أكّد مَن يعيشون في مدينة حلب السورية أنهم لم يسمعوا من قبل بسياسي أميركي يُدعى غاري جونسون، مرشح غير بارز للانتخابات الرئاسية الأميركية أثار استياء كثيرين بإقراره أنه لا يملك أدنى فكرة عن هذه المدينة التي تمزقها الحرب.

لم يكن أميركيون كثر قد سمعوا حتى بجونسون قبل أن يتصدر عناوين الأخبار بسؤاله خلال إحدى المقابلات: «ما هي حلب؟»، مشيراً بالتالي إلى جهله التام بهذه المدينة التي تشكّل محور الحرب السورية.

Ad

لكن أخبار هذه المعمعة لم تصل إلى سكان حلب، الذين يمضون وقتهم في تفادي الضربات الجوية والاعتداءات الكيماوية بدل تتبع أخبار السياسة في الولايات المتحدة. سأل عمر، طالب يقيم في حلب، خلال دردشة معه عبر الإنترنت: «هلا تكرر الاسم من فضلك؟». ثم تابع: «كلا، لا أعرفه. مَن يكون؟».

وبعد سماعه الخبر، قال: «يا إلهي! هذا غريب».

أضاف: «هذا غريب حقاً لأن أخبار حلب منتشرة في كل مكان، حتى في الولايات المتحدة، على ما أعتقد. لكن الناس هنا لا تصلهم أي معلومات عن السياسيين في الولايات المتحدة، وهم لا يفكرون إلا في النجاة والاستمرار على قيد الحياة».

فوجئ أهل حلب، الذين يواجهون يومياً مآسي مدينة تُقصف بكثافة، حين أدركوا أن العالم الخارجي لا يتتبع معاناتهم عن كثب.

أشار عبد الكافي الحمدو، مدرّس في حلب، إلى أن جونسون «رجل واحد، ومن الطبيعي ألا أعرف اسمه. لكن حلب مدينة تمزقها الحرب، لذلك صُدمتُ حين علمت أن سياسياً لا يعرف اسم هذه المدينة».

يعتبر الحمدو هذا محزناً، فهو إلى جانب التدريس يعمل ناشطاً إعلامياً ويسعى بدأب لينقل المآسي اليومية التي تعيشها هذه المدينة إلى العالم الخارجي، وقد لقي العشرات من الناشطين الإعلاميين حتفهم خلال مسعاهم هذا، لذلك تُقلق فكرة أن البعض في الولايات المتحدة لم يسمعوا بحلب.

أوضح: «نحاول أن نوصل إلى العالم تفاصيل ما يحدث في حلب، وأشعر أن ما أقوم به لا طائل منه».

لا شك أن الصور وأشرطة الفيديو التي يلتقطها الناشطون الإعلاميون تُحدث أحياناً ضجة كبيرة، على غرار صور عمر دقنيش، صبي في الخامسة من عمره عكس مظهره والصدمة التي علت وجهه إثر تعرضه لضربة جوية فظائع الحرب، ولكن قلما يكون لصورة عن مجزرة يومية التأثير ذاته. وجاءت تعليقات جونسون لتذكرنا بأن معظم الناس لا يولون سورية ومعاناتها أي اهتمام، حسبما ذكر عارف العارف، ناشط آخر في المدينة.

قال: «إن لم تكن مقيماً على المريخ، فما من عذر يبرر جهلك بما يدور في حلب، لكنني أعتقد أن حلب أيضاً لا تعرف مَن يكون جونسون، وهكذا نكون متعادلين».

ليز سلاي | Liz Sly