تعهدت المرشحة الديمقراطية إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون بالمزيد من الشفافية حول وضعها الصحي، بعد الوعكة التي ألمت بها، في قت أعلن منافسها الجمهوري دونالد ترامب القيام بالمثل في ما يشكل مبادرة مرحباً بها تتناقض مع التكتم المعتاد حول هذا الموضوع.

وتكشف إصابة كلينتون بوعكة، خلال مراسم ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك، وإعلان طبيبتها أنها تعاني من التهاب رئوي منذ عدة أيام، أن الأميركيين لا يعرفون سوى القليل عن الوضع الصحي لمرشحَيهم اللذين يخوضان حملة محمومة منذ أكثر من عام، ويعتبران من بين المرشحين الأكبر سنا المتنافسين على أهم منصب في العالم.

Ad

الوثيقة الرسمية الوحيدة حول الوضع الصحي لكلينتون (69 عاماً) هي رسالة من ثماني فقرات تعود إلى يوليو 2015 كتبت فيها طبيبتها الخاصة ليزا بارداك أن المرشحة الديموقراطية "في صحة ممتازة".

وذكرت الطبيبة في الرسالة أن كلينتون التي ستستأنف حملتها الانتخابية "خلال أيام"، أصيبت في العام 2012 عندما كانت وزيرة للخارجية بفيروس معوي، وبجفاف، ثم بارتجاج في المخ نتيجة فقدانها الوعي. وتم كشف جلطة دموية بين الدماغ والجمجمة جعلتها ترى بشكل مزدوج طيلة أسابيع.

كما أوضحت بارداك في الرسالة أن كلينتون تعاني من حساسية موسمية، ومن قصور في الغدة الدرقية، وأنها أصيبت بجلطة في الوريد عامي 1998 و2009، وأنها تتناول أدوية لقصور أداء الغدة، وأخرى لمنع تخثر الدم، مضيفة أن فحصا طبيا في العام 2013 "كشف زوال كل آثار الارتجاج وزوال الجلطة في الوريد بشكل نهائي".

في تقريره، أكد طبيب ترامب، الذي وسع إمبراطوريته العقارية، أمس الأول، بافتتاح فندق فاخر في مبنى تاريخي على مقربة من البيت الأبيض، أن "ضغط الدم ونتائج تحليلات المختبر ممتازة. في حال انتخابه يمكنني أن أؤكد أن ترامب سيكون الرئيس الذي يتمتع بأفضل وضع صحي في تاريخ البلاد"، إلا أنه كشف مؤخرا أنه كتب هذه "الفقرات الأربع أو الخمس بأسرع ما يمكن لإرضائهم".

وقبل 50 يوماً تقريباً على الاستحقاق الرئاسي، علق روبرت شابيرو الخبير السياسي في جامعة كولومبيا في نيويورك: "كلما تمتع المرشحون بالشفافية حول صحتهم كان ذلك أفضل"، مضيفا أن الأمر ممكن "دون كشف كل التفاصيل علنا".

وأشار شابيرو إلى "مجموعة من الأطباء" بإمكانهم الاطلاع معا على الملف الطبي لأي مرشح، والقول ما إذا كان قادرا على إدارة البلاد. كما اقترح أن يتم عرض وثائق على بعض أعضاء مجلس الشيوخ ليقرروا المعلومات التي سيكشفون عنها.

لكن ديفيد لابلين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن تساءل: "أين نفرض حدا؟ ما المعلومات التي يجب أن نطلع عليها". وقال: "حتى في الولايات المتحدة، حيث نعتقد أننا نتمتع بالحق في معرفة كل التفاصيل الشخصية لمرشحينا، الوضع الصحي له حدود"، مضيفاً أن المشاكل الصحية غير المهمة كضغط الدم والأمراض المتناقلة جنسيا لا تستحق الكشف عنها علنا، بل يجب الاكتفاء بالمسائل المهمة مثل السرطان أو ورم في الدماغ.

إلا أنه أوضح أن المسألة مهمة، وقال: "كان لدينا مرشح يدعى بول تسونغاس كان يكرر أنه بصحة جيدة، لكنه أصيب بسرطان ولم يخبر أحدا، لو تم انتخابه لكان توفي خلال ولايته الرئاسية الأولى".