الحجاج يقفون بعرفات وينفرون إلى مزدلفة

• لا ثغرات في التنظيم وترقب لرمي الجمرات
• السديس يحذر من تهديد أمن الحرمين بـ«الطائفية»

نشر في 12-09-2016
آخر تحديث 12-09-2016 | 00:05
وقف نحو مليوني حاج على صعيد جبل عرفات بالأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية أمس لأداء الركن الأعظم بمناسك الفريضة، وبدأ الحجاج النفير إلى مزدلفة مع غروب شمس عرفة بينما يسود الترقب بداية رمي الجمرات مع حلول أول أيام عيد الأضحى وسط منظومة أمنية مشددة تعد الأكبر في تاريخ المملكة.
بدأ نحو مليوني حاج بالأراضي المقدسة في مكة المكرمة مساء أمس النفير إلى مزدلفة مع غروب شمس يوم عرفة وسط ترقب ملايين المسلمين لأول أيام رمي الجمرات التي شهدت العام الماضي حادث تدافع أودى بحياة المئات ووصف بالأكثر دموية في تاريخ الفريضة.

وعشية أول أيام عيد الأضحى أمضى حجاج بيت الله الحرام يومهم أمس على صعيد عرفة، الركن الأعظم من مناسك الحج في ثاني أيامه، بالابتهال والدعاء.

ومنذ انبلاج فجر أمس، تقاطرت الحشود في أفواج من المد الابيض (نسبة لملابس الاحرام) باتجاه عرفة، المشعر الوحيد الواقع خارج نطاق الحرم المكي، وحيث جبل الرحمة ومسجد نمرة.

وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مشعر عرفات اقتداء بسنة النبي محمد كما شهدوا الاستماع لخطبة عرفة التي ألقاها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس.

ويعد الوقوف في عرفة ذروة مناسك الحج التي بدأت أمس الأول، وفيه يختبر المؤمنون مشاعر الايمان والتقوى والخشوع.

ويحظى صعيد عرفة بأهمية كبيرة لدى المسلمين. وينسب للنبي محمد قوله "الحج عرفة"، ونزلت في هذا المكان الآية التي يرجح انها آخر ما أنزل عليه من القرآن "اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا".

بدوره، حذر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الذي ألقى خطبة يوم عرفة أمس، الشيخ عبدالرحمن السديس، من تكفير "أهل القبلة" وأكد أن "أمن الحرمين وسلامة الحجاج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية".

ودعا السديس قادة الأمة الإسلامية لتوحيد كلمتهم والابتعاد عن أسباب الفرقة والشتات، وقال إن "الأمة تمر بمرحلة تتطلب منا تضامنا وتنسيقا في مواقفنا لمواجهة التحديات".

وقال "إننا أحوج ما نكون للحوار طريقا لمناقشة قضايانا والتناصح بالخير سبيلا لتعزيز أخوتنا وإن علينا أن ندرك أن إصلاح مجتمعاتنا وحفظ أمن أمتنا ووحدتها وصيانة مقدراتها منوط بتعاون الشعوب مع قادتهم والرعايا مع رعاتهم وبالالتفاف حولهم".

وأضاف "على القادة المسلمين أن يستشعروا عظم الأمانة والمسؤولية وأن عليهم معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والإنصاف ورفع الظلم عن المظلومين".

وحذر الشباب من سلوك كل طريق يوصل إلى تفريق الصف واختلاف الكلمة وتمزيق الشمل، مشيرا إلى تحذير النبي بشدة من تكفير "أهل القبلة".

وأكد أن "الإرهاب من أعظم ما ابتلي به العالم في العصر الحالي" رافضا نسبته إلى أمة أو دين أو ثقافة أو وطن أو إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام.

وظهر مفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مأموما في خطبة عرفة لأول مرة منذ 35 عاما. وكان آل الشيخ اعتذر عن عدم إلقاء الخطبة هذا العام.

حشود وألوان

وأعلنت السلطات السعودية أمس الأول أن عدد الحجاج وصل إلى 1.855 مليون شخص، بينهم اكثر من 1.3 مليون من الخارج. ووصل هؤلاء إلى عرفة بوسائل عدة، منها قطار المشاعر المقدسة ذو اللونين الأصفر والاخضر، الذي يربط مختلف محطات المناسك، اضافة الى 18 الف حافلة خصصتها السلطات لنقل المؤمنين.

ووسط ازدحام هائل، قام العديد من الحجاج من الذكور أو الاناث، بالنزول من الباصات ومتابعة سيرهم مشيا باتجاه صعيد عرفة. وحمل معظم الحجاج مظلات غالبيتها بيضاء اللون لعكس اشعة الشمس واتقاء الحر، في حين عمل آخرون على نصب خيم صغيرة او استظلال الاشجار القليلة.

وبعد الغروب، فاض الحجاج إلى مزدلفة حيث يستعدون لأول أيام العيد، الذي يبدأون خلاله برمي الجمرات في منى. ويجمع الحجاج في مزدلفة الحصى التي يستخدمون سبعا منها لرمي كل من الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى)، في رمزية لرجم الشيطان.

وكان رمي الجمرات تحول العام الماضي في أول أيام عيد الاضحى، إلى مأساة راح ضحيتها زهاء 2300 حاج جراء تدافع في منى، بحسب أرقام من الدول التي فقدت رعاياها في الحادث الاسوأ بتاريخ الحج.

إلا أن الحصيلة الرسمية التي اعلنتها السلطات بلغت 769 حاجا فقط.

جهود ونجاح

وتبذل السلطات جهودا إضافية لضمان انسيابية الحركة وعدم حصول أي حادث خطر.

وحلقت أمس في الاجواء مروحيات لمراقبة حركة الحجاج وتنقلهم، بينما عمل آلاف من عناصر الأمن على الارض، وقوفا أو على متن سيارات ودراجات نارية، على تنظيم تنقل الحجاج وتوجيههم.

كما اتخذت السلطات إجراءات منها تزويد الحجاج بسوار الكتروني يتضمن معلوماتهم الشخصية، وزيادة تجهيزات المراقبة.

وفي وقت سابق، أعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، مساء أمس الأول، نجاح خطة تفويج الحجاج إلى مشعر منى، بالقرب من مكة المكرمة، في أول أيام مناسك الحج.

الكعبة المشرفة تكتسي حلتها الجديدة

جرياً على العادة السنوية في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، أشرفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، فجر أمس، على تبديل كسوة الكعبة المشرفة التي اكتست بحلة العيد.

وأظهرت الصور رفع ثوب الكعبة القديم، وغسل جدران الكعبة وتعطيرها قبل إنزال الثوب الجديد الذي يستغرق تجهيزه شهورا عديدة في مصنع كسوة الكعبة، ويحتاج إلى كميات كبيرة من المعادن الثمينة والحرير الخالص. وتبلغ تكلفة ثوب للكعبة قرابة 20 مليون ريال سعودي.

ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترا، وحزامها 95 سنتيمترا، بطول 47 مترا، وهو مكون من 16 قطعة، كما يزين ما تحت الحزام بآيات من القرآن الكريم بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب.

وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع، وهى معمولة من الحرير بارتفاع 6 أمتار ونصف المتر وبعرض 3 أمتار ونصف، مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.

وتتكون الكسوة من 5 قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.

back to top