيير نحو الأفضل.
معرض عالمي
أكد وزير السياحة ميشال فرعون «أن المهرجانات التي حصلت في لبنان كانت أبعد وأقوى من الخلافات السياسية»، موجهاً الشكر إلى مؤسسة الجيش وقوى الأمن لتوفيرهم الأمن خلال هذه المهرجانات».وأشار إلى أن المعرض عالمي، ويؤكد صمود لبنان في مواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة من خلال قوى شابة في المجتمع المدني»، وقال: «نتطلع في لبنان إلى هذه المنظمات غير الحكومية.وأضاف: «كانت لدينا شكوك، الوزير عريجي وأنا، بإمكان حصول مهرجانات في البلد، لكننا عام 2014 حافظنا على مهرجان بعلبك رغم أحداث عرسال، وأيضاً عام 2015 رغم أزمة النفايات. أما هذا العام، 2016، فسيكون له تاريخ مع هذا النشاط الذي سيقام في بعلبك في 17 سبتمبر الجاري، مشدداً على دور لبنان على صعيد الحضارة العالمية.أما نائب رئيس بلدية بعلبك الدكتور سهيل رعد، فألقى كلمة نيابة عن رئيس البلدية أوضح فيها أن فكرة معرض «الصدى الصامت» بدأت مع المجلس البلدي السابق وسيتم تنفيذه مع المجلس الحالي، مشدداً على «شراكة ورعاية بلدية بعلبك في أي نشاط يحارب الجهل ويحترم ثقافة الشعوب.تكامل حضاري
ألقى الوزير روني عريجي كلمة أعلن فيها أن الدخول إلى قلعة بعلبك من 17 سبتمبر إلى 17 أكتوبر سيكون مجانياً. وقال: «هذا اليوم، الجهة صوب بعلبك التاريخ والأحقاب وتفاعل اليوم والمستقبل مع حضارات الأمس. «الصدى الصامت»، عنوان الفعالية الثقافية الفنية التي تنظمها ART STUDIOCUR».أضاف: «نحن على موعد في قلعة بعلبك مع أعمال فنية لفنانين عالميين من الصين والولايات المتحدة وفرنسا ومن لبنان. واختيار بعلبك الأثرية مكاناً لأعمال فنية معاصرة تأكيد أن مسار الحياة خط متواصل يبدأ من بدء التكوين وصولاً إلى لا نهايات الجنس البشري، وتأكيد أن الإبداع الإنساني تكامل حضاري بين شعوب الأرض، لا يفرق في الأزمنة والحدود الجغرافية والجنس والأديان».كذلك أعلن أن هذه التظاهرة الفنية تجمع بين هدف الترويج للفن المعاصر واحتضان الأماكن الأثرية له والحاجة الدائمة إلى الحفاظ على الآثار، ذاكرة الحضارات، والتي هي في صلب عمل وأهداف وزارة الثقافة، وهي كذلك مناسبة حوارية تناغمية بين الفن المعاصر والفن التراثي».وختم: «كل الأمل بأن يستمتع الجمهور اللبناني بهذه الفعالية الفنية وبإبداعات الفنانين الأجانب، وبعطاءات فنانينا اللبنانيين، وبعضهم وصل إلى العالمية في معارض ومتاحف عواصم الغرب».
المعرض يجمع بين الفن المعاصر والفن الكلاسيكي لبقايا معبد بعلبك
فنانون عالميون من الصين والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان يشاركون في المعرض
فنانون عالميون من الصين والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان يشاركون في المعرض