يتحدث فيلم «زفاف يان»، تأليف شكري أنيس فاخوري وإخراج كارولين ميلان، عن قصة حب تجمع بين شاب عربي وفتاة أرمنية تواجه رفض والدها تزويجها من «ابن عرب».

شارفت التحضيرات للفيلم على الانتهاء ليبدأ التصوير قريباً. في هذا المجال، تشير المخرجة ميلان في حديث خاص إلى «الجريدة» إلى أن الإقبال على السينما اللبنانية ملحوظ في السنوات الأخيرة، موضحةً أنها بعد نجاحها في فيلمي «ليلة عيد» و{مدام بامبينو» لا تخشى خوض التجربة الثالثة، خصوصاً أنها شريكة فيها بالنص والفريق والإنتاج.

Ad

وترى أن الحركة السينمائية اللبنانية في أعلى مراحلها اليوم، كذلك الإقبال الجماهيري، {لكننا دائماً نتمنى أن نتقدم أكثر خصوصاً أن الجمهور اللبناني أثبت تذوقه المسلسل والفيلم اللبنانيين، والدليل منافسة المسلسلات المحلية في رمضان وحلولها في المراتب الأولى»، مع الإشارة إلى أن النجاح الأول في هذا الإطار كان مع مسلسلها «العائدة» عام 2013 (كتابة شكري أنيس فاخوري) الذي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة لبنانياً وعربياً.

أما عن مواضيع الأفلام فتتصل، برأي ميلان، مباشرة بوضع الجمهور العام، لأن من المستحيل معالجة قضايا عميقة أو درامية، في حين أن الجمهور لن يدفع ثمن تذكرة سينما لمشاهدة ما يزيد همّه. «من هنا، تنحصر خياراتنا بالمواضيع الترفيهية، لذا اخترت فيلماً موضوعه كوميدي ضمن قصة حب رومانسية».

وعن سبب ابتعادها عن الدراما، وإعطاء الأولوية للسينما، قالت: «في المرحلة السابقة، كان خياري الشخصي الابتعاد بعد تجارب عدة ناجحة جداً جماهيرياً، إنما مصحوبة بمعاناة إنتاجية جمّة، فللأسف يعتقد الجميع أن المخرج يملك عصاً سحرية يحقق بها ما يتمناه. حينها أعلنت انسحابي من الإخراج الدرامي وانصرفت إلى مجال الإعلانات، كان السبب أنني لن أزاول الدراما التلفزيونية سوى مع شركات تؤمن ما يلزم لنجاح العمل».

وأضافت: «أعود من خلال السينما لأنّ غيابي عن الشاشة الكبيرة طال، بذلك أكون حددت أولوياتي فيما أقرأ عدداً من النصوص التلفزيونية، فإن استوفت شركات الإنتاج والنصوص المعروضة عليّ مواصفات النجاح، سأكون جاهزة بعد استراحتي».

ورفضت ميلان المقارنة مع السينما العربية بشكل عام، مشيرة إلى تراتبية في الإنتاج، فضلاً عن أن «لنسبة عدد السكان الحساب الأول في أعداد شباك التذاكر. من هنا، يكون التفوق حكماً للفيلم المصري الذي يموّل إنتاجياً عشرة أضعاف مقارنة مع الإنتاج اللبناني انطلاقاً من مردود شباك التذاكر. لذا نأمل تحقيق مداخيل إضافية للفيلم اللبناني من خلال عرضه في الصالات العربية. إنما ممنوع الإحباط، بل علينا المثابرة إلى أن يأتي ذلك الفيلم اللبناني الذي يخرق الصالات العربية، تماماً كما حصل مع مسلسل «العائدة» تلفزيونياً».

«ولعانة»

يجمع فيلم «ولعانة» (كتابة كلود صليبا، إخراج ايلي ف. حبيب، وإنتاج ايغل فيلمز) بين التشويق والمغامرة والحب في قالب فكاهي، وهو يتحدث عن تطوّع الشباب في «الدفاع المدني» وعن ذكورية المجتمع اللبناني.

يشكّل الفيلم التجربة السابعة للمخرج ايلي ف. حبيب بعد «غنوجة بيا، خليك معي، ذكرى، بي بي، فيتامين، بينغو». يتحدث في هذا المجال عن شغفه للسينما موضحاً أن ما يشجعه على تقديم فيلم سنويّ تقريباً هو الجمهور الذي يحبّ أعماله ويعبّر عن ثقته بالسينما اللبنانية. كذلك اعتبر أنه كلما تطوّر هذا الأمر اقتربنا أكثر من الصناعة السينمائية، وهذا ما يطمحون فيه كسينمائيين.

ورأى في حديث خاص إلى «الجريدة» أن الحركة الإنتاجية ممتازة وتتطور سنوياً، إذ من المتوقع أن نشهد بدءاً من الشهر المقبل حتى انتهاء العام حركة لم نشهدها سابقاً، وهو أمر ممتاز.

حبيب عبّر أيضاً عن فرحه بثقة الجمهور اللبناني التي تزيد أكثر فأكثر في السينما كما في الدراما، «مع فارق أن روّاد السينما يدفعون ثمن تذكرة في ظل وضع اقتصادي متردٍ لأنهم لن يتوانوا عن مشاهدة فيلم ذاع صيطه!».

وبالنسبة إلى تقديم أفلام ذات توّجه كوميدي قال: «من خلال الكوميديا، سواء كانت اجتماعية أو رومانسية أو تشويقية، نستطيع معالجة مواضيع معيّنة مهمة وتمرير الرسائل، وفي الوقت نفسه نفسح في المجال أمام تسلية الجمهور الذي يحبّ أن يضحك». وعبّر عن أمنيته تقديم فيلم «أكشن وإثارة»، لكنه يحتاج إلى تمويل يوازي إنتاج هوليوود.

كذلك لفت إلى أنه ليس بعيداً عن الدراما، لكنه شغوف في السينما التي يستطيع التأني بتفاصيلها والتدقيق فيها أكثر من الدراما حيث يضطرون إلى الاستعجال لإنهاء الحلقات التلفزيونية في الموعد المحدد.

ورفض حبيب المقارنة بين السينما المحلية والعربية، إنما أكّد أن الفيلم اللبناني يستقطب الجمهور أكثر مما تفعل الأفلام العربية والأجنبية في الصالات اللبنانية: «تشير الإحصاءات لدينا أن الفيلم اللبناني منذ 10 سنوات يسجّل نسبة روّاد أكثر بكثير من سواه». وأضاف: «برأيي ثمة سينما مصرية لا عربية لأن السينما في الدول العربية الأخرى مجرّد تجارب خجولة، وبالتالي نحتلّ المرتبة الثانية بعد مصر على صعيد الإنتاج السينمائي».

«يلا عقبالكن شباب»

في نوفمبر المقبل موعد عرض الفيلم الثالث للمنتجة والكاتبة نيبال عرقجي «يلا عقبالكن شباب» الذي يتناول قصص أربعة رجال ومشاكلهم مع الجنس الآخر. تقول عرقجي في حديث خاص إلى «الجريدة» إن السينما شغفها في الحياة، بالتالي لن تمنعها الظروف العامة والمعروفة في لبنان من تحقيق أحلامها. ورأت أن ثمة كميّة من الأعمال السنوية، إنما ذلك لا يشير بالضرورة إلى تحسّن نوعي في هذا الإطار. وتلحظ أن في الماضي لم يكن الجمهور اللبناني يهتمّ بمشاهدة الفيلم اللبناني بغض النظر عن النوعية، إنما راهناً بات ينتظر العمل المحلي ويقصده.

وبالنسبة إلى مواضيعها السينمائية، فهي تنطلق دائماً من المجتمع بشكل يتماهى فيه المشاهد مع الشخصيات ويجد نفسه من خلالها، كذلك تعبّر عن محيطها، لذا حقق «يلا عقبالكن» نجاحاً. وتشير إلى أن أي سينمائي يعبّر بطريقته الخاصة، إلا أنها تحبّ طرح ما يمسّ الإنسان والمجتمع ويتحدث عن العلاقات الإنسانية.

أمّا فيما يتعلقّ بالطابع الكوميدي الخفيف الذي يطغى على «يلا عقبالكن» وفيلمها المقبل «يلا عقبالكن شباب»، فتشير إلى أنها لمست من خلال مشروعها الأول «قصّة ثواني» الدرامي الهويّة أن الجمهور يفضّل الدراما التلفزيونية لا السينمائية، وأنه يضحك وينسى همومه في صالة السينما، لذا تحقق الأفلام الكوميدية نسبة إقبال أكثر من الأفلام الجديّة.

أما عن عدم خوضها تجربة الدراما التلفزيونية والاكتفاء بالسينما فقالت: «تحتاج الدراما التلفزيونية إلى نفس مختلف عن نفس السينما لم أكتشفه بعد، كذلك لا أرغب بعد في كتابة مسلسل طويل».

وتأمل عرقجي في ظل عجلة السينما أن تتحسّن الأوضاع الإنتاجية خصوصاً أنها وزملاءها لا يجدون مموّلين لمشاريعهم بسهولة، لافتًة إلى أنها على رغم تفضيلها أفلاماً على أخرى فإنها تحترم الجميع كونها تعلم ما يتكبدونه من جهد وتعب ووقت لتحضير فيلم وتقديمه. وبالنسبة إلى عرض بعض الأفلام في الخارج، لا سيما في المهرجانات، فاعتبرت أنه كلما استطعنا إطلاق أفلامنا في الخارج عرّفنا الآخرين إلى أعمالنا وفنّنا ومجتمعنا.

أخيراً، يصوّر الكاتب والمخرج زياد دويري أيضاً فيلماً سينمائياً جديداً بعنوان «إهانة» من تأليفه وجويل توما وإنتاج فرنسي، يتطرق فيه إلى موضوع الحرب الأهلية في لبنان.