المعارضة السورية تعرض رؤية للحل... وطهران تصعِّد بحلب

• «النجباء» ترسل ألف مقاتل إلى حلب تزامناً مع زيارة سليماني
• أنقرة مستعدة لتحرير الرقة

نشر في 08-09-2016
آخر تحديث 08-09-2016 | 00:04
طلائع السوريين الفارين من المعارك يعودون إلى جرابلس أمس (أ ف ب)
طلائع السوريين الفارين من المعارك يعودون إلى جرابلس أمس (أ ف ب)
بينما عرضت هيئة المفاوضات، التابعة للمعارضة السورية خريطة طريق لإنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من 5 سنوات في البلاد، أعلنت ميليشيا «النجباء»، العراقية الشيعية المتشددة، أنها أرسلت ألف مقاتل إلى حلب، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تصعيد إيراني للتشويش على مفاوضات الهدنة بين واشنطن وموسكو.
قدمت المعارضة السورية أمس رؤيتها للحل السياسي للحرب الأهلية التي تعيشها البلاد منذ عام 2011، تتضمن مرحلة تفاوض من ستة أشهر، تليها مرحلة انتقالية من 18 شهرا، تشكل خلالها هيئة الحكم الانتقالي من دون الرئيس بشار الأسد.

وفي مؤتمر صحافي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، تلا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب الخطة التي حملت عنوان "الإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف 2102"، موضحاً أن المرحلة الأولى "عبارة عن عملية تفاوضية تمتد 6 أشهر، يلتزم فيها طرفا التفاوض بهدنة مؤقتة"، وتتضمن "وقف الأعمال القتالية وجميع أنواع القصف المدفعي والجوي وفك الحصار عن جميع المناطق وعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم".

أما المرحلة الثانية فتمتد 18 شهرا، وتتضمن "وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق النار، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة، وتستوجب رحيل بشار الأسد وزمرته، ويتم العمل خلالها على صياغة دستور جديد، وإصدار القوانين لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية".

ووصف حجاب المرحلة الثالثة للخطة بأنها "تمثل انتقالا نهائيا عبر إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة".

مؤسسات وأخطاء

في السياق، اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن خطة هيئة المفاوضات لا تهدف إلى إطاحة مؤسسات الدولة ومن ضمنها الجيش، معتبرا أن "هذا كان من الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق ولن تتكرر".

وكتب جونسون، في مقالة نشرتها صحيفة "ذي تايمز" أمس، "الأسد ضعيف إلى حد يثير الخوف، ولن يتمكن بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده بعد المجازر التي ارتكبها"، متهما إياه باستخدام "تكتيكات عسكرية وحشية".

حلب

في سياق آخر، وبعد تقارير عن زيارة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني لحلب في الأيام الأخيرة، وفي خطوة اعتبر مراقبون أنها محاولة إيرانية للتشويش على مفاوضات الهدنة في حلب، التي تجري بين واشنطن وموسكو، كشف هاشم الموسوي، المتحدث باسم حركة "النجباء" الشيعية العراقية أمس، للمرة الاولى رسميا، عن إرسال جماعته أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها، إلى جانب قوات النظام وميليشيا "حزب الله".

ومن المقرر أن يجتمع وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في القريب العاجل، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد حول الهدنة، واستئناف المفاوضات السورية.

ولم يستبعد نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف أن ينضم مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا إلى اللقاء المقرر عقده في جنيف، ولم يتم تحديد موعده النهائي، مشيرا إلى أنه "تجري حاليا اتصالات دبلوماسية لتسريع عملية اتخاذ القرار بشأن إجراء الجولة الجديدة من المفاوضات السورية".

اتفاق وشيك

وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن هناك احتمالا قويا للتوصل إلى اتفاق حول سورية خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، معتبرا أن مفاوضات وقف إطلاق النار لم تفشل والعملية مستمرة.

وأكد الجبير، لشبكة "سي إن إن"، أنه "لولا التدخل الروسي لما بقي الأسد، فبعد عدم تمكن جيشه من حمايته استدعى إيران والحرس الثوري وحزب الله، ومع ذلك لم يكن تدخلهما كافيا لإنقاذه، فاستدعى الميليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان وباكستان، ولم تتمكن من إنقاذه، فاستدعى روسيا، لكنها في نهاية المطاف لن تنجح في إنقاذه".

معركة الرقة

من جانب آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في تصريح نشر أمس، استعداد واشنطن وأنقرة للعمل معا لإخراج تنظيم داعش من معقله في الرقة، موضحاً أنه اتفق مع الرئيس باراك أوباما على هامش قمة العشرين على "القيام بما هو ضروري" لهزيمته في عاصمة خلافته.

وقال إردوغان، للصحافيين المرافقين له في الطائرة، أثناء عودته من الصين، إن "الرقة هي أهم معقل لداعش، وأوباما يريد أن نفعل شيئا معا، لاسيما بالنسبة للرقة، فقلت له لا توجد مشكلة من جانبنا، وعسكريينا يجب أن يجلسوا معا ويناقشوا ومن ثم يتم القيام بما هو ضروري".

وسبقت تصريحات إردوغان، تبني "داعش" أول هجوم بالصواريخ استهدف أمس الأول دبابتين للجيش التركي في سورية منذ بداية تدخلها في سورية قبل أسبوعين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة جنوب مدينة الراعي الحدودية.

«درع الفرات»

وفي إطار المرحلة الثالثة من عملية "درع الفرات"، أرسل الجيش التركي أمس أكثر من 20 آلية، عبر معبر باب السلامة شمال مدينة عزاز برفقة مقاتلين من الجيش الحر إلى قرية الوقف بريف بلدة الراعي، تمهيدا لطرد تنظيم داعش من منطقة الباب آخر معاقله في ريف حلب.

وأفادت مصادر إعلامية مقربة من الجيش الحر بأن المدفعية التركية بدأت بقصف تمهيدي في قريتي تل بطال والبريج، تبعها تقدم للقوات باتجاه مواقع "داعش"، مؤكدة مقتل 10 على الأقل وإصابة أكثر من 30 جراء قصف طائرات تركية على مدينة تادف الواقعة تحت سيطرة "داعش".

معارك وقصف

ومع استمرار تقدم المعارضة في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية للأسد، كونها تضم بلدات موالية يسكنها مسيحيون وعلويون، أكدت الأمم المتحدة أمس أن القتال في محافظة حماة تسبب في نزوح نحو 100 ألف مواطن، من 28 أغسطس إلى 5 سبتمبر، موضحة أن أغلبهم فر صوب مدينة حماة والقرى المجاورة، وأيضا شمالا باتجاه إدلب.

وبعد ساعات من استخدامه غاز الكلور في حي السكري بحلب، أعاد النظام فجر أمس استهداف بلدة عين ترما بريف دمشق، بالغازات السامة، ما أدى إلى مقتل شخص وحدوث حالات اختناق عديدة.

(دمشق، لندن، موسكو، جنيف - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا، سي إن إن، روسيا اليوم، العربية)

النظام يقصف عين ترما بالغازات السامة
back to top