عام 1967 كلف روبرت ماكنمارا -وزير دفاع أميركا– لجنة لتكتب تقريراً عن الأسباب التي جعلت بلاده تتورط في حرب فيتنام، واستغرق عمل اللجنة 18 شهراً، ويتكون التقرير من ثلاثة آلاف صفحة، إضافة إلى أربعة آلاف صفحة من الوثائق التوضيحية، وقد نشر في 47 مجلداً، وبلغ عدد كلماتها مليونين ونصف المليون، وهي تغطي الفترة بين عامي 1945 و1967، وهو العام الذي بدأت فيه محادثات السلام في باريس مع فيتنام في فترة الرئيس جونسن. * * *
• ظلت مادة هذا التقرير بالغة السرية إلى عام 1971، عندما أرسل دانييل ألزبرج، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الدفاع، نسخة منه إلى جريدة نيويورك تايمز، التي نشرت أجزاء منه اقتصرت على تسليط الضوء على كيفية الزج بأميركا لتتورط في حرب فيتنام، وأظهرت الجريدة تناقضات الولايات المتحدة الأميركية في سياستها المعلنة، وممارستها غير المعلنة...! كان موقف الإدارة الأميركية من نشر التقرير مزدوجاً، فقد أوحت سراً لرجال استخباراتها بمداهمة عيادة الطبيب النفسي الذي يقوم بعلاج ألزبرج، الذي يعتبر المسؤول عن إفشاء أسرار حرب فيتنام، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى فضيحة ووترغيت، ثم أخذ الموضوع يتطور إلى أن وصل إلى المحاكم، حيث أرسل المدعي العام جون ميتشل برقية إلى جريدة النيويورك تايمز يتهمها بانتهاك قانون التجسس، ويطلب وقف نشر التقرير المتعلق بحرب فيتنام، وكذلك طلبت وزارة العدل الأميركية من الجريدة التوقف عن كتابة موضوع حرب فيتنام، لأنه يهدد الأمن القومي...! • تفاقم الموقف عندما تضامنت جريدة الواشنطن بوست وعدد كبير من الصحف الأخرى مع حرية نشر التقرير... في 30 يونيو عام 1971 نظرت المحكمة العليا في القضية المرفوعة من جريدة النيويورك تايمز ضد الحكومة الأميركية، وقرر القضاة بأغلبية 6 أعضاء ضد ثلاثة أن "الحكومة الأميركية عاجزة عن تقديم مبررات مقبولة للحظر"... واعتبر القاضي دوغلاس أن قرار الحظر غير دستوري، ويعد انتهاكاً للحريات...!* * *• هذا الموضوع لا يعنيني في شيء، وهو مجرد تاريخ لنظام أميركي، ويسلط الضوء على بعض جرائمه التي لم تتوقف حتى الآن في العديد من بلدان العالم، ومنها وطني العربي... ولكن كنت أتمنى لو أن هناك تقارير تُكتب عن الحروب التي تجري في بلادنا.
أخر كلام
موضوع لا يعنيني... ولكن!
10-09-2016