يقف اليوم مئات الآلاف من المسلمين على صعيد عرفات، مهللين ومكبرين لإتمام مناسك الحج، كما تهفو لتلك البقعة الطاهرة قلوب 1.6 مليار مسلم حول العالم، لمتابعة ذلك اليوم العظيم بجميع دلالته وأحداثه، واليوم أيضاً يتفكر المسلمون بواقعهم وحال الإسلام، وما يمكن أن يفعلوه إذا كان المسلمون في ضيق وظلم وبغي عليهم.بلاشك أن المسلمين في حالة ضيق وبغي عليهم خاصة في موطن الإسلام ومهده في المشرق العربي، بينما المسلمون في بقية العالم محاصرون بالنظرة العنصرية والشكوك والاتهام بالتطرف والإرهاب، وفي مهد الإسلام يدور المشروع الفارسي الطائفي بين دوله يهدد ويدمر ويثير الطائفية والاقتتال، كما يفعل مع الأميركيين في العراق، ومع الروس في سورية، ويتعاون مع روسيا وأميركا في اليمن لاستنزاف دول الخليج العربي واختراقهم من الجنوب.
وها هي روسيا الأرثوذكسية تشرع في مشروع قيادة الأمة الإسلامية عبر مؤتمرها الأخير في الشيشان، من خلال إعادة تعريف "من هم أهل السنة"، بحضور أزهري رسمي يعبر عن القيادة الرسمية المصرية، لكون الأزهر مؤسسة دينية مصرية رسمية، وهو ما يؤكد أن في مصر الآن مشروع "حكم" فقط لا يعطي أي اعتبار للأمن القومي العربي في بلد شبه منهار اقتصادياً.كل ذلك ألا يجب أن يجعل دول الخليج العربي بشكل خاص تعيد النظر بكل سياساتها، وأن ترى نتائج تبنيها للفكر السلفي وأين أوصلنا، وفتح الكتب الغابرة وحشو المناهج الدراسية بهذا الفكر وكوادر الإخوان المسلمين في التربية والإعلام والمؤسسات الاقتصادية، وكيف جعلنا ذلك محاصرين في العالم ونتعرض للضربات المعنوية والمادية، وأصبحت أهم قضايانا "البوركيني" والنقاب في عالم تجاوزنا صناعياً وإدارياً واقتصادياً مئات السنين.ضيعنا فكر الإصلاح والتجديد لعلماء أجلاء، مثل الإمام الشيخ محمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي ورفاقهما لصالح سيد قطب وأبوالأعلى المودودي وغيرهما من المتشددين الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم من ضعف وحصار وعدم استقرار، لعدم حسمنا علاقة العقيدة بالدولة وحدود تلك العلاقة، ولم يستوعب أحد أن المشروع الصهيوني والمشروع الفارسي والمشروع القيصري الروسي ضد العرب والمسلمين السنة أهم متطلبات نجاحه وانتصاره هو أن نواجهه بأصولية إسلامية متشددة.*** وارى ثرى الكويت أمس جثمان الصديق والزميل الإعلامي عبدالسلام العوضي بعد معاناة مع المرض، بوصلاح تلحف تراب الكويت المعجون به أصالة ولهجة ومعرفة بأهلها وتضاريسها، زاملته لسنوات طويلة، كان من الجيل الأول من أهل مهنة الصحافة التي اقتحمها عندما كان يشكل الوافدون الأغلبية فيها، كان من محبي العمل الميداني وليس من هواة المكاتب، كان حاضراً في معظم الأحداث الجسام بالكويت وخارجها، مراسلاً من جبهات الحرب العراقية - الإيرانية، ومحرراً أمنياً خبيراً وصاحب مصادر إخبارية رزينة، وهي التي تعبر عن ثروة الصحافي المحنك والقدير، زاملته في جريدة "القبس" وإذاعة الكويت ومجالات عديدة أخرى، أمس ودعنا بوصلاح... وعزاؤنا أنه ذهب إلى دار الصدق والنقاء التي تناسب سريرته وطبعه إلى جنة الخلد يا زميل... وعزاؤنا إلى أسرته الكريمة.
أخر كلام
هذه حال الأمة... ماذا أنتم فاعلون؟
11-09-2016