خلافات الأشقاء وأولاد العمومة العرب قديمة قِدمَ تاريخهم، فأجداد النبي، صلى الله عليه وسلم، كهاشم الذي كان على خلاف مع أخيه أمية، قد أورثوا ما بينهم من خلافات لتستمر إلى أن تصل إلى حربٍ وعبد المطلب، فضلاً عن المواجهة الصريحة والعنيفة بين سيد كفار قريش، وقتها، أبي سفيان الأموي، ونبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم، الهاشمي... لكن هذه الخلافات حُسمت بانتصار دين الله الموحى إلى سيد الخلق، والذي قال لهم يوم الفتح في مكة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"!

لكن، هل انتهت وراثة العداء بين هاشم وأمية، تحت راية الإسلام؟! التاريخ يقول: لم تنتهِ! فحفيد أمية "معاوية"، ناصب حفيد هاشم "علي" العداء، متخذاً من قميص عثمان -الأموي- حجة ليشن حرباً ضروساً انتصر فيها، ليجعل بعدها الحكم الإسلامي حكماً وراثياً عضوضاً في ولده يزيد، مما دفع حفيداً هاشمياً (الحسين) للقيام بثورة انتصر فيها يزيد -حفيد أمية– ليستمر الحكم الأموي لقرن أو أقل من الزمن، ثم يقوم بنو العباس، أولاد عم النبي الهاشمي، صلى الله عليه وسلم، بثورة ضد حكم أحفاد بني أمية! وهكذا، استمر الحال إلى أن آلت الخلافة للعثمانيين وانتهت على يد أتاتورك! وها هي تُبعث الآن مجدداً على يد الخليفة أبو بكر البغدادي لدولة داعش الإسلامية!

Ad

لماذا أكتب هذا؟!

لأقول لحكام الإسلام الذي يشكل دين ثلث سكان الكوكب الأرضي: كان قائد هذا الدين شخصاً واحداً يقود الأمة بما يُوحَى إليه من ربه، وكان ديناً إسلامياً قوياً اقتحم قلوب كل سكان أرجاء المعمورة، إلى أن فارقَنا عليه ألف صلاة وسلام.

ثم آلت قيادة الإسلام لمن جعلها خاضعة بسبب توارث الخلافات التاريخية التي لعبت بها الأهواء والمصالح والتعصب والتمذهب، فأصبح الإسلام هو الأضعف بين كل المكونات الدينية المعاصرة... وبما أنكم تحملون الأمانة، وترون إلى أين وصلنا من ضعف بين الأمم؛

أتمنى -بمناسبة العيد– أن يكون موسم الحج من الآن فصاعداً، إلى جانب قداسته كطقس إسلامي من الفروض، مصحوباً بمؤتمر سنوي تلتقون فيه كقادة للإسلام في مكة المكرمة، لتبحثوا في حلول للمشاكل العالقة بينكم، وأنتم في رحاب بيت الله، ثم تخططوا لمستقبل أفضل لشعبكم المسلم ومواجهة الأخطار التي تحيق بالإسلام من كل جانب...

وأتمنى –كذلك– تشكيل لجنة يرأسها د. محمد مهاتير، لتخطط لمثل هذا المؤتمر السنوي الضرورة، شريطة ابتعاد المؤسسات الدينية عنه!

أتقدم بهذا الاقتراح، بعد أن وصلت إلى سن الثمانين، وأنا بكامل قواي العقلية، مؤمناً بأن هناك من يؤمن بهذه الفكرة ويأخذ بها لكي تُنفذ عملياً!

أم أن القراء يرون أن اقتراحي هذا بداية للهذيان؟!