مليونا حاج يحتشدون لقضاء يوم التروية

• الملك سلمان يوجه للاستفادة من المواقع الجاهزة في «التوسعة»... ونجاح نسبي لتوزيع «السوار»
• الخرطوم تدين خامنئي... وخطباء الجمعة الإيرانيون يهاجمون السعودية والسيستاني يدعو إلى الهدوء

نشر في 10-09-2016
آخر تحديث 10-09-2016 | 00:05
جانب من باحة الحرم المكي خلال صلاة الجمعة أمس  (رويترز)
جانب من باحة الحرم المكي خلال صلاة الجمعة أمس (رويترز)
بينما تنطلق اليوم مناسك الحج بقضاء الحجاج يوم التروية، لا يزال التصعيد الإيراني ضد السعودية طاغياً على موسم الحج، إذ يغيب للمرة الأولى آلاف الإيرانيين عن أداء الفريضة، بسبب رفض النظام الإيراني للقواعد المتبّعة، والتي تلقى إجماعاً من الدول الإسلامية كافة.
يستعد نحو مليوني حاج إلى بيت الله الحرام للتوجه اليوم السبت إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، استعدادًا للوقوف يوم غد على صعيد عرفات الطاهر، في حين تبذل السعودية جهودها لتأمين سلامة الحجاج.

ومن المقرر أن يتوجه الحجاج اليوم إلى منى الواقعة بين جبلين قرب مكة المكرمة للمبيت فيها، على أن يبدأوا التوجه صباح يوم غد في موكب إيماني مهيب إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم الذي يستمر حتى مغيب الشمس، ليبدأ ضيوف الرحمن بعد ذلك النفير إلى مزدلفة للمبيت هناك، ثم العودة إلى منى لرمي الجمرات وذبح الهدي في أول أيام العيد.

الملك سلمان والتوسعة

وأمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الأول، بالاستفادة من المواقع الجاهزة في مشروع التوسعة في الحرم المكي خلال أداء مناسك الحج. وسيتم، بموجب التوجيهات، استخدام مبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والغربية والجنوبية وأجزاء من الساحات الشرقية بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها.

وذكرت وكالة الانباء السعودية "واس" أن السلطات ستفتح جميع الأدوار بمشروع خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف لتصل إلى 107 آلاف طائف في الساعة، إضافة إلى تأمين الخدمات الضرورية لتوفير الراحة لضيوف الرحمن وتجهيز دورات المياه والمواضئ ليصبح العدد الإجمالي لها 16300 دورة مياه وميضأة.

كما سيتم توفير مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة والمطاف وفي الساحات الخارجية، وتشغيل السلالم والمصاعد الكهربائية لخدمة الحركة الرأسية ما بين أدوار المسجد الحرام، وتشغيل نظام التكييف والإنارة ونظام الصوت والمراقبة التلفزيونية وأنظمة مكافحة الحريق، وكذلك فتح باب الملك عبدالعزيز وباب أجياد وباب إسماعيل وباب الفتح وباب العمرة.

وسيكون بإمكان الحجاج الاستفادة من ثلاثة مناسيب من مباني الخدمات (المصاطب) المطلة على الساحات الشمالية وأنفاق المشاة المؤدية إلى منطقة جرول بما فيها الأنفاق العرضية للمساعدة في وصول المعتمرين والمصلين إلى الحرم المكي الشريف أو انصرافهم منه، وتربط هذه الأنفاق بين المنطقة الشمالية لمكة المكرمة والتوسعة المباركة، وكذلك تشغيل الطريق الدائري الأول بمكة المكرمة بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ المشروع.

السوار الإلكتروني

وبدأت السلطات السعودية تزويد الحجاج بأساور إلكترونية تحمل بياناتهم في إجراء لا يشمل الجميع، لكن من شأنه طمأنة البعض بعد عام من حادث تدافع أودى بحياة نحو 2300 حاج.

وتؤكد السلطات انها حسنت التنظيم وعززت الامن اثناء موسم الحج السنوي الذي يبدأ اليوم. والإجراء الأهم الذي تشير اليه الصحف السعودية منذ اشهر هو اللجوء الى السوار الالكتروني.

وهذه الأساور المصنوعة من ورق مغلف بالبلاستيك تحتوي على رمز يمكن قراءته من هاتف ذكي يضم هوية الحاج وجنسيته ومكان اقامته في مكة ومسؤول المجموعة التي ينتمي اليها وكل المعلومات المسجلة لدى تقديمه طلب التأشيرة، بحسب ما أوضح عيسى الرواس وكيل وزير الحج السعودي.

وأضاف ان الهدف هو تزويد كل الحجاج القادمين من خارج السعودية (1.4 مليون) بسوار إلكتروني، لكنه لم يوضح مع ذلك عدد الأساور التي وزعت حتى الآن.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس بين الحشود التي تتحرك في الاماكن المقدسة بمكة المكرمة ليلا ونهارا العديد من الحجاج الذين يحملون سوارا الكترونيا.

لكن في الواقع فإن بعض هذه الاساور وفرتها وكالات السياحة التي امنت سفر الحاج، وهي لا تحتوي على المعلومات ذاتها التي توجد في سوار الوزارة.

ويحمل عامل البناء الفلسطيني نبيل ملحم (61 عاما) سوارا أعدته السلطات مقابل ريالين سعوديين (أقل من 50 سنتا)، بحسب الرواس.

وقال هذا الحاج القادم من الضفة الغربية المحتلة ان هذا السوار الاخضر اللون أصبح بالنسبة لحجاج الدول العربية "اشبه بجواز سفر".

وأضاف: "في حال الضياع او الوفاة او المرض او العجز عن الكلام، يمكنهم الاتصال بالوكالة التي تؤطرنا بفضل هذا السوار".

وقال الحاج النيجيري ادريسا كوناكري انه هذا العام "وضع المسؤولون عن إيوائنا هذا السوار حال وصولنا". وأضاف هذا المدرس الذي يحمل سوارا بنفسجيا يميز الحجاج الأفارقة: "قلت لنفسي: على الأقل، أصبح التعرف علي سهلا". ومن خلف ادريسا، اقترب اربعة حجاج استراليين اكدوا بقلق انهم لم يتسلموا اي سوار.

طهران

وفيما نظمت إيران تظاهرات عقب صلاة الجمعة ضد السعودية، واصل المسؤولون الإيرانيون استفزازتهم للرياض، في وقت غصت خطب الجمعة في طهران بالشتائم للملكة.

ووصف خطيب جمعة طهران، أمين مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، المسؤولين السعوديين بأنهم "أحفاد أبوسفيان وأبوجهل وأبولهب" و"أعداء الإسلام".

أما رئيس مكتب المرشد الأعلى محمدي كلبايكاني، فقد وصف تصريحات المرشد الاعلى علي خامنئي الاخيرة والتي اساء فيها الى الممكلة بأنها "مقدمة للقضاء" على المسؤولين السعوديين، داعيا للقضاء على النظام السعودي، على حد قوله. وعلق على وصف مفتي السعودية للمسؤولين الإيرانيين بأنهم "أحفاد المجوس" بالقول إن "السعودييون ابناء الطاغوت واللات والعزى".

ودعا المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة بهرام قاسمي، وزیر خارجیة البحرین خالد بن حمد آل خلیفة، إلى أن "یرکز هواجسه علی مشاکل البحرین الداخلیة"، وذلك تعليقا على تصريحات ال خليفة المدينة للإساءات الإيرانية للسعودية خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة، أمس الاول.

تصامن مع المملكة

ودانت العاصمة السودانية الخرطوم، الجمعة، تصريحات خامنئي ووصفتها بالتحريضية والعدائية. واستنكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان دعوة المرشد لتدويل إدارة الحرمين الشريفين، معتبرة أنها "تتعارض مع مبدأ احترام سيادة الدول وإجماع الأمة الإسلامية".

وأمس الأول، أدان مجلس وزراء الخارجية العرب التصريحات العدائية والتحريضية التي أدلى بها خامنئي. ودعت هيئة كبار العلماء السعودية جميع المسلمين في أنحاء العالم للاصطفاف مع المملكة لإدانة ما وصفتها بالتصرفات غير المسؤولة من قبل النظام الإيراني في الحج.

السيستاني

ودعا ممثل المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني، أمس، الى "تجنب الصراعات" بين المسلمين. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة في كربلاء جنوب بغداد، "اننا كمسلمين بحاجة اليوم الى احترام الآخر ونبذ التعصب وتجنب الصراعات غير المبررة لا شرعا ولا عقلا ولا اخلاقا". وأكد على ضرورة "قبول كل منا بالآخر والعمل معا حيث المشتركات كثيرة، وما يجمعنا اكثر مما يفرقنا".

أرقام عن الحج

وفيما يلي أرقام تتعلق بالحج، بحسب مسؤولين ووسائل إعلام:

• 1.4 مليون حاج متوقع أن يشاركوا في مناسك الحج من خارج السعودية، إضافة إلى نحو 300 ألف من داخل السعودية.

• 18 ألف حافلة سيتم نقل الحجاج فيها.

• 60 ألف موظف خصصتهم وزارة الحج والعمرة للموسم.

• 158 موقعاً لعلاج المرضى على طول طريق سير الحجاج و25 مستشفى.

• 100 سيارة إسعاف و51 حافلة طبية والعديد من المروحيات وضعت في حال تأهب.

• 17 ألف موظف من خدمات طوارئ لخدمة الحجاج.

• 1.5 مليون عبوة من ماء زمزم ستوزع الأحد في ذروة الحج.

• 23 ألف عامل تنظيف سيحافظون على نظافة منطقة مكة المكرمة.

• 20 مليار ريال (5.3 مليارات دولار) أنفق خلال موسم الحج 2015.

back to top