يعد القيمر العراقي الدسم المعروف بـ "قيمر العرب" إضافة إلى عسل النحل وخبز التنور الحار والشاي الساخن من أبرز الاصناف على مائدة الافطار العراقية، وهي وجبة تفرد بها الشعب العراقي، وأجمعت أطيافه على حبها من شمال البلاد حتى جنوبها.

فقيمر العرب صنعة العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومسمياتهم وأعراقهم، بدءاً بأربيل شمالا والمعروفة بقيمرها الشهير، ونزولاً الى بغداد وبابل حيث قيمر السدة المعروف على مستوى الخليج، وانتهاء بجنوب البلاد في ذي قار والبصرة، حيث قيمر القلعة شائع الصيت، وكلها بنفس الجودة والطعم الشهي.

Ad

والقيمر صناعة يدوية خالصة تباع من المنتج الى طبق المستهلك طازجة وجاء اقترانها بكلمة عرب نسبة الى مصنعيها من مربي الابقار والجاموس الذين يطلق عليهم شعبياً بالعرب او (المعدان).

وجرت العادة على ان يباع القيمر بواسطة النسوة لانشغال ازواجهن برعي المواشي صباحا، حيث يخرجن بصواني القيمر صباح كل يوم لبيعه في الاحياء السكنية وقرب تجمعات العمال ومرآب المسافرين، إذ تطور الوضع شيئاً فشيئاً، فصار يباع في المحال والمجمعات التجارية تلبية للطلب المتزايد عليه.

ويصنع القيمر بغلي الحليب ولاسيما حليب الجواميس الدسم ومن ثم يبرد لتطفو على سطحه طبقة القيمر لترفع وتباع بعد ذلك بأسعار تفوق أسعار اللحوم والاسماك في العراق.

ويبدو ان صناعة القيمر في العراق شأنها شأن باقي الصناعات اليدوية صارت بمرور الوقت تفتقر إلى الايدي العاملة المتخصصة، ما دفع منظمة "طبيعة العراق"، وهي احدى المنظمات المدنية في جنوب البلاد، إلى اقامة دورات تدريب لتشجيع النسوة على العمل في هذا المجال من قطاع الصناعات الغذائية.

وقال مدير المنظمة جاسم الاسدي ان الدورة نظمت في مدينة الجبايش بمحافظة ذي قار، حيث تشتهر تربية الجاموس ويتوفر الحليب الدسم كمادة أولية لصناعة القيمر الى جانب ان المدينة مشهورة بصناعة هذا المنتج والمتاجرة فيه.