مطار الكويت الدولي... على مدرج الازدحام

موسم الحج والعودة من العطلة الصيفية كشفا ضعف القدرة الاستيعابية

نشر في 08-09-2016
آخر تحديث 08-09-2016 | 00:06
زحمة سير خانقة عند مداخل مواقف مطار الكويت أمس (تصوير نوفل إبراهيم)
زحمة سير خانقة عند مداخل مواقف مطار الكويت أمس (تصوير نوفل إبراهيم)
«عادت ريما لعادتها القديمة»، إذ هبط مطار الكويت الدولي مع موسم السفر لقضاء إجازة عيد الأضحى على مدرج الازدحام، وتكشفت مظاهر سوء التنظيم، وفشلت القدرة الاستيعابية لهذا المرفق في اختبار احتواء زيادة أعداد المسافرين.
رغم تصريحات المسؤولين ووعودهم بحل الأزمة فإن سيناريو الاختناق يتكرر، والعرض مستمر في مطار الكويت، لاسيما أن موسم سفر الحجاج يتزامن مع انتهاء العطلة الصيفية وبداية العام الدراسي الجديد، وكذلك مع عطلة عيد الأضحى، وهو الأمر الذي ينذر بأزمة جديدة خلال الأيام المقبلة بدأت مؤشراتها في صالتي القادمين والمغادرين بمطار الكويت.

"الجريدة" كشفت، أمس، في جولة لها على المطار عن بوادر الازدحام، حيث رصدت حركة إقبال شديدة وواسعة من قبل المسافرين، وزيادة عدد الرحلات التي تحمل على متنها عشرات الآلاف من المسافرين، الأمر الذي أدى إلى ضغط كبير على سير العمل في المطار ونتج عنه ازدحام شديد، لاسيما في الفترات المسائية المكتظة بأغلب رحلات المسافرين.

وعبر عدد من المسافرين عن استيائهم من الزحمة التي بدأت تطفو في المطار، حيث أكدوا أن دولة مثل الكويت لابد أن يكون لها مطار دولي أكبر من الحالي الذي لم يعد يستوعب أعداد المسافرين، حتى في الأيام العادية، فكيف بأيام الإجازات السنوية؟

الإجراءات الأمنية

من الناحية الأمنية، قال عدد من رجال الأمن إن إجراءات الامن في المطار تحتاج الى دقة ومتابعة، مشيرين إلى انه في مثل هذه الايام قبل اجازة العيد يزدحم المطار بالمسافرين سواء المغادرون والعائدون، مضيفين أن ذلك يتطلب جهدا كبيرا في تشديد الاجراءات الامنية احترازيا من اي خطر، مؤكدين انهم مستعدون لمواجهة الزحمة قبل العيد وأيضا بعد انتهاء الاجازة.

ولفتوا الى ان اغلب المسافرين يبدون تعاونهم مع رجال الأمن، الامر الذي يجعل العملية التنظيمية في المطار تسير بسهولة دون وجود عواقب تذكر، مشيرين الى ان هناك تعليمات تمنع رجال الامن من الاهمال والتراخي.

ومن جهته، ذكر المسافر علي العجمي أنه حجز موعد رحلته في وقت الركود، ولكنه فوجئ بالازدحام في المطار لدى دخوله المواقف، لافتا الى أن وجهته السياحية ستكون في دبي لقضاء إجازته قريباً من الكويت، مشيرا الى ان الازدحام اصبح امرا عاديا في البلاد والمواطن تعود عليه، والمطار في هذه الفترة دائما يكون مكتظا بالمسافرين.

وبدوره ركز أحمد الجميلي على الازدحام عند باب المطار من المرافقين للمسافر، قائلا إن امن المطار اتخذوا خطوة جيدة بمنع المرافقين من الدخول لتوديع المسافر، لانها تسبب نوعاً من الربكة والازدحام المصطنع، مبينا انه متوجه الى تايلاند لأخذ قسط من الراحة في عطلة عيد الاضحى الطويلة نوعا ما، موضحا ان بعض الاجراءات التي يتخذها أمن المطار تسهل على المسافرين تيسير رحلتهم نحو البوابات.

ومن جانبه، قال عامر الصيفي إن حركة القادمين من السفر مزدحمة لعودة العديد من المواطنين من اجازاتهم مع انتهاء العطلة الصيفية، مشيرا الى ان الازدحام في هذه الفترة طبيعي ويكثر عند منطقة تحميل الحقائب لدى العودة.

أما فيصل العدواني فأكد أنه من محبي السفر، وأنه يسافر من ٨ الى ١٠ مرات في السنة، والزحمة في المطار في هذه الاوقات اصبحت طبيعية، لافتا الى انه قاصد دبي لأنها مدينة خليجية سياحية وجميلة وقريبة من مجتمعنا، الأمر الذي يجعل المواطن يتأقلم سريعا معها، وهي مناسبة لاجازة العيد، داعيا المسافرين خلال هذه الفترة إلى ضرورة الوصول باكرا قبل ٣ ساعات حتى يتجنبوا الزحمة.

الحجاج

بدورها، قالت سلوى الشملان، وهي إحدى الحجاج، إن "الإجراءات لتسهيل رحلة المسافرين قبل العيد كانت ممتازة وسلسة"، مبينة أن "المطار غالباً ما يزدحم خلال هذه الفترة، لذا كان علينا المجيء مبكراً"، مؤكدة أن رحلتها تعد أفضل رحلة سفر وليس هناك وجهة تضاهيها.

من جانبه، قال عمرو فتحي، إن "إجازته كانت سعيدة ومريحة، وكان متوقعاً وجود الزحمة في المطار عند العودة بسبب إجازة العيد، ان مطار الكويت لابد أن يكون أكبر من الحالي، لأن عدد المسافرين يزداد سنوياً"، مشيراً إلى أن منطقة حمل الحقائب أخذت وقتا طويلا منه".

وحول خدمات المطار، أوضح خليفة نواف ان "الخدمات لا بأس بها، ومبنى المطار يتماشى الآن مع المسافرين، لكنه لم يعد يستوعب هذا الكم الهائل من المسافرين في فترة الأعياد والمواسم والكويت بحاجة إلى مطار أكبر يشابه مطارات الدول الخليجية، وهو واجهه للدولة"، مضيفا انه جاء مبكراً لإنهاء الإجراءات في المطار من تأكيد حجز والتدقيق على الجواز وغيرها.

ولفت نواف إلى أن "الازدحام الشديد بالمطار عند وصولي إلى صالة المطار أزعجني كثيراً، وما يزعجني أكثر هو تعطل أجهزة التكييف في المبنى"، مؤكداً أن رحلته إلى تركيا ستكون مليئة بالتشويق، ومدة الإجازة تساعد بالاستمتاع أكثر في السفر.

مطار يليق بالكويت

من جانبها، حمّلت غدير الحسن أسباب الازدحام بصغر حجم المطار وقلة الكاونترات، قائلة "لا يعقل بدولة مثل الكويت لا تستطيع أن تبني مطاراً دولياً يتسع لأعداد المسافرين"، مشيرة إلى أن المطار مكان دولي يجب ان يظهر بشكل راق يعكس شخصية الدولة، مؤكدة أن "الازدحام امر طبيعي في هذه الفترة، ولكن من غير المعقول أن ينتظر المسافر 3 ساعات في من أجل دخول الطائرة"، منوهة إلى أن الإجراءات المتخذة جيدة، ولكن علينا ان نوصل صورة أكثر جمالا من خلال المطار، متمنية قضاء وقت ممتع للعوائل المسافرة.

وقال أحد العاملين في إسعافات الطوارئ "إننا دائماً مستعدون لإسعاف أي مسافر في حال تعرضه لأي وعكة في المطار"، مؤكداً أنه خلال هذه الفترة يكثر فيها الإرهاق والانتظار بسبب زحمة المسافرين خصوصا من كبار السن، مشيرا إلى أن أغلب الذين يتم علاجهم هم في الفترة الصباحية، لوضوح تأثير السهر عليهم قبل السفر، ناصحا المسافرين المرضى بأخذ أدويتهم لتجنب الإرهاق والتعب أثناء السفر.

وكالات السفر: دبي وتركيا ولندن أبرز الوجهات
مع اقتراب عطلة عيد الأضحى المبارك، تتصدر إمارة دبي وتركيا ولندن الوجهات السياحية لدى المواطنين، حسب آراء عدد من المعنيين في وكالات للسياحة والسفر في الكويت.

وقال هؤلاء في لقاءات متفرقة مع "كونا" أمس، إن المواطنين الكويتيين بدأوا بالفعل الحجز إلى الوجهات آنفة الذكر، خصوصاً بعد الإعلان رسمياً من ديوان الخدمة المدنية، أن إجارة عيد الأضحى تنتهي في 17 سبتمبر الجاري.

وذكروا في المقابل، أن المحطات الأوروبية وشرم الشيخ وتايلند ظلت أيضاً ضمن خريطة وجهات المسافرين خلال هذه الإجازة، موضحين أن الأحداث السياسية والأزمات الطبيعية تؤثر في اختيارات المسافر حول العالم عموما والمواطن الكويتي خصوصا حيث تعد البلدان المستقرة والآمنة شرطاً أساسياً في تحديد وجهة السفر.

وقال أيمن زنداح المدير العام لإحدى الشركات، إن الوجهات السياحية الأولى للسياح الكويتيين خلال إجارة الأضحى هي إمارة دبي وتركيا والعاصمة البريطانية لندن.

وأضاف أن موسم السفر هذا العام غير تقليدي لارتباط العطلة الصيفية مع عطلة عيد الأضحى المبارك، حيث تمتد نحو ثلاثة أشهر مما ساعد في اختيار بعض السياح الكويتيين وجهات سياحية بعيدة.

ولفت إلى أن هناك الكثيرين من المواطنين قرروا أداء فريضة الحج هذا العام، مما ينمي أيضاً، في موازاة ذلك، "السياحة الدينية".

من جانبه، قال سامي أبوالسعود، وهو أيضاً مدير إحدى الشركات، إن دبي وتركيا ولندن أولى الوجهات السياحية للسياح الكويتيين خلال إجارة عيد الأضحى، مشيراً إلى أن هناك عدداً من السياح قرروا تمديد رحلاتهم بعد الإعلان رسمياً عن إجازة العيد.

وأضاف أن وجهات السياح الكويتيين تضمنت أيضاً البوسنة لعدة أسباب منها المناخ الجميل والمناظر الطبيعية والأسعار المعيشية المعقولة والطابع الإسلامي فيها، فضلاً عن أن زيارتها لا تتطلب تأشيرة مسبقة.

من جهته، قال الخبير السياحي كمال كبشة، إن المسافر الكويتي لديه من الثقافة السياحية ما يفوق أي سائح في العالم، مبيناً أن جميع دول العالم تعمل على اجتذاب السائح الكويتي لما يتميز به من القوة الشرائية العالية حيث، إن معدل صرف السائح الكويتي يعادل أربعة أضعاف أي سائح بالعالم.

وأوضح أن عدداً من السياح الكويتيين، الذين قرروا قضاء إجارة عيد الأضحى المبارك خارج البلاد اختاروا دبي وإسطنبول وشرم الشيخ على التوالي، معتبراً أن هذه الوجهات أصبحت تقليدية بالنسبة للسائح الكويتي في الإجازات القصيرة.

المسافرون يطالبون الحكومة بتشييد مطار يليق بدولة مثل الكويت

الإجراءات لم تمنع الازدحام لتجاوزه الطاقة الاستيعابية
back to top