«تحرير الرقة» يضغط على المفاوضات الأميركية - الروسية

• واشنطن تشدد على أولوية وقف النار
• النظام يسيطر على الراموسة بحلب ويواصل التصعيد بحي السكري

نشر في 09-09-2016
آخر تحديث 09-09-2016 | 00:04
جنود موالون للأسد في الراموسة أمس (رويترز)
جنود موالون للأسد في الراموسة أمس (رويترز)
لا يزال العالم يترقب أن تخرج المفاوضات الأميركية ـ الروسية باتفاق عام يضع حداً للحرب الأهلية السورية، التي تحولت إلى حرب نفوذ عالمية، في حين يتزايد الحديث بين أنقرة وواشنطن عن شن عملية مشتركة لتحرير الرقة عاصمة «داعش»، ما يراه مراقبون أنه محاولة أميركية لتطويق التقارب الروسي ـ التركي والضغظ على موسكو التي تحاول تحقيق إنجاز في شمال سورية، حيث لا نفوذ تاريخياً لها هناك.
بعد ساعات من إعلان الجانب التركي أنه أبدى استعداده للمشاركة في عملية عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة لتحرير محافظة الرقة السورية، التي يتخذها تنظيم "داعش" الإرهابي عاصمة لـ "دولة الخلافة"، كشف الجانب الأميركي عن مشاورات أجراها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره التركي تطرقت إلى عملية تحرير الرقة والحاجة إلى قوات محلية تشارك في العمليات العسكرية.

وجاءت هذه الأنباء لتلقي بثقلها على المفاوضات الأميركية ـ الروسية للتوصل إلى اتفاق عام بشأن سورية، يتطرق إلى وقف الأعمال العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية والبدء بعملية انتقال سياسي ينهي الحرب الأهلية، التي تعيشها البلاد منذ عام 2011.

ويبدو أن المفاوضات الأمركية ـ الروسية لم تصل بعد إلى نتيجة على الرغم من أنها بدأت النقاش بنقاط تقنية. وفي هذا الإطار، شدد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في تصريح أمس، على استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع روسيا لإنهاء النزاع السوري، إذا ما حصل مسبقاً "وقف فعلي للأعمال العسكرية".

وقال كارتر، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فسيكون نتيجة عدد كبير من المراحل، لاسيما منها وقف الأعمال العسكرية، الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى مزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والجيش الروسي".

وذكر كارتر أنه عندما أعلنت روسيا تدخلها في سورية، قالت إنها تريد القيام بذلك "لمحاربة الإرهاب ومحاولة إنهاء الحرب الأهلية عبر عملية انتقال سياسي".

وأضاف: "هذا ما لم تفعله حتى الآن. لقد أججت الحرب الأهلية والعنف، ولم تساعدنا على الاقتراب من حل سياسي يقضي باستقالة بشار الأسد وتشكيل حكومة جديدة تضم المعارضة المعتدلة لخلافته".

وقال وزير الدفاع الأميركي: "في نهاية المطاف، لا يمكن أن يتوقف العنف في سورية قبل حصول انتقال سياسي. وللروس دور أساسي في هذا المجال، وقالوا إنهم جاءوا من أجل ذلك. ويجب أن يقفوا إلى الجانب الجيد من الأمور، وليس إلى الجانب السيئ". وكرر القول، إن الولايات المتحدة تريد أن يستقيل بشار الأسد "في أقرب وقت ممكن".

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، إن روسيا والولايات المتحدة لم تنتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة على مسودة تحظى بقبول الجانبين لحل الأزمة السورية، وإن الأمر يتطلب حلولاً وسطاً بشأن بضع قضايا.

وقال المتحدث في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "يجري الحديث بالفعل عن نوع ما من الاتفاق... عن وثيقة لكن لم يتم الانتهاء منها بعد لأن بعض القضايا ما زالت بحاجة للاتفاق بشأنها".

وأضاف بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما عقدا اجتماعاً مفصلاً بشأن سورية خلال قمة العشرين في الصين هذا الأسبوع.

وتابع "لم يتم بعد التوصل إلى حل وسط بشأن بضع مسائل عالقة" دون أن يقدم تفاصيل.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس الأول، أن وزير الخارحية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري سيجريان محادثات في جنيف، مضيفة أن الوزيرين ناقشا خلال محادثة هاتفية بينهما مساء أمس الأول "تفاصيل الاتفاق على تعاون روسي-أميركي من أجل التصدي للمجموعات الإرهابية في سورية وتمديد المساعدة الإنسانية وإطلاق العملية السياسية".

النظام وجونسون

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية السورية الموالية للنظام أمس، إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بخصوص الأوضاع في سورية "تؤكد استمرار الحكومة البريطانية في تماديها وانخراطها بالعدوان على سورية".

وأضاف البيان أن تصريحات جونسون "تظهر انفصاله التام عن الواقع وعدم إدراكه بأن زمن الانتداب والوصاية قد ولى إلى غير رجعة".

وقال جونسون، أمس الأول بعد اجتماعه مع المعارضة السورية، إن خطة للتحول السياسي عرضتها المعارضة السورية في لندن وتتطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة.

معركة حلب

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على منطقة الراموسة عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب، ليستعيد بذلك كل النقاط، التي خسرها لمصلحة فصائل مقاتلة وجهادية أهمها "جيش الفتح" قبل أكثر من شهر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي تقدم قوات النظام الأخير إثر تمكنها الأحد الماضي من إعادة فرض الحصار على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب.

وبحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن، فإن السيطرة على الراموسة تأتي بعد تلقي قوات النظام تعزيزات من مقاتلين عراقيين وإيرانيين بداية الأسبوع الحالي.

وأضاف عبدالرحمن أن "النظام لا يمكن أن يتحمل خسارة هذه المعركة، لأنه سيخسر معها كل شيء". ووفق عبدالرحمن فإن الفصائل لا تزال تسيطر على مواقع غير مهمة في أطراف حلب الجنوبية.

حي السكري

إلى ذلك، وبعد إصابة العشرات قبل أيام بالاختناق في حي السكري في حلب، بعد غارة شنها النظام استخدم خلالها غاز الكلور، واصلت القوات النظامية تصعيدها ضد حي السكري حيث قتل أمس 22 شخصاً بينهم أطفال في غارة.

في السياق، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، إن التقارير الأخيرة عن تعرّض مناطق سيطرة المعارضة في حلب لقصف بغاز الكلور، تبعث على الانزعاج، مشيراً إلى أن المنظمة ستجري تحقيقاً بهذا الشأن.

عفرين

وقتل ستة مقاتلين أكراد بقصف للمدفعية التركية في شمال سورية حيث تشن أنقرة منذ أسبوعين عملية "درع الفرات" العسكرية تستهدف تنظيم "داعش" والفصائل الكردية على حد سواء.

وأشار المرصد السوري إلى أن الجيش التركي أطلق قذائف مدفعية في وقت متأخر، أمس الأول، على منطقة حدودية قرب عفرين، إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في شمال سورية.

الأكراد يعلنون دستوراً في مناطقهم الشهر المقبل

قالت هداية يوسف التي ترأس المجلس التأسيسي للنظام الفدرالي الذي أعلنه الأكراد في مناطق سيطرتهم شمال سورية، إن الجماعات الكردية السورية وحلفاءها من العرب سيوافقون على دستور يضع نظام حكم جديداً في شمال سورية الشهر المقبل في تحدٍّ للتوغل التركي الذي يهدف إلى تقليص نفوذ الأكراد في المنطقة.

وسيطبق النظام الجديد في أجزاء من الشمال حيث فرضت الجماعات الكردية بالفعل مناطق حكم ذاتي منذ بداية الصراع في سورية عام 2011.

وقالت يوسف في مقابلة إنهم سيعلنون النظام الجديد في شمال سورية في اجتماع تقرر عقده في بداية شهر أكتوبر المقبل.

back to top