ساهمت عدة عوامل في تراجع أعداد حجاج بيت الله الحرام بمكة هذا العام، وتزامنت ذروة أعمال التوسعة في الحرم المكي مع القلاقل الأمنية والاقتصادية في الشرق الأوسط مما أثر بالسلب على النشاط الاقتصادي لموسم الحج، الذي يعتمد عليه الكثيرون كمصدر أساسي للرزق على مدار العام.

وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة انخفاضا في عدد الحجاج قارب الـ20 في المئة لحجاج الخارج، والـ50 في المئة للداخل، لكن التوقعات تصب في عودة أرقام ضيوف الرحمن إلى سابق عهدها بعد اكتمال البنى التحتية لبعض المشاريع.

Ad

وقال أمين مدينة مكة أسامة البار، إن "الجانب الاقتصادي دائما مقلق، لكن جانبا منه يتعلق بالقطاع الخاص والاستثمارات في مكة المكرمة بشكل كبير جداً".

وأشار البار إلى أن "عائدات القطاع الخاص حالياً من موسم الحاج هي في المتوسط 60 مليار ريال أي ما يعادل 17 مليار دولار، وإذا أضفنا إليها أرباح النقل والتموين ومواد المعيشة قد تكون في حدود 100 مليار ريال. هذا هو العائد التقديري لكن الاستثمارات أكبر من ذلك بكثير".

وأوضح أن في مكة حالياً "طاقة استيعاب فندقية تبلغ ثلاثة ملايين سرير"، لافتا إلى أنه "عند الانتهاء من تطوير المشاعر المقدسة. تستطيع المملكة أن تستوعب 3.7 ملايين حاج عام 2020 و6.7 ملايين بحلول عام 2042".

وتسبب غياب حجاج إيران، الذين تتراوح أعدادهم بين 70 و80 ألفا، عن الحج هذا العام جراء الأزمة الدبلوماسية بين طهران والرياض في تأثر مناطق سكن بعينها وغيرها من أنواع السلع والخدمات التي يطلبونها على الرغم من أنهم لا يشكلون أكثر من ستة أو سبعة في المئة من الحجيج وغيابهم قد يعوض من دول أخرى.

وفتحت السعودية المجال للحجاج الإيرانيين ليقدموا للمشاركة في الحج هذا العام من دول إقامتهم في أوروبا والولايات المتحدة والخليج.

وتعمل المنظومة الاقتصادية في مكة طوال السنة اعتمادا على موسمي الحج والعمرة وتهدف غرفة التجارة إلى تنشيط العجلة الاقتصادية عبر مهرجانات التسوق، وما يصاحبها من فعاليات مثل عقد المؤتمرات الإسلامية وغيرها. وإطلاق مشروع تحت شعار "صنع في مكة" لتغطية جميع احتياجات الحاج في الأسواق.

وعلى الرغم من الانتقادات التي يطلقها علماء دين حول استغلال الحج في نشاطات تهدف إلى التربح، فإن تقارير سعودية أوردت شكاوى من ارتفاع أسعار السلع المختلفة والكماليات في الأسواق المحيطة بالحرم المكي.

وأبدى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع استياءه من كثرة الإعلانات التجارية الخاصة بما يسمى "حج البدل" الذي تصل أسعاره إلى مبالغ عالية وفيه استغلال لحاجة الناس للحج وتحويله إلى نشاط تجاري.

وحج البدل هو تكليف شخص بالحج عن شخص غير قادر صحيا أو جسديا على تأدية المناسك بنفسه.