تستضيف وزارة الصحة خلال شهر أكتوبر من كل عام، لمدة تزيد على الشهرين، عشرات من المؤتمرات الطبية في جميع التخصصات الصحية. ويقوم كل قسم طبي بدعوة عدد من كبار الاستشاريين كل في مجال تخصصه، وتدعو الوزارة كبار الأطباء من الخارج بهدف إكساب الخبرات لأطبائنا والارتقاء بوسائل التشخيص والعلاج.

ويخرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي تكون بمنزلة خلاصة مناقشات وآراء الخبراء والمتخصصين، فهل يتم الاستفادة من هذه التوصيات وتجد طريقها الى التنفيذ، أم أنها تظل حبرا على ورق وتبقى حبيسة الأدراج؟

Ad

"الجريدة" تحاول إلقاء الضوء على هذه القضية المهمة، حيث إن الدولة تتكلف في حدود مليوني دينار سنويا نظير هذه المؤتمرات.

بداية، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية الأهلية، رئيس لجنة المؤتمرات الطبية في الوزارة، د. محمد الخشتي، أن تنفيذ التوصيات الخاصة بكل مؤتمر طبي هي مهمة مجلس الأقسام، لافتا إلى أن الوزارة أو لجنة المؤتمرات الطبية مهمتها أن تتلقى المؤتمرات من مجالس الأقسام وتوافق عليها، رغبة منها في تطوير العمل داخل الأقسام الطبية من خلال استضافة عدد من كبار الاستشاريين والأطباء العالميين.

تنفيذ التوصيات

وحول عدم تنفيذ التوصيات التي يخرج بها المؤتمر الطبي، أكد الخشتي لـ "الجريدة" أن مجلس الأقسام هو المسؤول عن متابعة تطبيق التوصيات، وهو المعني بتنفيذ التوصيات والمقترحات التي تخرج عن أي مؤتمر طبي، لافتا إلى أن الوزارة تلبي جميع طلبات الأقسام، سواء باستقدام أطباء زوار أو أجهزة حديثة أو غير ذلك بهدف تطوير العمل الطبي في البلاد.

وأشار إلى أن لجنة المؤتمرات الطبية في وزارة الصحة انتهت من تجميع طلبيات المؤتمرات الطبية لعام 2016/ 2017.

وأضاف الختشي أن وزارة الصحة حريصة على توفير أفضل الخدمات الطبية للمواطنين والمقيمين، حيث ترعى عددا من الأنشطة والفعاليات العلمية، لتشجيع كل ما من شأنه تطوير مستوى الخدمات الصحية.

وأعلن عن تخصيص وزارة الصحة ميزانية مقدارها مليون و900 ألف دينار بالعام المقبل للمؤتمرات الطبية التي يصل عددها إلى 28 مؤتمرا في جميع التخصصات الطبية، بواقع مؤتمر إلى مؤتمرين، وثلاث ورش عمل لكل مجلس أقسام، مشيرا إلى أن ميزانية المؤتمرات الطبية للعام الماضي 2014/ 2015 بلغت مليونين و200 ألف دينار.

وأشار إلى أن الهدف من المؤتمرات الطبية هو الاطلاع على أحدث المستجدات والتطورات ونقل الخبرات الخارجية لأطبائنا، وإطلاعهم على الجديد في كل التخصصات الطبية، سواء من حيث طرق العلاج أو التشخيص أو الأدوية الجديدة، مشيرا إلى أن المؤتمر وموضوعه يأتي بناء على توصية من مجلس الأقسام نفسه.

مواكبة التطورات

وشدد على حرص الوزارة على مواكبة التطورات والتقنيات الحديثة في كل المجالات الطبية، بهدف تقديم أفضل الخدمات الصحية، إضافة الى التواصل العلمي المستمر مع المراكز العالمية من خلال الاستعانة بخبرات المتخصصين من شتى دول العالم، لتعزيز خبرات الأطباء المحليين.

وأكد اهتمام الوزارة ببرامج التعليم الطبي التخصصي المستمر لكوادرها من الأطباء والهيئات الطبية المساعدة، من اجل الارتقاء بمستوى الخدمة الصحية في الكويت، ورفع درجات الوعي الصحي لدى المواطنين والمقيمين.

وأضاف الخشتي أن الخطط الآنية العاجلة والاستراتيجيات طويلة المدى تعنى بإقامة المؤتمرات الطبية العلمية التخصصية المهمة، لافتا إلى أن وزارة الصحة تسعى من خلال إقامة تلك المؤتمرات الى دعم الأنشطة العلمية والإكلينيكية، لتحسين الحياة المعيشية للمرضى، ورفع درجات الوعي الصحي لدى المواطنين والمقيمين.

وشدد الخشتي على أهمية عقد المؤتمرات الطبية وورش العمل الجراحية تحت رعاية وزارة الصحة، لافتا إلى ان استضافة الخبراء وكبار الجراحين والأطباء العالميين لها مردود ايجابي بالنهوض بالخدمات الصحية، واطلاع الاطباء على كل ما هو جديد في مجال تقدم العلوم الطبية وتدريبهم لاكتساب المهارات على استخدام الأجهزة ذات التكنولوجيا المتقدمة في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة كما هو الحال في أرقي المراكز الطبية العالمية.

من جهته، قال مقرر لجنة المؤتمرات الطبية في الوزارة ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام فيصل الدوسري، إن "هذه المؤتمرات الطبية تأتي تماشيا مع ما يشهده قطاع الخدمات الصحية من تطور في العالم أجمع"، مشيرا إلى أنها تعبر عن الدور الريادي والمكانة العلمية التي تبوأتها الكويت، مما جعلها تؤثر بقدر ما تتأثر بما يدور حولها على كل الصعد.

وأضاف أن هذه المؤتمرات الطبية تندرج ضمن استراتيجية الوزارة، لافتا إلى أن لجنة المؤتمرات الطبية بالوزارة تعمل بشكل متواصل على دراسة مقترحات الأقسام الطبية والإدارات المركزية بالوزارة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتوفير الإمكانات المتاحة لتشجيع إقامة المؤتمرات الطبية وورش العمل، التي تتيح الفرصة للتطوير المستمر للأداء الفني، وتوفير البيئة السليمة لبروتوكولات وسياسات العمل، وتسهيل تبادل الخبرات مع المستشفيات والمراكز العلمية المتخصصة والمنظمات الصحية الدولية. وأكد أن جميع هذه المؤتمرات، التي عقدت وستعقد بنجاح وفاعلية، ستعكس الصورة المشرفة والمشرقة للوجه الحضاري للكويت.

بدوره، أكد رئيس مجلس أقسام العظام بوزارة الصحة، د. عبدالله بوناجمة، أن "وزارة الصحة لا تألو جهداً في تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، سواء الخدمات الصحية الوقائية، أو العلاجية، أو الجراحية، إضافة إلى إقامة المؤتمرات الطبية والندوات وورش العمل الجراحية واستضافة كبار الاستشاريين العالميين في كل التخصصات الطبية، بهدف الرقي بالخدمات الصحية، والاطلاع على كل ما هو جديد وتدريب الأطباء والطاقم الطبي على أحدث المستجدات الطبية العالمية".

مؤتمرات طبية

وأشار إلى أن المؤتمرات الطبية، التي تنظمها أقسام العظام، تهدف إلى الدفع باتجاه التطور والارتقاء في وسائل التشخيص والعلاج بما يتضمنه المؤتمر من مناقشة كل ما هو جديد في تشخيص وعلاج أمراض العظام، لافتاً إلى أن مجلس الأقسام نظم العديد من المؤتمرات الطبية المهمة من بينها مؤتمر الإصابات والكسور الناتجة عن حوادث الطرق، التي تزداد وتيرتها يوميا، وتتسبب في الكثير من الوفيات أو الإعاقات.

وأضاف أن هذا المؤتمر سلط الضوء على إصابات العمل وكسور الأطفال، وإصابات كسور كبار السن، فضلا عن تضمنه عدداً من ورش العمل التي قدمت أحدث التقنيات الخاصة بالتدخل الجراحي المحدود.

وأوضح بوناجمة أن برنامج المؤتمر اشتمل على جلسات علمية وورش عمل قدمها خبراء في جراحة العظام من خارج الكويت، بالإضافة إلى الأطباء والجراحين المتخصصين من دولة الكويت.