بالتزامن مع أحدث استطلاعات الرأي، التي أجرتها شبكة "سي إن إن"، أمس الأول، والتي أظهرت تقدم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، قال ترامب المثير للجدل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أفضل من الرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما، وذلك خلال لقاء تلفزيوني أكد فيه أنه الأكثر تأهيلا لإعادة تأكيد الريادة العالمية للولايات المتحدة.وخلال مشاركته في منتدى "القائد الأعلى"، الذي استضافته شبكة "إن بي سي" في نيويورك، والذي ظهر فيه هو ومنافسته الديمقراطية واحداً تلو الآخر، قال ترامب عن الرئيس الروسي: "إذا كان يقول أشياء عظيمة عني فإنني أقول أشياء عظيمة عنه"، مضيفا: "إنه زعيم أفضل إلى حد بعيد من رئيسنا".
وأكد انه ستكون له "علاقة رائعة" مع بوتين، و"أعتقد أنني سأكون قادراً على التعامل معه"، وأضاف انه يكن احتراما كبيرا للروس، والولايات المتحدة ستستفيد من وجود علاقة جيدة مع روسيا، "فموسكو تريد تدمير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بشدة مثلما تريد الولايات المتحدة".في المقابل، قال المرشح الجمهوري إن بوتين لديه "سيطرة قوية جداً" على بلاده، مشيرا إلى أنه "نظام سياسي" مختلف جداً، مؤكداً عدم إعجابه بهذا النظام.الجيش ورأى ترامب، خلال اللقاء، أن سياسات أوباما وكلينتون، التي عملت وزيرة الخارجية في ولاية أوباما الأولى، أعاقت الجنرالات الأميركيين، وقال: "أعتقد أنه تحت قيادة باراك أوباما وهيلاري كلينتون تحول العسكريون إلى ركام". وتعهد المرشح الجمهوري بتعزيز قدرات الجيش الأميركي. ومدعوما باستطلاعات الرأي التي أظهرت إحرازه تقدماً، صور ترامب نفسه في كلمة ألقاها في فيلادلفيا بأنه مدافع عن القيم الجمهورية التقليدية المتعلقة بالأمن القومي ولكن بإحجام واضح عن شن حروب جديدة في الشرق الأوسط.وقال إنه سيطلب من قادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في حالة فوزه بانتخابات الرئاسة تقديم خطة خلال 30 يوماً لتدمير تنظيم "داعش". لكنه قال إن أي إجراء سيكون "متوافقا مع الواقع"، ولن يشمل "الإطاحة بأنظمة دون خطة لما بعد ذلك".وأضاف: "أقترح سياسة خارجية جديدة تركز على تعزيز المصالح الوطنية الأساسية للولايات المتحدة، وتدعم الاستقرار الإقليمي وتخفف التوتر في العالم. هذا يتطلب إعادة النظر في السياسات الفاشلة السابقة".ودعا ترامب إلى تزويد الجيش بمئات جديدة من السفن الأميركية الجديدة والطائرات والغواصات وتعهد بتدريب آلاف آخرين من القوات القتالية، بالإضافة إلى تطوير منظومة دفاع صاروخية بـ"أحدث التكنولوجيا" بدءاً بتحديث 22 طراداً بحرياً بتكلفة تبلغ نحو 220 مليون دولار للقطعة الواحدة.وقال ترامب إن الولايات المتحدة تواجه تهديدات لم تواجهها من قبل من أعداء مثل الإسلاميين المتطرفين وكوريا الشمالية والصين.واتهم أوباما بأنه يرعب في تقليص حجم الجيش إلى 450 ألف جندي. وقال ترامب إنه سيزيد حجم القوات الأميركية إلى 540 ألفا. وكرر شعار الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان لتحقيق "السلام من خلال القوة".
كلينتون
في المقابل، دافعت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مجدداً عن استخدامها بريدا إلكترونيا خاصا خلال توليها وزارة الخارجية. وقالت كلينتون إنها "لم ترسل أو تستقبل رسائل تتعلق بوثائق مصنفة سرية".وأضافت المرشحة خلال المنتدى، الذي خصص لمناقشة قضايا الأمن القومي وشارك فيه ترامب لكن بشكل منفرد، أنها تشعر بالندم على التصويت لصالح حرب العراق عام 2003، عندما كانت سيناتور عن ولاية نيويورك. لكنها أشارت إلى أن منافسها كان يؤيد أيضا تلك الحرب.ودافعت عن تأييدها لحرب ليبيا التي أطاحت معمر القذافي، وقالت إنها لم تكن ترغب في رؤية حرب أهلية هناك.الكرملين
وتعليقاً على تصريحات ترامب، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن موسكو تتوقع من واشنطن أن تبدي رغبة سياسية لبناء علاقات طيبة مع روسيا بعد الانتخابات الرئاسية. وذكر أن الكرملين يتابع الحملة الانتخابية وما يصدر عن المرشحين. وأضاف: "نرى أن اسم روسيا و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يُذكر بصورة شبه يومية في إطار حملة الانتخابات الأميركية، وهذا بلا شك يوضح الدور الذي تلعبه روسيا على الساحة الدولية"، وأشار إلى أن الكرملين يولي اهتماما لتصريحات المرشحين أكثر من الرئيس المنتهية ولايته.دعوة ترامب إلى المكسيك تطيح وزير المالية
استقال وزير المالية المكسيكي لويس فيديغاراي، عقب زيارة المرشح الرئاسي الجمهوري الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل للبلاد.ويعتقد أن فيديغاراي، وهو أحد أهم مستشاري الرئيس إنريكي بينا نييتو، لعب دورا رئيسيا في دعوة ترامب إلى زيارة المكسيك مطلع الشهر الجاري.وتعرض نييتو لانتقادات شديدة في بلاده بسبب دعوته ترامب، الذي يدينه المكسيكيون على نطاق واسع بسبب خطابه المناهض للمكسيك.وكان ترامب وصف، في حملته الرئاسية، المهاجرين المكسيكيين، الذين يسعون إلى الوصول إلى الولايات المتحدة بأنهم مجرمون ومغتصبون، واقترح بناء حائط على طول الحدود الأميركية الجنوبية، قائلا إن المكسيك ستتحمل نفقة البناء.