وسط ترقب دخول الهدنة، التي فرضتها موسكو وواشنطن، حيز التنفيذ مساء اليوم، تزايدت الشكوك في إمكانية نجاحها بعد مواقف رافضة لها من الفصائل الإسلامية السورية المعارضة، وأخرى متحفظة من فصائل "الجيش الحر". وعشية الهدنة، صعّد النظام غاراته الجوية لليوم الثاني على التوالي على مناطق المعارضة في حلب وإدلب، حاصداً أكثر من 120 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى.
ومع تريث المعارضة السياسية في التعبير عن موقف واضح بانتظار النسخة الرسمية من الاتفاق، الذي أعلنه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بعد مفاوضات استمرت أكثر من 14 ساعة في جنيف، أيدت طهران الهدنة، وطالبت بوضع "آلية لمراقبة الحدود" لتجنب استغلالها من طرف الفصائل المقاتلة.وأعلن القائد الميداني لعمليات "حزب الله" في سورية "التزام حلفاء دمشق بشكل كامل ودقيق" بالهدنة وتنفيذها بالصورة المطلوبة، مؤكداً أن "الحرب مفتوحة بلا هوادة ضد الإرهاب التكفيري، لعدم شمولهم باتفاق".وبينما حض مبعوث الولايات المتحدة مايكل راتني الفصائل على قبول وقف إطلاق النار والانفصال التام عن جبهة "فتح الشام" غير المشمولة مع تنظيم "داعش" بالهدنة، أعلن المتحدث باسم حركة "أحرار الشام" عدم الموافقة على الاتفاق، مؤكداً أن المعارضة تحشد "لمعركة حاسمة".
ورأى أن "الاتفاق يقوي نظام الأسد"، مشيراً إلى أن جبهة "فتح الشام" ترابط مع المسلحين في مختلف الجبهات، ولا يمكن فصلها عنهم.ورفضت مجموعات تابعة لـ"فتح الشام" في مدينة حلب الهدنة، معتبرة أنها "تساوي الجلاد بالضحية، وهي أقرب إلى فرض أمر واقع".وإذ انتقد ممثل الشؤون القانونية في "الجيش الحر" أسامة أبوزيد "تجاهل الاتفاق للجماعات الشيعية الداعمة للنظام ونص على ضرب فتح الشام لسبب غير مفهوم"، أعرب القيادي في تجمع "فاستقم" زكريا ملاحفجي عن "ترحيب بعض الفصائل بوقف إطلاق النار ودخول المساعدات بتحفظات على بعض النقاط"، متسائلاً عن عواقب عدم التزام النظام بتعهداته.وقال ملاحفجي، إن جماعات المعارضة "تشعر أنها غُبنت ولم تستشر أصلاً، وقسم كبير من الاتفاق يخدم النظام، ولا يضغط عليه، ولا يخدم الشعب السوري".