المعارضة السورية تلتزم الحذر ازاء الاتفاق الاميركي الروسي

نشر في 10-09-2016 | 17:43
آخر تحديث 10-09-2016 | 17:43
بسمة قضماني
بسمة قضماني
ردت المعارضة السورية بحذر السبت على اعلان الجانبين الاميركي والروسي الاتفاق على هدنة في سوريا يمكن ان تؤدي الى تعاون عسكري غير مسبوق بينهما ضد الجهاديين.

واعلن وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اللذان يدعم بلداهما اطرافا متحاربين في سوريا مساء الجمعة الاتفاق على اعلان هدنة تدخل حيز التنفيذ الاثنين لتتزامن بذلك مع اول ايام عيد الاضحى.

واعربت بسمة قضماني من الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ابرز مكونات المعارضة والفصائل المقاتلة في سوريا في ان يشكل الاتفاق "بداية نهاية معاناة المدنيين".

وأسفر النزاع السوري عن سقوط اكثر من 290 الف قتيل ونزوح الملايين منذ مارس 2011، بينما يعيش مئات الاف الاشخاص داخل مدن محاصرة في ظروف مروعة.

وصرحت قضماني لوكالة فرانس برس بالقول "ننتظر ان تقنع روسيا النظام بضرورة الالتزام بالاتفاق، ولا نتوقع ان يقوم النظام بذلك بملء إرادته".

وأضافت "نامل من روسيا ان تنطلق من منطق الحرب الى منطق الحل السياسي"، "فنحن لا نعول على النظام اطلاقا" بل "نعول فقط على روسيا التي في يدها كل الأوراق".

وأعلن لافروف الجمعة ان موسكو "أطلعت الحكومة السورية على الاتفاق"، وأن الاخيرة "مستعدة لتطبيقه".

وأعرب كيري عن الأمل في أن يتيح الاتفاق "خفض العنف" وفتح الطريق أمام "سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا".

وتسعى القوتان العظميان الى إحياء خطة للسلام أقرتها الاسرة الدولية في نهاية 2015 وتشمل وقفا دائما لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وإقرار عملية انتقال سياسي بين النظام السوري والمعارضة.

ويتناول الاتفاق الروسي الاميركي في احدى نقاطه مدينة حلب في شمال سوريا التي تشهد وضعا انسانيا مروعا وتسيطر قوات النظام على احيائها الغربية في حين يسيطر المعارضون على احيائها الشرقية التي شهدت السبت غارات جوية اسفرت عن اربعة قتلى.

وينص الاتفاق على "نزع الاسلحة" من طريق الكاستيلو شمال حلب والتي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمها للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام في 17 يوليو وتحاصر مواقع المعارضة.

كما ينص الاتفاق على ان يتم نقل المساعدات الغذائية عبر هذه الطريق.

ورحب بالاتفاق كل من بريطانيا والاتحاد الاوروبي وتركيا التي بدأت تدخلا عسكريا غير مسبوق في سوريا منذ أواخر أغسطس ضد المقاتلين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت "من الحيوي ان يتم تنفيذ هذا الاتفاق واحترامه في شكل كامل، وخصوصا من جانب النظام وداعميه".

وقال لافروف ان الاتفاق "يسمح بإقامة تنسيق فعال لمكافحة الإرهاب".

ورد كيري بأن الولايات المتحدة ستوافق في حال استمرت الهدنة "لمدة اسبوع" على التعاون مع الجيش الروسي.

ويتعين على روسيا ممارسة ضغوط على النظام السوري بينما على واشنطن اقناع من تسميها "المعارضة المعتدلة" بفك ارتباطها بالمجموعات الجهادية التي تتحالف معها في محافظتي حلب وإدلب (شمال غرب)، وفي مقدمها جبهة فتح الشام، اي جبهة النصرة قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة والتي لا تزال موسكو وواشنطن تعتبرها "ارهابية".

وعلق الباحث في معهد الشرق الاوسط للابحاث تشارلز ليستر على الاتفاق بالقول "احد الاسئلة المهمة هو كيف ستحدد الولايات المتحدة وروسيا المناطق التي تعتبر فيها المعارضة بعيدة بشكل كاف عن جبهة +فتح الشام+، جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، والمناطق التي تعتبر قريبة جدا فيها من فتح الشام وتشكل بالتالي اهدافا مشروعة".

في هذا الصدد، أعلن لافروف تشكيل "مركز مشترك" روسي أميركي لتنسيق الضربات "سيهتم فيه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية بقضايا عملية: التمييز بين الارهابيين والمعارضة المعتدلة".

وشددت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون في بيان على ان التعهدات المدرجة في الاتفاق "يجب ان تحترم بالكامل قبل اي تعاون عسكري محتمل" مع الروس.

وخلف النزاع في سوريا اكثر من 290 الف قتيل وتسبب بتشريد الملايين بينهم مئات الالاف يعيشون في مدن محاصرة في ظروف مزرية.

ومن هؤلاء اكثر من 250 الف طفل بحسب منظمة "سيف ذي تشيلدرن" التي قالت في هذا الصدد "لا يمكن ان نتخلى عنهم. على القوى الكبرى ان تمارس اكبر قدر من الضغط على اطراف النزاع لتامين ايصال المساعدات" الانسانية الى هؤلاء الاطفال "في شكل فوري".

back to top