السلطات المصرية تفرج عن رابع عضو في «أطفال الشوارع»

بالتزامن مع أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي احتفل به ملايين المصريين، أمس، أفرجت السلطات المصرية عن العضو الرابع في فرقة "أطفال الشوارع"، بعد أن أطلقت سراح الثلاثة الآخرين الذين اعتقلتهم في مايو الماضي، وفق ما أفاد محاميه الاثنين.

واعتقل الشبان الأربعة ووضعوا قيد التوقيف الاحتياطي في مايو، إثر نشرهم تسجيلا على الإنترنت يسخر من الحكومة بسبب خفضها قيمة الجنيه، و"تنازلها" عن جزيرتين للسعودية.

وصرح محامي الدفاع حازم صلاح: "لقد تم الإفراج عنه فجرا (الاثنين) الساعة الواحدة صباحا".

والثلاثاء الماضي، قال محامي الفرقة إن 3 من أعضاء الفرقة هم "محمد يحيى ومحمد الدسوقي ومحمد جبر" أخلي سبيلهم خلال اليومين الماضيين.

وأضاف المحامي أنهم "حصلوا على إخلاء سبيل بتدابير احترازية، أي أن يتوجهوا إلى قسم الشرطة مرتين في الأسبوع مدة 45 يوما"، مشيرا إلى أنه "لم تتم إحالة القضية بعد إلى محكمة".

واتهم الأربعة بـ "الترويج غير المباشر عن طريق مقطع فيديو (...) لأفكار تدعو الى ارتكاب أعمال إرهابية، والتحريض على الاشتراك في تظاهرات (...) والتحريض على التجمهر وأعمال عدائية ضد مؤسسات في الدولة".

وتضم فرقة "أطفال الشوارع" ستة شبان يصورون مقاطع فيديو غنائية ساخرة في الشارع، وينشرونها على صفحتهم في موقع فيسبوك، وعدد متابعيها 230 ألفا.

وأفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في يونيو بأنه "قبل أسبوع من توقيفهم، بثت فرقة أطفال الشوارع فيديو لأغنية هزلية تسخر من الرئيس عبدالفتاح السيسي وتدعوه إلى الاستقالة".

وسخرت الفرقة في مقطع الفيديو المذكور من تخلي مصر عن جزيرتين في البحر الأحمر للسعودية، وهو موضوع أثار غضبا واسعا لدى حركات سياسية وشبابية، ما دفعها للدعوة الى التظاهر.

جاء ذلك، فيما أفرج قطاع مصلحة السجون التابع لوزارة الداخلية عن أكثر من ٧٠٠ سجين، بموجب قرار عفو رئاسي، حتى يتمكنوا من قضاء العيد مع ذويهم، حيث خرج عدد من المفرج عنهم من عدة سجون مختلفة على مستوى الجمهورية، بينما تجمع عدد آخر داخل سجون طرة للخروج منها دفعة واحدة، صبيحة أول أيام عيد الأضحى.

في السياق، قرر مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع مصلحة السجون اللواء حسن السوهاجى، منح جميع السجناء زيارة استثنائية واحدة، بدأت أمس الأول الأحد، وقفة أول أيام العيد، على أن يستكمل منحها لمن لم يستنفدها بعد انتهاء الإجازة الرسمية للعيد، وحتى يوم 29 الجاري.

السيسي إلى نيويورك

في سياق آخر، يتوجه الرئيس السيسي إلى نيويورك السبت المقبل، للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ 71 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، تحت عنوان "قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين"، وسط مخاوف متزايدة من حشود متقابلة، تضم معارضة للنظام السياسي المصري، بينها عناصر "الإخوان المسلمين" من جانب، وحشود داعمة بينهم أقباط، من ناحية أخرى، أمام المقر الأممي.

وقال مصدر مطلع لـ "الجريدة" إن السيسي سيلقي كلمة مصر أمام اجتماعات الجمعية العامة، يتناول فيها كل الموضوعات على الصعيدين الداخلي والخارجي، خاصة الإنجازات التي تحققت خلال عامين والجهود المبذولة لإحداث نهضة تنموية واجتذاب طاقات الشباب من أجل بناء المستقبل، بالتزامن مع جهود مواجهة قوى التطرف والأفكار التي تسعى إلى نشرها، بجانب عدد من مستجدات الوضع الإقليمي، وسبل دفع الجهود الدولية والإقليمية للتصدي لما تواجهه المنطقة من تهديد للسلم والأمن، وخاصة أزمات الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

كما يجري السيسي على هامش مشاركته، التي تعد الثانية لمقر الجمعية، عدة لقاءات مع عدد من قادة وزعماء العالم، في إطار جهود تدعيم العلاقات المشتركة سياسياً واقتصادياً، ولاسيما ما يتعلق بالمشروعات القومية العملاقة، التي يمكن للمستثمرين الأجانب المشاركة فيها.

حشود متقابلة

في السياق ذاته، وفيما اعتادت قوى معارضة مصرية، على رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" المصنفة إرهابية في مصر، الاحتشاد أمام مقار المؤسسات الدولية، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية، حال زيارة السيسي لها، أعلنت "الهيئة القبطية الأميركية" اعتزامها تنظيم مؤتمر لدعم مصر اقتصاديا، أثناء زيارة السيسي إلى مقر الأمم المتحدة.

في السياق ذاته، أعلنت الكنيسة المرقسية للأقباط الأرثوذكس بشكل رسمي، أمس الأول الأحد، أن بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، أوفد أسقفين للحشد لزيارة السيسي المقررة إلى الولايات المتحدة، 20 الجاري.

كانت جماعة "الإخوان"، دعت في بيان لها العام الماضي، إلى الاحتشاد أمام المقر الأممي، خلال زيارة السيسي إلى نيويورك، إلا أن حشودا من المصريين الداعمين للرئيس ظهروا يحملون أعلاما ولافتات تؤيد خطوات الرئيس الذي تولى المنصب عقب ثورة شعبية دعمها الجيش في 30 يونيو 2013، أطاحت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.

تهاني العيد

وتبادل الرئيس المصري أمس التهاني بمناسبة العيد، مع عدد من القادة العرب، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف إن الرئيس أجرى اتصالا مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما هاتف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، كما تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من الرئيس السوداني عمر البشير، ومن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ومن أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، أعرب خلاله عن خالص تمنياته لمصر وشعبها، بمناسبة حلول العيد، وعبر الرئيس المصري عن شكره لأمير دولة قطر، متمنيا للأمة العربية كلها كل الخير والاستقرار والتقدم.