يقف وحيداً
مواطنون في حيرة من أمرهم: مؤسسات لا تمثلهم ساهمت في طمس مفاهيم وكلمات من قاموس حراكهم السياسي والاجتماعي السابق. إلى أين يذهبون؟ وإلى من يشتكون؟
أول العمود: ما موقف قيادات وزارة التربية من تقرير اليونسكو الذي أعلن فشل التعليم في الكويت رغم الصرف الباذخ عليه؟
*** مارس الشعب الكويتي في حقب سياسية سابقة الكثير من أشكال الحراك والتفاعل تجاه شؤونه اليومية، في أوقات حل البرلمان أو بوجوده، كان يكتب بحرية، يحشد لقضاياه، يؤثر في ممثليه في البرلمان، يفعل جمعياته الأهلية وينشط ويتفاعل مع محيطه الإقليمي، كل ذلك انحسر ولم تعد هذه المصطلحات دارجة في قاموسه، فهو وحيد اليوم، فلا الحكومة تحقق طموحاته ولا البرلمان يعبر عنه، وهو في حالة من الحيرة لأنه يقف وحيداً لا سند له.في العادة وفي بلدان المؤسسات تكون مسألة التمثيل والنيابة عن الشعب وسيلة تحقيق تطلعات هذا الشعب، وهي مؤسسات موجودة في الكويت، لكن المواطن يشعر أنها لا تقوم بعملها، فلا الأجهزة الحكومية تقوم بدورها كما يجب بسبب ترهل الإدارة وما ينتج عنه من سوء خدمات، ولا البرلمان قادر على تلمس أخطاء الإدارة والمحاسبة عليها، وهو ما يعترف به أعضاء حاليون وبشكل يثير الشفقة، حتى المؤسسات التي أنشئت لحماية الثروات المالية على كثرتها أصبحت غير قادرة على أداء دورها، فلدينا ديوان محاسبة ولجنة مناقصات وهيئة مكافحة الفساد وجهاز المراقبين الماليين، لكن في المقابل لدينا استباحة وهدر للمال العام بشكل علني وشبه يومي.أتذكر في أيام دواوين الاثنين- فترة ما قبل الغزو العراقي وحل البرلمان- وهو وضع أسوأ من الوضع الحالي بمراحل، حيث كان الناس يلجؤون إلى نوابهم في الشارع، رغم عدم وجود مجلس الأمة، ويلتفون حولهم لشعورهم بصدق من تعلقوا بهم من أجل عودة البرلمان وقد عاد، أما اليوم فلا يوجد طرف يمكن التعلق به واعتباره منقذا من الحالة التي نمر بها، فالبرلمان منشغل بالهجوم على المجالس الأخرى، وأجهزة الدولة تفشل في تعويض خسارة برميل النفط، وتلجأ إلى الحلقة الأضعف وهي جيب المواطن.أين يذهب الناس هنا؟ وإلى من يشتكون؟ وماذا نتوقع منهم؟