«اتفاق سورية» يصطدم بعدم الثقة بالأسد

واشنطن تشترط الالتزام بهدنة «الأضحى» للتعاون... وموسكو تريد ضربات مشتركة

نشر في 11-09-2016
آخر تحديث 11-09-2016 | 00:15
مع تمكن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف من التوصل إلى اتفاق يمثل انفراجة لإعادة عملية السلام في سورية إلى مسارها، احتدمت المعارك، أمس، على معظم الجبهات في محاولة لتحقيق الأطراف المتحاربة أكبر مكاسب قبل دخول هدنة، شملها الاتفاق، حيز التنفيذ مع حلول عيد الأضحى غداً.

وفور إعلان الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد محادثات ماراثونية استمرت أكثر من 12 ساعة في جنيف، اصطدم تطبيقه بتحديات رئيسية أبرزها انعدام الثقة بين الفصائل السورية ونظام الرئيس بشار الأسد وشبكة الأطراف الضالعة في الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من 5 سنوات ومنها الأكراد والجهاديون، فضلاً عن تشكيك هيئة المفاوضات الممثلة لأطياف المعارضة الرئيسية في التزامات دمشق من دون الضغط الروسي.

ووفق كيري ولافروف، فإن الاتفاق يشمل هدنة يتزامن دخولها حيز التنفيذ مع أول أيام عيد الأضحى، ويمكن أن تؤدي إلى تعاون عسكري غير مسبوق بينهما، كما يتناول في إحدى نقاطه مدينة حلب، التي تشهد وضعاً إنسانياً مروعاً، ينص فيها على «نزع الأسلحة» من طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد لإمداد أحياء المعارضة الشرقية، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام في 17 يوليو، ونقل المساعدات الغذائية من خلاله.

وإذ أعرب كيري عن أمله أن يتيح الاتفاق «خفض العنف»، وفتح الطريق أمام «سلام عبر التفاوض، وانتقال سياسي»، أعلن لافروف أن موسكو «أطلعت الحكومة السورية على الاتفاق»، وأنها «مستعدة لتطبيقه»، منبهاً إلى أنه رغم استمرار انعدام الثقة فإن الجانبين وضعا خمس وثائق، اتفقا على عدم نشرها، من شأنها إحياء الهدنة وتسريع عملية السلام.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصادر أن «أحد أهداف هذا الاتفاق الروسي - الأميركي هو التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سورية»، مضيفة أن «الحكومة السورية وافقت على الاتفاق».

وبينما يتعين على روسيا ممارسة ضغوط على النظام، يقع على عاتق واشنطن إقناع «المعارضة المعتدلة» بفك ارتباطها بالمجموعات الجهادية المتحالفة معها في محافظتي حلب وإدلب، وفي مقدمتها «جبهة فتح الشام»، التي تعتبرها موسكو وواشنطن «إرهابية».

ووسط ترحيب دولي واسع، أكد لافروف أن الاتفاق «يسمح بإقامة تنسيق فعال لمكافحة الإرهاب»، في حين رد كيري بأن الولايات المتحدة ستوافق على التعاون مع الجيش الروسي في حال استمرت الهدنة «أسبوعاً».

وأعلن لافروف تشكيل «مركز مشترك» لتنسيق الضربات «سيهتم فيه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية بقضايا عملية التمييز بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة».

وشددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان، على أن التعهدات المدرجة في الاتفاق «يجب أن تُحترم تماماً قبل أي تعاون عسكري محتمل مع الروس».

ومع تريث إيران، المؤيد الرئيسي والثابت لنظام الأسد، في إعلان موقفها، ردت هيئة المفاوضات بحذر أمس على الاتفاق الأميركي والروسي، مؤكدة أنها سترد بعد تلقيها نصه.

وبعد ساعات فقط من الإعلان، هاجم النظام عدة مناطق في حلب أبرزها العامرية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف إطلاق النار في أرجاء سورية حيز التنفيذ غداً، في حين يتأهب مقاتلو المعارضة لهجوم مضاد.

وبعد حالة جمود استمرت أشهراً على الجبهة الجنوبية، أطلقت فصائل المعارضة معركة جديدة تحت مسمى «قادسية الجنوب» بهدف السيطرة على مواقع الأسد في منطقة مثلث حوران - القنيطرة.

وللمرة الثالثة خلال أسبوع، استهدف الجيش الإسرائيلي، أمس، مواقع لمدفعية النظام رداً على قصف شمال القسم المحتل من هضبة الجولان من دون أن يخلف ضحايا أو أضراراً.

أبرز نقاط الاتفاق الأميركي - الروسي
● يمتنع النظام السوري عن القيام بأي أعمال قتالية في مناطق وجود المعارضة المعتدلة، والتي ستحدد بدقة وتفصل عن مناطق وجود جبهة فتح الشام، أو جبهة النصرة سابقاً.

● وقف عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق أساسية سيتم تحديدها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين خصوصاً.

● على المعارضة الانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية.

● يمتنع الطرفان عن شن هجمات، وعن محاولة إحراز تقدم على الأرض على حساب الطرف الملتزم بوقف إطلاق النار.

● إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.

● ينسحب الطرفان من طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب، التي تعد طريق إمداد رئيسية، وإيجاد منطقة منزوعة السلاح في محيطها، على أن يتعهد الطرفان بالسماح بعبور المدنيين والمساعدات والحركة التجارية عبر منطقة الراموسة جنوب غرب حلب.

● يبدأ العمل في 12 الجاري على إقامة مركز مشترك للتحقق من تطبيق الهدنة، وتشمل التحضيرات تبادل المعلومات وتحديد مناطق وجود جبهة النصرة والمعارضة، ويعد هذا التحديد «أولوية أساسية».

● بعد مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتعاون مع الروس العمل على هزم تنظيم «داعش» وجبهة فتح الشام، ويتم تنسيق ضربات جوية مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة.

● تنحصر العمليات الجوية في المناطق التي ستحدد للعمليات المشتركة الروسية - الأميركية بالطيران الروسي والأميركي، ويحذر على أي طيران آخر التحليق فيها.

● يطلب الاتفاق من فصائل المعارضة النأي بأنفسهم كلياً عن جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية.

● ينص الاتفاق على أن تمارس موسكو ضغوطاً على النظام السوري لوقف النزاع والجلوس إلى طاولة المفاوضات، كما ستضغط واشنطن على أطراف المعارضة.

● الوصول في النتيجة إلى عملية الانتقال السياسي، «الوسيلة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب بشكل دائم».

back to top