تشق جواميس آسيوية بقرون مزخرفة بالورد وأجراس حول رأسها، طريقها على طول حقول الأرز في جزيرة بالي الإندونيسية، وهي تجر عربة خشبية، في حين يعمد رجلان واقفان إلى تسديد ضربات لها بالسوط سعياً إلى الفوز بسباق تقليدي.

ويحيي مئات المتفرجين المشدوهين طوال المسار متسابقيهم المفضلين، آملين فوزهم في هذه المسابقة العريقة، التي تحظى بأهمية كبيرة لدى السكان المحليين، والتي تقام خلال المهرجان السنوي في بالي أبرز جزيرة سياحية بإندونيسيا.

Ad

هذا السباق المعروف باسم "ماكيبونغ"، والذي يحصل في أزقة ضيقة، تتنافس فيه مجموعتان من المزارعين في مقاطعة جمبرانا غرب بالي، وتترك جواميس مروضة للمناسبة حقول الأرز حيث تستخدم عادة كحيوانات جر.

وبعيداً عن السواحل ومواقع الجذب السياحي الشهيرة في جنوب الجزيرة، تتوافد حشود من المعجبين لمتابعة هذا التقليد المحلي احتفالاً بموسم حصاد الأرز.

وانطلقت "ماكيبونغ" في ستينيات القرن الماضي، وهي تثير حماسة كبيرة في صفوف أفراد المجموعتين اللتين تعيشان على جانبي نهر ايجو غادينغ الذي يجتاز مدينة نيغارا عاصمة جمبرانا.

ويرتدي المتسابقون من الجزء الغربي من نهر ايجو غادينغ اللون الأخضر ويزينون عرباتهم الخشبية براية خضراء، في حين يضع المنافسون من القسم الشرقي ملابس حمراء.

على مر السنوات، بدأت علامات التقدم في السن تظهر على فرسان هذه السباقات، ولم يكن من السهل استبدالهم بفرسان شباب.

وقال كاديك نوراغا، وهو فارس في الحادية والخمسين من العمر يشارك في هذه السباقات منذ أكثر من 35 سنة لمصلحة المجموعة المقيمة في غرب نهر ايجو غادينغ: "أنا كبير الآن، ولم يظهر أي جيل جديد" للاستمرار في هذا التقليد.

وأضاف نوراغا "ثمة فرسان كثر يرغبون في التقاعد. بعضهم تخطى سن الستين، لكن لا خيار أمامهم، إذ إننا نحتاج إليهم للحفاظ على التقليد".

وثمة ميل لدى الشباب حالياً إلى ترك جمبرانا، آملين تحسين أوضاعهم المعيشية في المدينة، أما أولئك الذين يقررون البقاء فهم أكثر اهتماماً بألعاب الفيديو من سباقات "ماكيبونغ"، كما يقول أبناء الجيل المخضرم بالمنطقة.