أمر المحامي العام لنيابات جنوب المنيا المستشار عبدالرحيم عبدالمالك فريقاً من النيابة العامة، في مركز المنيا، جنوب القاهرة، بالتحقيق مع 16 متهماً في واقعة اشتباكات الفتنة الطائفية، التي وقعت صباح الاثنين الماضي، في "عزبة عاصم"، وكلف فريقاً من البحث الجنائي بالتحري، ومعاينة موقع الحادث.

وكان مدير أمن المنيا، اللواء فيصل دويدار، تلقى إخطاراً يفيد نشوب مشاجرة بعزبة عاصم التابعة للوحدة المحلية لقرية دمشير، بمركز المنيا، بين شاب قبطي يستقل دراجة بخارية، وآخر مسلم بسبب التسابق على أولوية المرور، ما نتج عنه تراشق الطرفين بالحجارة، وأسفرت الأحداث عن إصابة قبطي يدعى جمال صبحي، وتهشم زجاج سيارة تصادف وجودها أثناء المشاجرة، إلى جانب إحراق منزل ونخلتين، حيث تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، وتم التحفظ على 37 شخصاً تبين تورط 16 منهم في الأحداث، وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة.

Ad

من جانبها، أصدرت إيبارشية المنيا بياناً توضح فيه ما حدث من مشادات، صباح الاثنين الماضي، مشيرا إلى أنه تم القبض على 20 مسلماً و17 مسيحياً للتحقيق معهم.

من جهته، قال محامي الكنيسة السابق نجيب جبرائيل لـ"الجريدة"، إن "الخلافات ليست دينية"، مضيفا: "الاشتباكات أدت إلى إصابة الشاب المسيحي بإصابات خطيرة ونقله إلى العناية المركزة".

يذكر أن مشاجرة وقعت بين مسلمين وأقباط، في القرية نفسها، يوم 19 يوليو الماضي، بسبب تضرر فتاة عمرها 15 عاماً، من إقدام شاب على خلع ملابسه كاملة والنزول للاستحمام في ترعة "بحر يوسف"، أثناء غسيل فتيات للأوعية على شاطئ الترعة.

تحفظ مصري

إلى ذلك، وفي ظل الأزمة التي تعانيها مصر منذ شهور، بسبب تراجع عائدات السياحة، أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أن وزارته ستوفد في أقرب وقت، بعثة جديدة من المسؤولين الروس إلى مصر، في إطار بحث استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، بعد نحو عام من حظر روسيا سفر طائراتها إلى مصر، عقب سقوط الطائرة الروسية فوق وسط سيناء، نهاية أكتوبر الماضي، ما أودى بحياة 224 كانوا على متنها.

وقال مصدر مصري مسؤول لـ"الجريدة" أمس: "نرحب بأية بعثات للاطلاع على الإجراءات الأمنية والتأمينية بالمطارات، وبما يعمل على تحقيق الاطمئنان، ومن ثم استئناف حركة السياحة الروسية إلى مصر" .

في السياق، كشفت تصريحات مصرية أمس، تناقض موقف القاهرة وموسكو بشأن أسباب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ففي حين أعلنت وسائل إعلام روسية، أمس الأول، أن قنبلة وضعت في القسم الخلفي للطائرة، أدت إلى سقوطها، أعلنت مصادر بوزارة الطيران المدني المصرية أن لجنة التحقيق الرسمية في حادث تحطم الطائرة الروسية، لم تتوصل بعد إلى نتائج توضِّح سبب سقوطها.

وقالت مصادر وزارة الطيران، رداً على ما نشرته وسائل إعلام روسية أمس الأول، إن إرهابيين زرعوا قنبلة موقوتة يدوية الصنع في القسم الخلفي للطائرة، في مكان مخصص لتخزين عربات أطفال، أدت إلى سقوطها على الأرض، إن ذلك سابق لأوانه، وان لجنة التحقيق مستمرة في أعمالها وتتبع الإجراءات السليمة في تحليل حوادث الطائرات، ولم يصدر حتى الآن أي بيان يحدد أسباب الحادث.

في غضون ذلك، تضاربت المعلومات بخصوص قدرة الدولة على مواجهة ظاهرة التحرش الجنسي، خلال أول يومي عيد الأضحى المبارك، ففي حين أعلنت عدة مبادرات ميدانية معنية برصد جرائم "التحرش الجنسي"، تعليق عملها الميداني المخصص لرصد هذه الجرائم خلال أيام العيد، أعلنت مؤسسة "بصمة" في بيان لها الاعتذار عن عدم مشاركتها الميدانية من خلال دوريات التأمين والتوعية الشبابية.

وقال مدير المؤسسة عبدالفتاح الشرقاوي لـ"الجريدة"، إن "وزارة الداخلية وافقت على نزول حملة توعية من قبل مؤسستنا، لكن بعض المشاركات الحملة تعرضن للتحرشات، أثناء وجودهن في محيط منطقة وسط القاهرة، من أجل التنظيم للفاعلية، ما أدى إلى إلغاء الفاعلية".

وفي حين قال مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة، إنه تم تعزيز خدمات الشرطة النسائية وانتشارها في العديد من الأماكن التي يتوافد إليها الجمهور لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك، أكد مؤسس مبادرة "أمان" فتحي فريد، أن التوتر الحالي بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني، يؤثر بالسلب على وجودها وتنظيمها لفعاليات توعية وتأمينية في الشارع. وأضاف لـ"الجريدة": "للأسف عاد المجتمع وعادت الهيئات المعنية إلى العمل على تغطية جرائم العنف ضد المرأة، ببيانات تعطي انطباعاً أن الظاهرة تلاشت من المجتمع، وهذا غير صحيح بالطبع".

إجراءات أمنية

أمنياً، قالت مصادر في سيناء أمس، إن عنصراً مسلحاً لقي حتفه، إثر اشتباك مع قوات الأمن خلال محاولته زرع عبوة ناسفة قرب الطريق الدولي غرب مدينة العريش شمال سيناء، مشيرة إلى أن التشديدات الأمنية استمرت عند جميع كمائن الأمن ومداخل مدن شمال سيناء ثالث أيام العيد.