في محاولة لاحتواء موجة غضب خليجية وعربية وإسلامية، أكد البيت الأبيض مساء أمس الأول أن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قانون أقره الكونغرس، يوم الجمعة الماضي، ويسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة دول مثل السعودية ومطالبتها بتعويضات في حال ثبوت تورطها في الهجمات.وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش ارنست إن "الرئيس يعتزم استخدام الفيتو ضد القانون"، مشيراً إلى أنه لم يتسلم بعد من الكونغرس نص القانون الذي أعربت دول الخليج عن "بالغ قلقها" إزاءه.
واعتبر ارنست أن القانون الجديد ليس الطريقة الناجعة للرد على الارهاب، في إشارة إلى "قانون العدالة ضد رعاة الارهاب" الذي اقره مجلس النواب بالإجماع بعد أربعة أشهر على إقراره في مجلس الشيوخ، مؤكداً أن رفض أوباما للقانون لا ينبع فقط من حرص واشنطن على عدم توتير علاقاتها مع دولة واحدة، بل لأنه يعرض مصالح الولايات المتحدة في العالم أجمع للخطر.وأوضح أن "القانون يتعارض ومبدأ الحصانة السيادية التي تتمتع بها الدول، ما يعني أن مس الولايات المتحدة بهذا المبدأ يجعلها عرضة للملاحقة القضائية في العالم بأسره".وأضاف أن القانون يضع العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين في الخارج في وضع حساس، إذ يسقط عنهم الحصانة التي يتمتعون بها حالياً ويجيز تاليا مقاضاتهم.وأكد ارنست أن "أوباما ما زال يأمل أن يتمكن من إقناع عدد من أعضاء الكونغرس بصواب رأيه"، في تلميح إلى أن بعض البرلمانيين قد يكونون صوتوا إلى جانب القانون بدافع انتخابي بحت.
غضب إسلامي
وغداة تحذير دول مجلس التعاون الخليجي من تشكيل "سابقة خطيرة في العلاقات الدولية"، أعربت رابطة العالم الإسلامي والهيئة العالمية للعلماء المسلمين بالرابطة عن "بالغ القلق" لإصدار الكونغرس الأميركي للتشريع الجديد.وأكد أمين الرابطة رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين ونائب رئيس مؤتمرها العام محمد العيسى أن "إصدار القانون سيهدد استقرار النظام الدولي، ويُلقي بظلال الشكوك على التعاملات الدولية، إضافة إلى ما قد يُحدثه من أضرار اقتصادية عالمية". وقال إن القانون سيعيد النظام الدولي للوراء.دعوة قطرية
وفي حين تشهد العلاقات بين عدد من دول مجلس التعاون وإيران توتراً ملحوظاً، دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الحفاظ على علاقات تتميز بحسن الجوار مع دول الخليج العربية. وطالب الأمير تميم في تصال مع روحاني إلى أن يتم تسوية أي خلافات خليجية إيرانية عن طريق التفاوض والحوار.توتر بحري
في غضون ذلك، عززت إيران من قدرات قواتها البحرية، وقال التلفزيون الرسمي إن "الحرس الثوري دشن أمس سفينة حربية جديدة طولها 55 مترا يمكنها نقل طائرة هليكوبتر وما يصل إلى مئة شخص".ونقل موقع التلفزيون الرسمي عن قائد الحرس الثوري الأميرال علي فدوي قوله خلال التدشين: "السفينة تزيد قوة الردع الإيرانية للعدو خاصة أميركا".وأضاف فدوي أن شركة "خاتم الأنبياء" وهي شركة هندسية كبرى يشرف عليها الحرس الثوري بنت السفينة في بوشهر.اتفاق عماني
من جهة أخرى، أعلنت طهران أمس أنها حددت أطول حدود بحرية مشتركة مع سلطنة عمان، وذلك في منطقة بحر عمان "للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية في البلاد".ونقلت وكالة (أرنا) عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي قوله، إن البنود "المهمة" في الاتفاق مع مسقط تتعلق بكيفية استخدام الموارد الطبيعية "المحتملة" في الحدود المشتركة. وأضاف أن الاتفاقية الأولى من نوعها تتناول "إحدى أهم القضايا ذات الحساسية الكبيرة مع الدول المطلة على مياه الخليج".في موازاة ذلك، كشفت تقارير أمس أن إيران هددت السبت الماضي بإسقاط طائرتي استطلاع أميركيتين حلقتا قريبا جدا من حدودها.الحجاج يواصلون رمي الجمرات والمتعجلون يغادرون
تابع حجاج بيت الله الحرام أمس شعيرة رمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مكثفة من السلطات السعودية لتجنب تكرار حادثة التدافع التي كانت أسوأ كارثة في موسم الحج منذ 25 عاما، والتي وقعت العام الماضي.ودعا مستشار وزير الحج والعمرة بالسعودية حاتم بن حسن قاضي الحجاج إلى مراعاة الحفاظ على جداول التفويج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات، موضحا أنه سبق التنويه عبر كتيب وزع على ممثلي بعثات الحج في الخارج والداخل عن برامج التفويج التي يجب على الحجاج التقيد بها لأهمية ذلك للحفاظ على سلامتهم ويسر أدائهم لفريضة الحج.وبدأ الحجاج أمس مناسك أول أيام التشريق برمي الجمرات الثلاث، بدءا من الجمرة الصغرى، ثم الجمرة الوسطى، وبعدها جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة.وإذا رمى الحاج الجمرات الثلاث اليوم الموافق للثاني من أيام التشريق جاز له الانصراف من مشعر منى إذا كان متعجلا، وهذا يسمى يوم النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث من أيام التشريق.وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يصادف غداً يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة المكرمة، ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت، وفي ترك طواف الوداع دم، لأنه واجب ولا يعفى منه إلا الحائض والنفساء ثم الرحيل من مكة.وفي الصورة حجاج بيت الله يتوجهون لرمي الجمرات بمشعر منى أمس.