الحجاج يؤدون أول المناسك ويتجهون إلى الركن الأعظم
• المفتي يعتذر عن خطبة عرفة للمرة الأولى
• «درون» تؤمّن ضيوف الرحمن
• ترحيل 253 ألفاً وضبط 41 مكتباً
يقف نحو مليوني مسلم ممن قدموا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج على صعيد جبل عرفة اليوم لأداء الركن الأكبر، وسط إجراءات سعودية مكثفة تضمنت ربط كاميرات مراقبة بواسطة طائرات من دون طيار، لتنظيم الحشود وضمان سلامة ضيوف الرحمن، فيما انتقدت طهران مساندة الجامعة العربية للرياض ضد الهجوم الإيراني غير المسبوق.
يتابع ملايين المسلمين اليوم وقوف نحو مليوني حاج، قدموا من مختلف دول العالم إلى السعودية، على صعيد جبل عرفة بمكة المكرمة لأداء الركن الأعظم من مناسك الشعيرة المقدسة.وتوجه الحجاج، أمس، إلى وادي منى الذي يبعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من مكة المكرمة، قبل أن يصعدوا إلى عرفة لبدء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام.
استنفار و«درون»
في غضون ذلك، اتخذت السلطات السعودية تدابير عدة، واستنفرت جميع أجهزتها لتسهيل وتنظيم انتقال الحشود والأفواج.وأشار قائد التوعية والإعلام بقوات أمن الحج العقيد سامي الشويرخ، أمس، إلى وصول حجاج بيت الله إلى مشعر منى، مع توقع استمرار تدفق الحجاج إلى المشعر حتى منتصف ليل السبت - الأحد، وقال إن "جميع الخطط التي أعدت على كل المحاور والمتعلقة بتنظيم المرور والمشاة نفذت وفق ما خطط له مسبقا".وأكد أن جميع الأجهزة في حالة استنفار ومتابعة في ما يتعلق بدخول الأفواج للعاصمة المقدسة والمشاعر، وللتأكد من نظامية الحجاج القادمين عن طريق البر من داخل المملكة.وأضاف أن العام الحالي شهد ربط العديد من الكاميرات، ويتم استخدامها من طائرات من دون طيار (درون) تسير بواسطة مركز القيادة والسيطرة لتواكب حركة الحجاج في جميع المشاعر في منى وعرفة ومزدلفة، وحتى العودة إلى منى مرة أخرى، وكذلك في الكعبة المشرفة.ولفت إلى أن استخدام الكاميرات وربطها بمركز القيادة يأتي بهدف دعم عمل المركز لإنجاح خطط المرور والتأكد من السلامة الأمنية بشكل عام وتقديم الخدمة الأمنية لمن يرغب من القطاعات الحكومية والخدمية الأخرى المرتبطة بالمركز.ضبط وإعادة
وأفاد الشويرخ بأنه تم كذلك استحداث مركز ضبط التفويج الذي يدار من وزارة الحج بمشاركة عدد من الجهات الأمنية والخدمية، والذي أضيف لمركز القيادة والسيطرة للتأكد من سلامة ونجاح جميع الخطط التي تتعلق بتفويج وحركة الحجاج في جميع المشاعر من جميع القطاعات الأمنية والحكومية ذات العلاقة. وأوضح أن عدد المركبات القادمة عن طريق البر بلغ 1347 مركبة، وعدد السيارات الصغيرة بلغ 6383، فيما بلغ عدد المركبات المترددة على المشاعر والعاصمة المقدسة "1.911.000" مركبة، وعدد المخالفين الذين تمت إعادتهم حتى صباح أمس بلغ 253.263 مخالفا كانوا ينوون الحج من دون تصريح، وبلغ عدد المركبات المخالفة التي تمت إعادتها من مداخل ومخارج مكة 1953 مركبة و41 مكتبا وهميا تم ضبطها في مناطق المملكة، وأحيل المخالفون فيها على هيئة التحقيق والادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.اعتذار المفتي
في السياق، اعتذر مفتي السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، عن إلقاء خطبة يوم عرفة لهذا العام في مسجد نمرة بعرفات، وذلك بعد 35 عاما من إلقاء الخطبة.وأرجعت مصادر سبب الاعتذار إلى الظروف الصحية للمفتي. وأشارت تقارير سعودية إلى تكليف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد لإلقاء خطبة هذا العام. والشيخ صالح هو عضو بهيئة كبار العلماء، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، ورئيس مجلس الشورى، ومستشار في الديوان الملكي.توتر إيران
وتشكل إدارة التدفق المتواصل للحجاج وتنظيم استقبالهم ونقلهم وضمان أمنهم عملية لوجستية هائلة تقوم بها السعودية وستراقبها عن كثب هذه السنة في ظل أجواء توتر مفتوحة مع إيران.وفي أحدث خطوات التصعيد الإيراني ضد المملكة وصف المساعد الخاص لرئیس مجلس الشوری الإيراني حسین أمیر عبداللهیان دعم الأمین العام للجامعة العربیة أحمد أبوالغيط للسعودیة بـ "غیر المسؤول".وقال في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" إن "الدعم یؤدي إلی فقد الجامعة مصداقیتها أکثر من أي وقت مضی"، مضيفا أن الأمین العام للجامعة، الذی أصبح سعودیا بامتیاز، هو أقل شأنا من أن یتمکن من احتواء الدول العربیة.وكان أبوالغيط قد دان تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، وقال إنها "تؤجج الصراعات الطائفية"، خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية الخميس الماضي شهد انتقادات لدعوة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التي تضمنت تدويل إدارة مناسك الحج، وحملت هجوما غير مسبوق على المسؤولين السعوديين.وسبق أن وجهت طهران انتقادات حادة للرياض عقب حادث تدافع وقع العام الماضي في منى خلال رمي الجمرات وأسفر عن مقتل نحو 400 إيراني.ومنعت إيران عشرات الآلاف من الحج هذه السنة للمرة الأولى منذ حوالي ثلاثة عقود. وكان يفترض أن يؤدي 64 ألفا مناسك الحج، لكنهم حرموا من ذلك إثر فشل مفاوضات بين طهران والرياض.