سفير السودان لـ الجريدة•: أيادي الكويت البيضاء أغاثت العالم
«أوفت بجميع التزاماتها البالغة 550 مليون دولار في مؤتمر تنمية الشرق»
أشاد سفير السودان لدى الكويت محيي الدين سالم بالمساعدات الكويتية والعربية ومن دول العالم أجمع، مضيفاً أن أيادي الكويت البيضاء امتدت إلى الكثير من مناطق السودان للمساعدة، ولعل أبرزها في منطقة شرق السودان، حيث استضافت مؤتمر تنمية الشرق في عام 2010 وبلغت مساهمات الكويت 500 مليون دولار، إضافة إلى 50 مليون دولار منحة وأوفت بها جميعاً.
وأشار سالم، في حوار مع "الجريدة"، إلى أن نتائج ذلك المؤتمر انعكست على حياة الناس في منطقة الشرق، فتم إيصال التيار الكهربائي وتعبيد شبكة من الطرق والبنى التحتية التي كانت المنطقة تفتقدها.
وقال إن سفارة بلاده تستقبل قرابة 200 مواطن أسبوعياً لإصدار التأشيرات، موضحا أن أغلب زيارة المواطنين الكويتيين للسودان إما للاستثمار وإما للقنص، وهذا لما تتمتع به أرض السودان... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
وأشار سالم، في حوار مع "الجريدة"، إلى أن نتائج ذلك المؤتمر انعكست على حياة الناس في منطقة الشرق، فتم إيصال التيار الكهربائي وتعبيد شبكة من الطرق والبنى التحتية التي كانت المنطقة تفتقدها.
وقال إن سفارة بلاده تستقبل قرابة 200 مواطن أسبوعياً لإصدار التأشيرات، موضحا أن أغلب زيارة المواطنين الكويتيين للسودان إما للاستثمار وإما للقنص، وهذا لما تتمتع به أرض السودان... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• صف لنا العلاقات الكويتية السودانية؟- العلاقات الثنائية بين السودان والكويت هى مثال لعلاقات متميزة بين بلدين عربيين يتقاسمان تاريخاً وثقافة ومصيراً واحداً، ويتشاركان في اقتسام ما حباهما الله به من خيرات ونعم لسعادة شعبيهما.
• تزامنا مع الذكرى الثانية لتكريم سمو الأمير من الأمم المتحدة باعتباره قائدا للعمل الانساني، كيف تنظرون إلى الدعم الكويتي لبلادكم؟ - قدمت الكويت للسودان الدعم الكبير في مختلف المجالات، كما ان ايادي الكويت البيضاء أغاثت منكوبي الحروب والكوارث في مختلف انحاء العالم. أما لجهة تكريم صاحب السمو الأمير ومنحه لقب قائد إنساني من الأمم المتحدة، فهذا أمر مستحق وتقدير في مكانه الطبيعي، فقد كان لزاماً على الأسرة الدولية هذا التكريم لما قدمه سموه من أعمال إنسانية في مشارق الأرض ومغاربها، وتمثل مبادرات صاحب السمو وقفة تاريخية مهمة تعيد تصويب نظرة العالم الى الأمة العربية، في ظل ما تعانيه من صورة مشوهة أمام العالم. كما أن حصول سموه على هذا التكريم في هذا التوقيت يجعل سموه مفخرة لكل عربي، واعتراف العالم بأن سموه رائد للعمل الإنساني الدولي والكويت مركز لهذا العمل يُحمّلنا مسؤولية تجاه سموه.
تنسيق سياسي ودبلوماسي
• ما أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين؟- يشمل التعاون مختلف المجالات، ولكن الأبرز فيها هو التنسيق السياسي والدبلوماسي في المحيطين الإقليمى والدولي، علاوة على التعاون الاقتصادي، إذ استطاع البلدان تأسيس شراكة حقيقية. • هل هناك اتفاقيات جديدة بصدد عقدها مع الكويت؟ وما الاتفاقيات التي تم عقدها سابقا؟- تجرى الترتيبات والتحضيرات لانعقاد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في فبراير 2017 القادم في الخرطوم، وسيتم خلالها تقويم مسار تنفيذ الاتفاقيات الموقعة والنظر في البرامج التنفيذية لتلك الاتفاقيات، في ضوء مستجدات الأوضاع حتى تتواكب مع متطلبات البلدين وخططها وبرامج التنمية فيهما. ولعل الفترة المقبلة ستشهد التركيز على مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والمعادن والصحة والتعليم وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات والمصارف والقطاع الخاص في مجالات الصناعة والتجارة والنقل البحري والجوي وغيرها من مجالات التعاون.قديمة متجددة
• ماذا عن الاستثمارات الكويتية في السودان الشقيق؟ وهل هناك ما يشجع عليها؟- الاستثمارات الكويتية في السودان قديمة متجددة، إذ ان الكويت الشقيقة دخلت باستثماراتها منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وتوالت تدفقات الاستثمار الحكومي والخاص طوال السنوات الماضية. ولعل الزائر للخرطوم يرى شواهد ذلك بارزة في العاصمة الخرطوم وميناء بورتسودان وكل أنحاء الجمهورية، سواء كان ذلك في الصناعة والتجارة أو الخدمات. كما أن الاستثمار الفردي المباشر الذي يتم ما بين سوداني وكويتي يشكل رقما كبيرا، وهذه الاستثمارات محل تقدير لما لها من فوائد كثيرة في ربط الشعبين الشقيقين.وهناك قوانين للاستثمار جرى تعديلها لكي تستجيب لرغبات المستثمرين وإشراكهم بها من خلال عقد العديد من المؤتمرات وورش العمل والأخذ بعين الاعتبار مقترحات رجال الأعمال والمستثمرين، الأمر الذي جعل السودان حاليا من الدول الأكثر أمانا بالنسبة للعديد من المستثمرين ورؤوس الأموال.الطلبة العسكريون
• تستبقل السودان العديد من طلبة الكلية العسكرية الكويتيين، كيف تقيّمون تلك العملية؟- هناك عدد من الطلبة في الكلية الحربية يقدر بـ١٥٠ طالبا، وفي كلية الأركان، ولعل الزيارة الأخيرة لرئيس الأركان السوداني التي التقى فيها الكثير من المسؤولين كان فيها حديث متعلق بهذا الجانب، بالمقابل يقبل طلبة سودانيون في كلية العسكرية الكويتية، حيث إن هناك تعاوناً قديما ويعود الى ستينيات القرن الماضي بين البلدين في هذا الشأن، إذ إن العقيدة العسكرية والأنظمة في هذه المنطقة متشابهة.الاستثمارات الكويتية
• كم يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية الحكومية من جهة، والخاصة من جهة أخرى؟- حديث الأرقام يحتاج دائما إلى الدقة، وهذا أمر صعب في أنظمتنا بالعالم الثالث، ولكن على العموم فإن إجمالى الاستثمارات الكويتية في السنوات الأخيرة يتجاوز الخمسة مليارات دولار.• كيف تجدون تعاون الصندوق الكويتي للتنمية؟- الصندوق الكويتي للتنمية هو إحدى الركائز الاساسية في دعم خطط التنمية والخدمات في السودان منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي، فقد كان أول قرض من الصندوق للسكة الحديد في السودان.عاصفة الحزم
• مشاركة القوات السودانية في عاصفة الحزم، ما دلالتها وهل كانت مؤثرة؟- مشاركة القوات المسلحة السودانية ضمن التحالف العربى والإسلامى بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية تقع ضمن واجبات قواتنا المسلحة وعقيدتها القتالية، إذ إن أمن واستقرار المنطقة ودولها الشقيقة هو جزء أصيل في النظر إلى الأمن القومى المشترك. ونحن جزء من الاتفاقيات العربية ذات الصلة بالدفاع المشترك في الجامعة العربية، والقوات السودانية موكل لها عملية تدريب وتأهيل الجيش اليمني الشقيق باعتبار المهارات الفنية لدى القوات العسكرية السودانية العالية في هذا المجال، إضافة إلى المهام الأخرى التي تساند بها قوات التحالف العربي في اعادة الشرعية لليمن.مجتمع منفتح
• كيف وجدت الإقامة في الكويت كدبلوماسي وكمواطن عربي؟- الكويت مجتمع منفتح، والشعب الكويتي اجتماعي بطبعة، ومن اكثر الشعوب استعدادا للتعامل مع الآخر، إضافة إلى أنهم على درجة عالية من الثقافة ويتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة، الأمر الذي يجعلهم يمتلكون وسائل عديدة للتواصل مع العالم، بالإضافة للكرم الشديد، وأنا شخصيا لي العديد من العلاقات في الكويت، فقد زرت الكثير من الدواوين والاستراحات مع الاصدقاء، ولعبنا "الجنجفة" وهذا يجسد السعادة للدبلوماسي العربي في البلد العربي.قضية الانفصال
• كيف انعكس على السودان انفصال الجزء الجنوبي منه؟ وهل أثر عليه بشكل مباشر خصوصا اقتصاديا؟- اتساع رقعة السودان أسهم في عدم تأثره بأي عوامل تغييرية بما فيها عملية الانفصال، وإن كان في جبال النوبة وبعض المناطق في دارفور خيرات لم تكتشف بعد، والآن لم يعد هناك تمرد في دارفور، وهذا بشهادة المنظمات الدولية، وهناك أمن واستقرار، بعكس الكثير من مناطق العالم بما فيها أوروبا وما تتعرض له من إرهاب.القوات السودانية والعقيدة العربية
قل السفير سالم إن مشاركة القوات السودانية للمساهمة في توفير الأمن بمدينة عدن المحررة، إلى جانب القوات الموالية للشرعية في اليمن، ليست بالأمر المستغرب ولا الجديد، فهذه الخطوة تأتي إلى جانب المشاركة الجوية مع قوات التحالف العربي في دك معاقل ميليشيات الحوثي ومرتزقة صالح منذ بدء إطلاق عملية عاصفة الحزم قبل أكثر من عام.وأضاف: لطالما شارك الجيش السوداني في حروب وأزمات عربية، أبرزها خلال حرب أكتوبر إلى جانب مصر، والحرب الأهلية في لبنان، وفي قوة الردع في الكويت.ولفت سالم إلى أن أبرز حضور عسكري للجيش السوداني تمثل في المشاركة إلى جانب القوات العربية في حرب أكتوبر في عام 1973 أو حرب رمضان ضد إسرائيل، حيث شاركت القوات السودانية كقوة احتياط بلواء مشاة وكتيبة قوات خاصة وتجنيد المتطوعين للقيام بمهمة إسناد للقوات المصرية لعبور خط بارليف حيث عبر عدد منهم القناة إلى جانب القوات المصرية.
الكويت مجتمع منفتح والشعب الكويتي مستعد للتعامل مع الآخر
لطالما شارك الجيش السوداني في حروب وأزمات عربية أبرزها حرب أكتوبر
استقرار المنطقة ودولها الشقيقة جزء أصيل من النظرة إلى الأمن القومي المشترك
لي علاقات كثيرة في الكويت وأزور أصدقائي في الدواوين والاستراحات ونلعب «الجنجفة»
اتساع رقعة السودان أسهم في عدم تأثره بأي عوامل تغييرية بما فيها عملية الانفصال
لطالما شارك الجيش السوداني في حروب وأزمات عربية أبرزها حرب أكتوبر
استقرار المنطقة ودولها الشقيقة جزء أصيل من النظرة إلى الأمن القومي المشترك
لي علاقات كثيرة في الكويت وأزور أصدقائي في الدواوين والاستراحات ونلعب «الجنجفة»
اتساع رقعة السودان أسهم في عدم تأثره بأي عوامل تغييرية بما فيها عملية الانفصال