يدرك من ينظر إلى المشهد السياسي اللبناني حجم التعقيدات التي تعيشها البلاد، فبعد تعليق الحوار الوطني من قبل رئيس مجلس الوزراء نبيه بري أضحى موضوع انعقاد مجلس الوزراء الشغل الشاغل لجميع الأطراف، حفاظاً على ما تبقى من مؤسسات شرعية مع شغور منصب رئيس الجمهورية. ورغم أن تأجيل جلسة الحكومة اليوم أمر مرجح، فقد قالت مصادر متابعة إن "حزب الله أبلغ رئيس الحكومة تمام سلام أنه لن يقاطع جلسة الحكومة في حال عقدت، لا بل حثه على عقدها وفق جدول أعمال عادي"، مضيفة: "سيكون الجدول خاليا من المواضيع ذات الاهتمام أو تلك التي تثير حساسية، من أجل عبور هادئ للجلسة قبل الأعياد".
وكان "التيار الوطني الحر"، حليف حزب الله، أعلن مقاطعة اجتماعات الحكومة في حال لم تحقق مطالبه.وغداة تصريح هجومي لعضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة بحق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قال النائب "القواتي" فادي كرم معلقا على كبارة: "أسوأ ما في العملاء حين تستيقظ في نفوسهم النتنة صحوة العمالة والسلام". كما كتب الإعلامي شارل جبور، المقرب من القيادة "القواتية" مقالا هاجم فيه كبارة، ويحمل عنوان "لقد أضعتم البوصلة يا ابو العبد".في المقابل، رد كبارة على كرم قائلا إن "أسوأ ما في الغلمان هو اعتقادهم بأنهم كبار. الركل إلى أعلى لا يرفع وضيعا. السلام على من اتبع الهدى". وشن ناشطون "قواتيون" حملات لاذعة ضد كبارة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غصت صفحات "القوات" بالردود على النائب السني الشمالي.وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"الجريدة" إن "كلام النائب كبارة كان سياسيا، أما كلام النائب كرم فتضمن تجريحا وشتائم وهو غير مقبول". وعن نية تيار "المستقبل" التحرك شعبيا وحكوميا للمطالبة باستدعاء السفير السوري في لبنان، قال: "نحن نقف وراء القضاء، وهو الجهة المكلفة متابعة هذا الملف". وعن دور الحكومة أشار إلى أن "المطلوب من وزير الخارجية جبران باسيل استدعاء السفير ومطالبته بتسليم الضابطين السوريين المتهمين"، لافتا إلى أن "ذلك يعبر عن الحد الأدنى من الميثاقية والتعاطف مع أهل الشهداء". وتابع: "رئيس الحكومة في الظرف السياسي المشحون حاليا يسعى إلى تهدئة الأمور، ولا يريد صب الزيت على النار"، مؤكدا "أهمية طرح القضية على طاولة مجلس الوزراء" اليوم.إلى ذلك، نقل النواب عن رئيس المجلس نبيه بري بعد لقاء "الاربعاء النيابي" امس أن "تعطيل الحوار هو التورية لتعطيل الحكومة"، محذرا من "مسار تعطيل المؤسسات". وقال إن "ذلك سيزيد من دائرة التعطيل والشلل في البلد، مع العلم أن الحوار شكل شبكة أمان واطمئنان بصورة عامة".وجدد تأكيد أن دعوته لاستئناف الحوار مرتبطة بالجوهر وليس بالشكل، وانه اذا ما لمس جدية وإمكانية تحقيق نتائج ملموسة فإنه مستعد للدعوة ومن دون ذلك فلا ضرورة. في موازاة ذلك، لم تختلف الصورة عن كل ما سبق في الجلسة التي حملت الرقم 44 لانتخاب رئيس للجمهورية أمس. وحضر 31 نائبا الى ساحة النجمة، علما ان النصاب القانوني الذي تتطلبه الجلسة للانعقاد هو 86 نائبا. وعلق بري بعد تأجيل الجلسة قائلا: "فليفتشوا عني بعد اليوم".
دوليات
لبنان: «حزب الله» دفع باتجاه اجتماع للحكومة
08-09-2016