تلقى "جيش الفتح"، أكبر تحالف لفصائل المعارضة الإسلامية والمقاتلة في سورية، ضربة قوية خسر فيها القائد العسكري العام أبوعمر سراقب مساء أمس الأول في غارة جوية على محافظة حلب، في تطور تلا تمكن نظام الرئيس بشار الأسد من إعادة فرض الحصار على الأحياء الشرقية في المدينة.

وأعلنت جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة) سابقاً، على حسابها على موقع "تويتر" الخبر، قائلة: "استشهاد القائد العام لجيش الفتح الشيخ أبوعمر سراقب إثر غارة جوية في ريف حلب"، من دون إضافة تفاصيل.

Ad

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل سراقب وقيادي آخر في "جيش الفتح" هو "أبو مسلم الشامي" في قصف جوي لـ"طائرات حربية مجهولة لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي أم للنظام، استهدف مقراً كان يجتمع فيه قيادات بارزة في جيش الفتح في ريف حلب".

وفي حين اعتبر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أنه "بشكل قطعي هذه أكبر خسارة لجيش الفتح وجبهة النصرة"، أوضح الباحث في معهد الشرق الأوسط شارلز ليستر أن القصف الجوي الذي قتل فيه سراقب استهدف اجتماعاً "كان يجري فيه التخطيط لهجوم مضاد لفك الحصار الجديد على حلب".

وقال ليستر، على حسابه على "تويتر"، إن القيادي الجهادي كان "أمير جبهة النصرة" في إدلب، وهو معروف بـ"موحد إسلامي". وبالإضافة إلى معركة السيطرة على إدلب، قاد سراقب الهجوم ضد قوات النظام في جنوب حلب وتمكن خلاله "جيش الفتح" من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، قبل أن يعود ويخسر الأسبوع الحالي كل المناطق التي سيطر عليها إثر تقدم للجيش السوري مكنه من إعادة الحصار.

كيري ولافروف

ورغم فشلهما المتكرر في اجتماعات لا تحصى آخرها في قمة مجموعة العشرين في الصين، التقى وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري أمس في جنيف في محاولة لانتزاع اتفاق لإعادة إحياء خطة سلام اعتمدها المجتمع الدولي في نهاية 2015 وتشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار وتعزيز المساعدة الإنسانية وعملية انتقال سياسي بين النظام والمعارضة المعتدلة.

وفي الطائرة، قال مستشارو كيري إنه ما كان ليقوم بهذه الرحلة لو لم يكن يعتقد بوجود فرص حقيقية لإحراز تقدم. لكن لن يكون أمام الوزيرين سوى قليل من الوقت، قبل أن يعلقا المحادثات ويعودا إلى بلديهما، تاركين مواصلة المشاورات إلى الخبراء العسكريين والدبلوماسيين.

هدنة في حلب

وفي وقت سابق، أفادت وكالة "الأناضول" بأن الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين بحثا خلال مكالمة هاتفية أمس الأول سبل التوصل "في أسرع وقت ممكن" إلى وقف لإطلاق النار في مدينة حلب، موضحة أن أنقرة تأمل إرساء هذه الهدنة مع حلول عيد الأضحى بعد غد.

ونقلت الوكالة عن مصادر في الرئاسة التركية أن إردوغان وبوتين اتفقا على تكثيف جهودهما في هذا الاتجاه.

الراموسة والفرات

ووسط أنباء عن فتح طريق الراموسة المؤدي الى حلب أمام الموالين للنظام بعد سيطرته عليه بغطاء جوي روسي مكثف، أعلن الجيش التركي أمس أنه نفذ ضربات جوية دمرت أربعة أهداف ثابتة شمال سورية.

ومع استمرار الهجمات على "داعش" والمسلحين بالمنطقة، في إطار عملية "درع الفرات"، أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ضرورة وحدة الأراضي السورية"، مشيراً إلى أن "تركيا ستواصل حربها ضد الإرهاب".

ديميستورا وأوبراين

وغداة لقاء استمر أكثر من ساعة مع لافروف، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس أن نجاحاً محتملاً للمفاوضات بين الروس والأميركيين يمكن أن "يحدث فارقاً كبيراً" بالنسبة للمساعدات الإنسانية ولاستئناف العملية السياسية.

وخلال مؤتمر صحافي مع ديميستورا، أكد رئيس مكتب العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين "ضرورة إيصال المساعدات إلى الأماكن المحاصرة مع دخول العيد"، مشدداً على أن "الوضع في حلب صعب، ونواصل المساعي لهدنة 48 ساعة، وننتظر موافقة النظام على طلبنا".

خضوع وتعاون

وفي رسالة إلى مكتب تنسيق المساعدات، اتهمت 73 منظمة إغاثة سورية الأمم المتحدة وشركاءها بالخضوع لنفوذ النظام، معلنة تعليق تعاونها معها، ومطالبة بالتحقيق في عمل الوكالات وتشكيل لجنة مراقبة للإشراف على جهود الاغاثة.

وقالت الرسالة: "أصبح من الواضح أن الحكومة لها تأثير كبير وواضح على اداء وكالات الامم المتحدة في دمشق، وكذلك على شركائها" بما فيها الهلال الأحمر السوري.

في المقابل، أبدى النظام أمس الأول الاستعداد للتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن اتهامه باستخدام الغاز السام في هجمات على مناطق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

(دمشق، جنيف، واشنطن -