ولدت الأميرة الهندية والصينية كأمتين متشابهتين قبل التاريخ الهجري والميلادي واليهودي، ولا تزالان شابتين حتى الآن، فالصين تُذهلك، والهند تبهرك! إذ تجاوزت أعمارهما ستة آلالاف سنة، وسر دوامهما في نسائهما، فكيف ذلك؟ ومن الأميرة الثالثة؟

الهندية ملكة، كلمتها مسموعة، أزياؤها تُخجل الطاووس، عار على أبيها إذا لم تؤثث عشها بنفسها، حادة وجادة أمام الرجال، فقد صرح البنك الفدرالي الأميركي أن «الهندية تتزين بـ11% من ذهب العالم بأسره»، وفراديس الأطباق والحلويات نتاج مطبخها، فضلاً عن أن أفلام وأغاني بوليوود انفعالية بسببها.

Ad

العنصر النسائي يكتسح الهنود دينياً، الإلهة (شيفا) ملكة الملوك، تعتبر الإلهة الوحيدة بين باقي الآلهة الرجال، فهي تحرقهم كلهم متى ما فتحت عينها الثالثة (النقطة الحمراء)، ولما نطرق باب سور الصين العظيم، نجدهم يعبدون البوذا الذي كان رجلا صالحا، مات فرسموه بهيئة امرأة تعبيرا لتقديسهم الأنوثة، وأطعمتهم فاخرة تمتاز بطراوة بخلاف قساوة البعير.

اكتشف العلماء أن الصيني القديم كان أشقر الشعر عظيم البنية، ولكن بسبب تغذيتهم على الصويا في إفطارهم وغدائهم وعشائهم تأنثت أصواتهم ولانت أبدانهم وهَزلت قامتهم، «سن-تزو» قائدهم العسكري الأول قنن دستور القتال، ونص أول قاعدة «الانتصار بدون قِتال»، فلهذا اليوم تجتاح الصين العالم بتجارة الأواني والمناشف.

وأول من أسس الكونغ فو هي «يم ونغ شن»، بنتٌ رفضت خطيبها، فصممت فناً قتالياً ودربت نفسها عليه، فهزمت خطيبها أمام جيشه، وهو الذي كان أمير حرب، خرّجت مدارسها طلبة مثل بروس لي، فلذلك صراخهُ أنثوي، وفن القتال الهندي بالسيوف يمتاز بالرقص أكثر من الهجوم والاقتحام.

وأغذية كلا البلدين ترفع الإستروجين (هرمون الأنوثة) وتخفظ التيسترون (هرمون الذكورة)، وفي تاريخ الحروب لديهما دائما وأبدا لم يغزوا غيرهما، حتى استراتيجياتهما الدفاعية تكون بالسماح للعدو بالاقتحام كي يتيه في دهاليز الحواري ويستنزف نفسه، وخير مثال أن جزيرة اليابان قهرت شبه قارة الصين ونكلت بأهلها بمدينة (نانكن)، والهند ابتلعها المغولُ حينما كانوا يقصدون الغرب.

ولا يفهم الشعبان الصيني والهندي أي دين يعتنقانه، فضلا أو أمراً، إلا بمفهوم إذلال النفس بحجة النجاة من كِبر، وهذا لأن الأنوثة تخمد العنفوان الذكوري، و»نامازتيه» كلمة هندية تعني «أعبدك»، وهي تحية السلام يبدأ بها الهندوسي لكل قاص ودان، عدوا كان أم صديقا، فمفهوم إعدام الذات عن طريق التأمل هو من فلسفات البوذا والهندوس لقهر البطولة، خوفا على المسكنة، حتى في الحب غرامهما يكون في الانهيار أمام المرأة.

لا أطعن في رجولة شعوب البلدين، لكن هذه الشعوب سلطت الحنان النسائي على الكل، ولهذا السبب تتجلى الأخوة العفوية بين فتياتها وفتيانها، بخلاف مجتمعنا الذكوري، فالعربيُ يفهم العطسةَ أنها رسالة مشفرة مفادها عقد القران الفوري، أما التبرج في تلك الشعوب مثل «الساري» الكاشف للبطن، و«الفساتين المخصرة الصينية» فيَنظر إليها المجتمع نظرة الأم لابنتها، ومفاتن البنت عندهم هي آية ربانية للجمال لا فتنة، فهذه الشعوب تحترم الأصنام والنحوت المتبرجة، أما عند مشركينا فهُبَل من تمر!

وعمران هذين البلدين الأسطوريين وطبهما السباق وفنهما المتألق بل دياناتهما ولغاتهما المتزايدة، ما كان لها هذا الثراء، إلا بسبب عقلية الاحتواء من بنات حواء.

وأما الأميرة الثالثة فهي المرأة المصرية قديماً، التي كانت تتحكم في أمور الدولة منذ أيام الفراعنة، والتي ما زالت شخصيتها تتسيد في كثير من المدن المصرية، مع استثناء بعض المدن بلا شك، حتى جاء الإسلام، فكان له الدور الرئيس في تحجيم سلطتها، فالفن الشرقي الأصيل عفه الإسلام، وحصره في صالات الأعراس النسائية المحتشمة، وعلاقة الرجل بالمرأة عدلها الإسلام، وتَعرَب العرق القِبطي بزواج مَارِية القبطية برسول الله صلى الله عليه وسلم، لتكون المصرية أميرة أهلها وأمُنا نحن المسلمين بنص القرآن!