عقب بيعها لأحمد أبو هشيمة، تغيّر توجّه «أون تي في» المصرية نهائياً، من قناة إخبارية إلى قناة منوعات، وتعاقدت مع الإعلامي عمرو أديب لتقديم برنامج حواري مسائي، فيما ألغت عدداً من البرامج الإخبارية واستغنت عن الإعلامية اللبنانية ليليان داود.

تركّز القناة راهناً على الأحداث الرياضية، مستحوذةً على أكثر من سبعة مسلسلات عُرضت خلال شهر رمضان الفائت تعرضها على قناتها الجديدة ON Plus، فيما ضخّ نجيب ساويرس جزءاً كبيراً من الأموال التي حصل عليها نظير هذه الصفقة لحل أزمة وكالته الإعلانية {بروموميديا} التي تعثرت في الفترة الأخيرة.

Ad

مفاجأة أخرى شهدها الوسط الإعلامي في مصر هي اندماج شبكتي {النهار} و{سي بي سي} تحت راية شركة قابضة واحدة لتقوية الكيان والتمكّن من المنافسة وسط القنوات الفضائية العربية، لا سيما بعدما مرّت الشبكتان بأزمة مالية وتأخرتا في صرف بعض الرواتب.

سبق الاندماج إغلاق بعض القنوات وأبرزها {النهار رياضة}، وسيكتفي الكيان الجديد بقناة إخبارية هي {اكسترا اليوم} بديلة من {النهار اليوم} و{سي بي سي إكسترا}.

أما LTC فشهدت انفراجة كبيرة وعادت إلى البث المباشر بعد توقف أكثر من شهر، عرضت خلاله إعادة لبرامج منوعات عدة، ذلك بعد بيع القناة للدكتورة سميرة الدغيدي، صاحبة الوكالة الإعلانية {ميديا آبل}، بمبلغ 7 ملايين جنيه استلمها المالك السابق المهندس طارق نديم، بالإضافة إلى سداد مليوني جنيه كديون ومستحقات متأخرة، لتصل الصفقة إلى مبلغ 9 ملايين جنيه فقط، وتستعد القناة راهناً لإنتاج عدد من البرامج الجديدة.

{الحدث اليوم} انطلقت بدورها في شكلها الجديد بعد الشراكة بين مالكها رجل الأعمال والبرلماني محمد إسماعيل ورجل أعمال لم يُكشف عن اسمه ضخّ سيولة مالية أخرجت القناة من الأزمات المالية الطاحنة، فتعاقدت مع عدد كبير من المذيعين. وكان استقال منها كل من الإعلامي الرياضي جمال حمزة (لاعب نادي الزمالك السابق) ورانيا محمود ياسين وعدد من المذيعين الآخرين. أما قائمة المذيعين الجدد فشملت كلاً من الفنانة ريم هلال وياسمين الخطيب، وجارٍ الاتفاق مع أحد نجوم كرة القدم المصرية السابقين.

صفقات وآراء

فضائيات مصرية أخرى مرشحة للبيع وما زالت الصفقات في هذا الشأن تحت المداولة، أبرزها {الحياة} التي عانت أخيراً أزمات مالية طاحنة. حتى إن العاملين فيها أوقفوا برامج الهواء في أحد الأيام بسبب تأخر صرف مستحقاتهم. ظهرت هذه الأزمة أيضاً في قناة {موجة كوميدي} التي انضمت منذ عامين إلى شبكة {الحياة} حيث تعرض بانتظام أعمالاً كوميدية قديمة مسجلة منذ نحو ستة أشهر من دون تغييرها أو تبديل مواعيدها.

بدورها كانت قناة Ten خرجت من المنافسة خلال رمضان الفائت ولم تعرض أية مسلسلات جديدة بعدما وصلت ديونها إلى نحو 200 مليون جنيه، ما أجبر أصحابها على بيعها لوقف نزف الخسائر والديون. ولكن حتى الآن ما زال الخلاف قائماً على نسبة الأسهم التي سيشتريها أحد المستثمرين العرب، فهل يشتري كامل الأسهم أم يكتفي بالنسبة الحاكمة؟ ومن المتوقع أن تظهر القناة في شكلها الجديد بدءًا من شهر أكتوبر المقبل.

في هذا السياق، أكّد رئيس تحرير البرامج الاجتماعية في {الحدث اليوم} أحمد عز الدين أن القناة تستعد لانطلاقة جديدة بعد حلّ أزمتها المالية الأخيرة، مشيراً إلى قائمة طويلة من البرامج سواء الجديدة أو الراهنة مع تغيير ديكورها وفقراتها، موضحاً أن القناة تهتم بالمنوعات وتعاقدت في هذا الإطار مع مجموعة متميزة من المذيعات والفنانات، مراعيةً شرائح المجتمع كافة في تنفيذ الخريطة البرامجية.

الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز أوضح بدوره أن أصحاب القنوات الفضائية يهدفون إلى أغراض وراء تملكهم وتدشينهم هذه القنوات، من بينها الربح المادي، مشدداً على أن غياب هذا الربح يذهب ببعضهم إلى البيع أو الشراكة، والتدخّل في المحتوى الإعلامي لجذب المعلنين.

نجيب سايروس: الأخبار والتحليل غير مربحين

أكّد المهندس نجيب ساويرس أن اعتماد أية قناة فضائية على المحتوى الإخباري والتحليلي فحسب لا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى أرباح أو تغطية التكاليف اللازمة لتشغيلها، مؤكداً أن للقنوات المنوعة، حيث نجد الدراما والأفلام والبرامج المختلفة، الأولوية من ناحية الموارد الإعلانية الكبرى، موضحاً أن ذلك شجعه على بيع حصته الكاملة في «أون تي في»، وهو أمر أسهل من تحويلها إلى قناة منوعات برؤية إعلامية مختلفة.