يحلم المئات من القرويين المغاربة بين سهول منطقة عبدة - إقليم آسفي، بوجود صنبور مياه داخل منازلهم خلال رحلتهم اليومية التي يقطعون خلالها عدة كيلومترات قاسية في حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية خلال الصيف، حتى يظفروا بما يضمن لهم شربة ماء، ويتيح إطفاء ظمأ بهائمهم، ويمكنهم من غسل أوانيهم القليلة... وإذا ما تبقى شيء ما، فإنهم يستطيعون الاستحمام، وهم يحسبون كم إناء ماء استقبلته أجسادهم.وكما لو أن الجفاف يتحد مع قساوة الطبيعة، فقد توقفت السماء عن ري أراضٍ تقتات من الفلاحة البورية (البعلية)، وانتهت أحلام القرويين في الزراعة إلى كابوس انتهى بحصد الخسائر بدل در الأرباح، فأضحت البهائم سبيلاً وحيداً للعشرات منهم، حتى يضمنوا استمرار الحياة في موطن الأجداد، غير أن أنين الدلو الذي يُرمى في المطفية (حفرة عميقة تشيَّد بعناية لحفظ الماء) ولا يجذب غير الفراغ، دفع بالقرويين إلى الاعتماد كلياً على مياه صنابير بعيدة عنهم، يضاعف إليها طرقات لا تصلح حتى لسير البغال.
أخر كلام
أنين الدلو يزيد عذاب المغاربة
11-09-2016