«آكلو القمامة»... انتقاد لسياسات الحكومة بالفبركة
شباب صوروا مشاهد تمثيلية عن الفقر... والأمن ضبطهم قبل ترويجها
وسط موجة الغلاء التي يعيشها قطاع كبير من المصريين، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، لم يجد مجموعة من الشباب وسيلة للفت الأنظار إلى السياسات الحكومية الخاطئة سوى تصوير مشاهد تمثيلية لأشخاص يأكلون من صناديق القمامة، لكن الأمن ضبطهم قبل ترويج هذه المشاهد المفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي.وقررت نيابة المنصورة، أخيراً، حبس المتهمين بتصوير فيديو مفبرك لشخص يأكل من صندوق القمامة في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية على ذمة التحقيقات، بعد ورود تحريات من جهاز الأمن الوطني، ووجهت النيابة للمتهمين تهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام.في حين أكد المتهمون قيامهم بتصوير الفيديو بغرض رفعه على شبكة الإنترنت، للسخرية من تأثير ارتفاع الأسعار والغلاء الذي تعانيه مصر على الطبقة الفقيرة في المجتمع.
الواقعة عكست الدور المؤثر لمواقع التواصل الاجتماعي في تغيير القناعات، ولفت أنظار الرأي العام، فيما أكد مسؤول برمجيات بأجهزة الأمن، مالك صابر، أن الميزة الوحيدة التي تتمتع بها مواقع التواصل الاجتماعي، هي قدرتها على الانتشار السريع بين فئات المجتمع، كما أنها تتمتع بالحرية الكاملة في التعبير عن الرأي.وأوضح صابر لـ«الجريدة»، أنه في حال قيام البعض بإثارة الرأي العام من خلال صفحاتهم الشخصية، فإنه يتم تتبع هؤلاء الأشخاص والوصول إليهم ومساءلتهم قانونياً، لأن ذلك يمس الأمن القومي.فيما أوضح الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، أن مواقع التواصل الاجتماعي، هي أدوات اتصال يسري عليها ما يسري على الأدوات الأخرى بشأن حماية الأمن القومي والاجتماعي، مشيراً إلى أن مواقع التواصل تتمتع بالحرية في الاستخدام، لكن ذلك لا يمنع الدولة من محاكمة البعض حال استغلالهم لها في الابتزاز أو تشويه الحقائق.في السياق، قال أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة السويس، أحمد يحيى، إن مواقع التواصل هي إحدى وسائل الاتصال، لكنها لا تستطيع أن تُحدث تغييراً حقيقياً داخل المجتمع، أو المساهمة في حل الأزمات، لأنها تحمل في مضمونها معلومات ووقائع غير حقيقية.من جانبه، لم يستبعد خبير الحركات الأصولية، مصطفى أمين، وقوف جماعة «الإخوان» الإرهابية وراء تلك العناصر الشابة، لتأليب الرأي العام على مؤسسات الدولة المصرية، مؤكداً لـ«الجريدة» أن «الإخوان» تحترف حروب الجيل الرابع، التي تعتمد على وسائل التواصل والغزو الفكري واستخدام الشبكة العنكبوتية، لتأليب الرأي العام.