أثار رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي استغراباً واسعاً بين الأوساط الصحافية، عندما قال إنه سمع عبر التلفزيون المحلي فقط أن وزير خارجيته طلب من الرياض استبدال سفيرها في بغداد، بتهمة «تجاوز دور السفراء».

ورد العبادي، خلال مؤتمر صحافي أمس الأول، بنحو مفاجئ على سؤال، حول طلب وزارة الخارجية العراقية من الرياض، قبل نحو أسبوع، استبدال السفير ثامر السبهان، قائلاً إنه لم يسمع بذلك إلا عبر التلفزيون المحلي، وإن الوزير إبراهيم الجعفري لم يراجعه في ذلك، حيث جرت مناقشة هذا الأمر لاحقاً في الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء، دون أن يوضح العبادي ماذا كانت نتيجة النقاش، وكيف يبرر الجعفري إقدامه على خطوة حساسة كهذه مع الرياض دون مراجعة رئيس الحكومة.

Ad

وبينما تساءلت الأوساط الصحافية عن دوافع العبادي في إفشاء هذه «الفضيحة الحكومية»، قال معلقون إنهم لو كانوا مكان العبادي «لتستروا على ما حصل»، حماية لهيبة الحكومة وقراراتها، في حين ذكر آخرون أن العبادي «عفوي جداً»، ومعتاد على هذه التصريحات التي تبدو «ساذجة» أحياناً، وتثير سخرية بين العراقيين.

لكن أطرافاً مقربة من فريق العبادي ترجح أن حساسية العلاقات مع السعودية لا تدع مجالاً لأي مزاح أو عفوية، وأن رئيس وزراء العراق كان يريد أن يوصل رسالة إلى الرياض وواشنطن، بأن قرارات حكومته في السياسة الخارجية تتعرض «لضغط غير مسبوق»، خصوصاً في ظل تصاعد الأزمة بين الرياض وطهران، تزامناً مع موسم الحج الحالي.

ورغم إصراره على إحراج وزير خارجيته، كرر العبادي في المؤتمر، أن بغداد «لم تكن مرتاحة» لدور السفير السعودي، لأنه «يتدخل بين المكونات».

وسبق لمصادر في بغداد أن ذكرت أن الرياض لن تقبل أن يكون سفيرها مجرد ممثل دبلوماسي محدود الاهتمامات، لأنها تريد «خلق توازن مع إيران»، التي تمتلك سفارتها هناك نفوذاً بالغاً بين مختلف الأطراف السياسية، فيما لا يمتلك أي بلد عربي نفوذاً مماثلاً.