مونيكا بيلوتشي: في داخلي وحش كاسر!

النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي: في داخلي وحش كاسر!

نشر في 13-09-2016
آخر تحديث 13-09-2016 | 00:00
كانت مونيكا بيلوتشي تحضّر القهوة على الطريقة الإيطالية في مطبخ منزلها المدهش. زيّنت أحد جدرانه صورة كبيرة بالأبيض والأسود لنجمة عبّرت الممثلة وعارضة الأزياء الإيطالية عن إعجابها الشديد بها، هي صوفيا لورين. في مقابلة أجرتها مجلة «باريس ماتش» مع بيلوتشي، تحدثت الأخيرة عن فيلم «على طريق اللبانة»، وعن الحب الناضج والأطفال وابنتيها، والعشق في عمر العشرين.

لم يشاهد أحد بعد فيلم أمير كوستوريكا، On the Milky Road (على طريق اللبانة)، الذي سيُعرَض في مهرجان «موسترا» في البندقية. ماذا تخبرينا عنه؟

يروي الفيلم قصة حب رائعة في زمن حرب البلقان، بين عامَي 1990 و1994. يخسر شخصان كل شيء، ويكون حبهما ناضجاً وتكثر فيه مظاهر العنف والشغف والشاعرية، ويعكس جزءاً من أحلام أمير كوستوريكا التي شاهدناها سابقاً في فيلم Time of the Gypsies (زمن الغجر).

ما دورك في الفيلم؟

أؤدي دور امرأة تحاول الصمود، نصفها إيطالي ونصفها الآخر صربي. تعيش في مخيّم للاجئين، ثم تشتريها امرأة صربية كي تُزَوّجها لشقيقها العائد من الحرب. حتى أنني تكلمتُ باللغة الصربية ويقول أمير إنني تدبّرتُ أمري جيداً! يتمتع أمير بقوة فكرية وحيوية تنقلني إلى عالم آخر. أعشق هذا الجانب الساحر عند العمل معه.

هل يجذبك هذا الشكل من قوة الحياة لدى الرجال؟

نعم. يجذبني غضب الرجال شرط أن يكون بنّاءً. يركز كثيرون على العمر لكنه ليس أمراً مهماً جداً. صوّرتُ أول مجموعة من صوري مع هلموت نيوتون. كان يبلغ 81 عاماً، وكان عمر ميك جاغر 73 عاماً. حتى إنه كان ينتظر طفله الثامن! يتمتع هؤلاء الرجال بجاذبية فائقة ويعجبني هذا الجانب في الرجل. نظر إليّ كثيرون في حياتي، لكنني لست متأكدة من أنهم شاهدوني فعلاً. أما أمير فيراني على حقيقتي.

ما الذي رآه فيك؟

قال لي إنه استخرج مني طاقة لم أكن أعرف بوجودها. تتمتّع الشخصية التي أؤديها بقوة هائلة. عاشت هذه المرأة أنواع التجارب كافة لكنها تحتفظ في قلبها بجانب طفولي يسمح لها بأخذ مبادرات متطرفة.

أنت رمز حيّ للأنوثة. لكنني أشعر بأنك قادرة أيضاً على اتخاذ «مبادرات متطرفة».

ابنتاي على رأس أولوياتي. أقيس كل ما أفعله نسبةً إليهما. إذا لمس أحد شعرة منهما، قد أُقدِم على القتل. في داخلي وحش كاسر!

هل تشعرين بأنك قدّمتِ كل ما لديك في هذا الفيلم؟

قدّمتُ الكثير لكنني تلقّيتُ الكثير أيضاً. أشاهد نفسي حتى الآن وأنا أغوص في ماء مثلج وسط طبيعة مدهشة ومرعبة. ذهبتُ للتصوير في صربيا على مر ثلاثة فصول صيفية متلاحقة. أحببتُ التجربة كثيراً، لكن يجب أن أبقى واقعية. إنه مجرّد عمل سينمائي. يضحكني الممثلون الذين يصيبهم الغرور. يجب أن يستعيدوا الهدوء، فنحن نزاول مهنة يمكن أن يبرع فيها طفل في العاشرة من عمره أكثر منا. إننا مجرّد ممثلين ولسنا من أصحاب جوائز نوبل!

الحب والأطفال

ما معنى الحب الناضج الذي كنت تتكلّمين عنه في نظرك؟

يقال إن الحب يرتبط بالشباب، وكأن الحب المحسوس لا يعود موجوداً بعد عمر معيّن. سأبلغ 52 عاماً قريباً ويمكنني التأكيد أنها فكرة خاطئة.

هل ترغبين في الحب اليوم بقدر ما رغبتِ فيه في عمر العشرين؟

لا تنطفئ هذه الرغبة مع التقدم في السن. في مرحلة الشباب، تقودنا رغبة هرمونية بشكل أساسي وننساق وراء انفعالاتنا. وحين يختلط الجانب الحسيّ والجنسي مع الحب، نبلغ أعلى درجات النشوة والسعادة. يصعب عليّ اليوم أن أمارس الحب بلا حب.

أي نوع من النساء كنتِ في عمر العشرين؟

كنت ضائعة بعض الشيء، ولم أعرف كيف أحدد وجهتي. تحسّن وضعي قليلاً اليوم. خضتُ، مثل جميع الناس، معارك كثيرة وزادت خبرتي في الحياة. أصبحتُ أكثر تسامحاً مع الناس ومع نفسي. أتعلّم أن أسترخي وأتواضع، وحين أشاهد امرأة مشرقة مثل أنوك إيميه، أتوق إلى الشيخوخة.

هل تتفهمين المرأة التي لا تشعر بالحاجة إلى إنجاب الأطفال كي تبلغ أعلى درجات الانفتاح؟

شخصياً، لا أتخيّل حياتي بلا أولاد لكنني أحترم المرأة التي تقوم بخيار مختلف. من الملاحظ أن هذا النوع من النساء يكرّس حياته لقضايا بالغة الأهمية. لا شك في أنهنّ أكثر تطوراً، أما أنا فعادية جداً.

حقيقة وانفصال
نسأل مونيكا: أي حقيقة تأكدتِ منها اليوم بعدما شكّكتِ بها سابقاً؟ فتسارع إلى الإجابة: «حبّي لابنتيّ وحبهما لي». تلتزم النجمة الصمت في ما يتعلق بانفصالها عن زوجها السابق فينسنت كاسل قبل ثلاث سنوات. حول صورة نُشرت له حديثاً يظهر فيها مع شابة، تقول: «لكل واحد منا حياته. لما كنت ممثلة، فيجب أن أحافظ على صورتي العامة. لكن كامرأة عليّ أن أحافظ على أسراري وأحمي ابنتيّ. لكل مرحلة نهايتها وتمهّد كل نهاية لبداية جديدة».

هل كانت لتغيّر بعض فصول حياتها لو كان الأمر ممكناً؟ تجيب: «ما كنت لأغيّر شيئاً»، فهي ترى أن التجارب كافة التي نعيشها تستحق العناء لأنها تفتح عيوننا على الحياة.

back to top