شكل حي "هيرا ماندي" في مدينة لاهور الباكستانية معقلاً للراقصات الإباحيات والموسيقيين والمومسات، لكن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أضعف سوق الدعارة التقليدي، وجعل هذا الحي في نزعه الأخير.

فالشرفات المزينة حيث كانت النساء يستعرضن مفاتنهن باتت خاوية، والصدأ يأكل أقفال صالات العرض المنتشرة في الشوارع.

Ad

ولم يبق من هذا "الحي الساخن" سوى بضعة متاجر تبيع الآلات الموسيقية، تعود إلى العصر الذهبي للحي حين كان الموسيقيون يرافقون عروض الغانيات الراقصات.

فالدعارة التقليدية باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة مع انتشار المواقع الإلكترونية التي تسهل لقاء الزبائن بالمومسات، من دون الحاجة إلى التجوال في شوارع الدعارة وطرق أبواب الحانات.

يقع الحي الذي يعني اسمه "سوق الجواهر" على مقربة من مسجد "بادشاهي"، التحفة المعمارية العائدة إلى سلطنة مغول الهند.

وكان الحي معقلاً لعروض الرقص والموسيقى التقليدية التي يحضرها علية القوم.

وتتذكر ريمة "أيام المجد" قائلة: "في ما مضى كان الناس يحترمون مومسات حي هيرا ماندي، كان الناس ينظرون إلينا على أننا فنانات، لكن كل شيء تغير في السنوات العشر الماضية، لم يعد لدينا أي اعتبار".

والسبب برأيها يعود إلى دخول فتيات غير مدربات على "العناية" بالزبائن إلى سوق الدعارة، مضيفة: وهؤلاء الفتيات لا يحتجن إلا إلى هاتف محمول يضعن رقمه على مواقع التواصل الاجتماعي ثم يتلقين طلبات الزبائن".