اللافت في موسم الصيف السينمائي في مصر أن أياً من الأفلام لم يحقق إيرادات ضخمة، رغم الجدل الذي صاحب بعضها ووجود نجم صف أول فيها، فنالت الأفلام التي شهدتها بداية عيد الفطر أكبر نصيب من الإيرادات، بينما استبدلت أفلام أجنبية بأفلام منتصف الموسم، ما عكس عزوفاً جماهيرياً عن مشاهدتها.

كانت مفاجأة الموسم إيرادات فيلم «اشتباك» من بطولة نيللي كريم إلى جانب هاني عادل. العمل الذي تناول جانباً إنسانياً من الحوادث السياسية في مصر بعد ثورة 30 يونيو حقّق إيرادات وصلت ٦ ملايين جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة إلى انتقادات كثيرة وجهت إليه واتهامه بالإساءة إلى سمعة مصر، فضلاً عن التضييق الرقابي قبل طرحه وانسحاب موزعه قبل يومين من إطلاقه، علماً أنه شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان «كان» السينمائي الدولي. ورغم أن تكلفته الفعلية وصلت إلى 12 مليون جنيه تقريباً غالبيتها صرفت في مشاهد الاشتباكات، فإن إيراداته تعتبر جيدة مقارنة بطبيعته التي تناقش قضية سياسية، فهو أول عمل تطرق إلى الحوادث الأخيرة ويحصد هذه الأرباح في الصالات المصرية.

Ad

كذلك نال «جحيم في الهند» للفنان محمد عادل إمام وفريق مسرح مصر إيرادات وصلت إلى نحو 30 مليون جنيه، أي ما يساوي ضعف التكلفة الإنتاجية تقريباً، فالفيلم الذي صور بالكامل في الهند نهاية العام الماضي تكلف نحو 15 مليون جنيه فقط في حملة الدعاية الضخمة التي صاحبته، ليكون محمد عادل إمام النجم صاحب الإيرادات الأعلى سينمائياً خلال العام الجاري حتى الآن.

الفيلم الذي شاركت في بطولته النسائية ياسمين صبري، وأخرجه معتز التوني عوّض لشركة «نيوسينشري» إخفاق فيلمها «بارتي في حارتي» من بطولة محمد لطفي، لا سيما أن إيراداته لم تتجاوز حاجز المليون جنيه ورُفع من الصالات السينمائية سريعاً نتيجة لضعف الإقبال الجماهيري، علماً بأن حملات الدعاية لم تنجح في إنعاشه، فانحصر عرضه في صالات التوزيع التي تديرها الشركة.

وحقق «من 30 سنة»، مع أحمد السقا وشريف منير ومنى زكي وميرفت أمين، إيرادات وصلت إلى أكثر من 25 مليون جنيه، وهو أول تجربة إنتاجية لمنظم الحفلات وليد منصور، علماً بأن الفيلم غطى تكلفته الإنتاجية من عرضه تجارياً فحسب، وبلغت ميزانيته 23 مليون جنيه فقط من دون الدعاية بحسب تصريحات منتجه، فيما أثّر رفعه من صالات سينمائية عدة لصالح «جحيم في الهند» على الإيرادات خلال أيام العيد فحسب.

ياسمين عبد العزيز حقق عملها «أبو شنب» إيرادات وصلت إلى أكثر من 20 مليون جنيه ليكون الأعلى في الإيرادات في مسيرتها في البطولة السينمائية حتى الآن، علماً أنه يعتبر الفيلم الوحيد الذي حافظ على إيرادات أسبوعية شبه ثابتة مقارنة بغيره من مشاريع حققت أكثر من نصف إيراداتها خلال الأسبوع الأول من طرحها.

وحرصت ياسمين على توجيه الشكر إلى جمهورها عبر صفحتها على «فيسبوك» لدعمه الفيلم، فيما أعلنت مرات عدة عن حضورها عروضاً خاصة برفقة المشاهدين، والتقطت الصور التذكارية معهم ونشرتها عبر صفحتها.

فشل البطولة السينمائية

شهد الموسم فشل عدد من الفنانين مجدداً في البطولة السينمائية، إذ لم تحقق أفلامهم إيرادات تذكر، رغم تكثيف الدعاية لها. أعمال هؤلاء لم تغط تكلفة إنتاجها، ومن أبرزهم سامح حسين في «كلبي دليلي» الذي لم تتجاوز إيراداته حاجز المليون ونصف مليون جنيه، وأحمد السعدني في «سطو مثلث» الذي أخفق في تجاوز حاجز المليون جنيه، وهو رغم دعاية مكثفة طرحها المنتج أحمد السبكي على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يستمر في الصالات أكثر من ثلاثة أسابيع.

تكرّر الأمر نفسه مع المطربة صوفيناز والفنان أحمد فلوكس، إذ لم يحقق فيلمهما «30 يوم في العز» إيرادات تذكر، رغم جولاتهما المكثفة على الصالات السينمائية لزيادة الإيرادات، التي لم تتجاوز المليون الأول، وهو رقم هزيل مقارنة بالدعاية المكثفة التي صاحبت الفيلم.