بعد موافقة دمشق، رحبت طهران، أمس، بالاتفاق الذي توصل إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، مطالبة بوضع "آلية مراقبة للحدود" لتجنب استغلال "الإرهابيين".

ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إلى ضرورة حل الصراع عبر السبل السياسية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق "بدون تمييز خصوصاً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة أو حصار المجموعات الإرهابية".

Ad

وفي بيان نشرته قناة "المنار"، أعلن "القائد الميداني للعمليات في سورية التزام الحلفاء بشكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة".

وشدد القائد الميداني على أن "الجيش العربي السوري وحلفاءه سيواصلون حربهم المفتوحة، بلا هوادة ضد الاٍرهاب التكفيري، لعدم شمولهم باتفاقيات الهدنة".

من جهته، أمل وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن "يستطيع المجتمع الدولي أن يبني على الاتفاق مفاوضات جدية تنهي المعاناة الطويلة ومستوى العنف غير المسبوق عبر اتفاق سياسي على أساس جنيف1"، مؤكداً أن "الهدنة خطوة إيجابية، وفرصة لتضميد جراح مئات آلاف المدنيين وإرسال المساعدات".

تحذير أميركي

وفي وقت سابق، حض مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سورية مايكل راتني أمس الأول فصائل المعارضة على قبول وقف إطلاق النار في جميع الأنحاء اعتباراً من اليوم الساعة السابعة مساء بتوقيت دمشق فترة أولية مدتها يومان، معتبراً أنه "أفضل وسيلة لدينا لإنقاذ الأرواح"، و"أي انتهاكات له سيتم التعامل معها وفقاً لاتفاق الهدنة الأصلي" الذي تم التوصل اليه في آخر فبراير الماضي.

وفي الرسالة إلى الفصائل المسلحة، قال راتني: "نعتقد أن هذه الهدنة لديها الإمكانية لأن تكون أكثر فاعلية من سابقتها، وذلك لأن لديها القدرة على وقف الضربات الجوية السورية ضد المدنيين وقوات المعارضة"، مضيفاً: "والشيء الأكثر أهمية هو أننا نود الحصول على تأكيد منكم أنكم مستعدون للالتزام بهذا الاتفاق".

«أحرار الشام»

في المقابل، أعلن المتحدث باسم حركة "أحرار الشام" عدم الموافقة على الاتفاق الروسي - الاميركي لوقف اطلاق النار، مؤكداً أن فصائل المعارضة تحشد "لمعركة حاسمة".

ورأى أن "الاتفاق يقوي نظام الأسد"، مشيراً إلى أن جبهة "فتح الشام" ترابط مع المسلحين في مختلف الجبهات ولا يمكن فصلها عنهم.

وقبلها، رفضت مجموعات تابعة لـ"فتح الشام" في مدينة حلب اتفاق الهدنة وبفسح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، معتبرة أن "هذه الهدنة تسوي الجلاد بالضحية، وهي أقرب إلى فرض أمر واقع أكثر منها من هدنة".

تجاهل الميليشيات

بدوره، انتقد ممثل الشؤون القانونية في "الجيش الحر"، أسامة أبوزيد، في تصريح لوكالة "نوفوستي"، عدم إشارة الولايات المتحدة وروسيا إلى "الجماعات الإرهابية الأجنبية في العراق وإيران ولبنان، الداعمة للنظام"، مؤكداً أنه ينص على ضرب" فتح الشام ويتجاهل لسبب غير مفهوم ذكر المقاتلين الشيعة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين، الذين يقاتلون إلى جانب الأسد، وارتكبوا جرائم فظيعة، ما يسمح للشك في تقديراته".

حلب وإدلب

وعشية تطبيق الهدنة، تناوب طيران النظام السوري والروسي على قصف أحياء حلب الشرقية ومدينة إدلب، حيث أعلن ناشطون ومركز حلب الإعلامي مقتل 45 مدنياً نتيجة غارات استهدفتهم في منازلهم أثناء تحضيراتهم لعيد الأضحى.

ومع ارتفاع مجزرة في سوق مدينة إدلب إلى 60 قتيلاً وعشرات الجرحى، استهدفت غارات جوية مركز الدفاع المدني بمدينة سراقب بريف إدلب، مسبباً خروجه عن الخدمة بشكل كامل وإصابة 3 عناصر من أفراد الخدمة.

«درع الفرات»

في رسالة بمناسبة عيد الأضحى، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، صاحب الدور الأكبر في فرض الهدنة، أنه واجب أنقرة "القضاء" على تنظيم "داعش" في سورية ومنعه من تنفيذ هجمات في تركيا، مشيراً إلى أن عملية "درع الفرات" المستمرة منذ أسبوعين ونصف الأسبوع "ليست سوى المرحلة الأولى" من هذا المشروع.

وإذ اتهم إردوغان حزب "العمال الكردستاني" بتكثيف هجماته منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي لعرقلة عمليات الجيش التركي في سورية، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس مقتل 20 من "داعش" في غارات جوية استهدفت مساء أمس الأول ثلاثة مبان وسيارة ودراجة نارية جنوبي قرية تل الهوى شمال حلب.

معركة القلمون

في غضون ذلك، أكدت القيادة المركزية للجبهة الجنوبية في الجيش تمكنها من صد هجوم لـ"داعش" على محاور عدة في جبال القلمون، موضحاً أن الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من ثمانية أيام، سقط خلالها 74 قتيلاً، بينهم 28 انتحارياً من بينهم روسي، إضافة إلى تدمير تسع عربات محملة برشاشات دوشكا و3 مدافع ودبابتين.

حرب البادية

وفي البادية، تواصلت المعارك بين الفصائل و"داعش" لليوم الرابع على التوالي، في إطار محاولة من التنظيم هي الأعنف من نوعها للسيطرة على خطوط إمداد تشكيلات المعارضة في المنطقة، استخدم فيها عشرات المفخخات ما أسفر عن مقتل العشرات من الطرفين.

وأوضح الناطق باسم "تجمع الشهيد أحمد العبدو" سعيد سيف أن هجوم "داعش" هدفه الجبل الشرقي ومنطقة النقب وتلة الإشارة، وهي امتداد لمدينة الرحيبة وجبال البترة متمثلة بـ"بير الأفاعي، وسلسلة جبال الأفاعي، وسلسلة جبال البترة".

تسكين الفارين

وفي دير الزور، نزع "داعش" عددا من منازل النازحين إلى خارج مناطق سيطرته، وأسكن فيها عائلات مقاتليه الفارين من منطقة جرابلس بريف حلب الشمالي.

وبمساندة جهازي الحسبة والشرطة الإسلامية وأمنيي التنظيم، استولى "داعش" على ثلاثة منازل في حي العمال، وخمسة في حي الحميدية، وعدد آخر في مساكن الحزب.