للمرة الثانية تشارك مع طاقم عمل واحد، من خلال مسلسلي «حالة عشق» و{وعد». لماذا، وما مدلول ذلك؟
شاركت فعلاً مع الطاقم نفسه للمرة الثانية في مسلسل «وعد» من بطولة: مي عز الدين، وإبراهيم فخر، وسهر الصايغ، وراندا البحيري، ذلك بعد «حالة عشق»، والسبب أنني أعجبت بفكرة العمل نفسه، كذلك السيناريو المكتوب بحرفية، لذلك تعاقدت عليه من دون تردد وعملت مع الفريق عينه، خصوصاً أن بيننا كيمياء مشتركة وتفاهماً وارتياحاً نفسياً وثقة، والنتيجة ظهرت على الشاشة وحققت نجاحاً ووصلت إلى الجمهور.ناقش مسلسل «وعد» سؤالاً فلسفياً عن اختيارات المرء واقتناعه بها. هل أجاب عن السؤال، وهل الدراما العربية تحتاج إلى طرح مزيد من هذه الأسئلة؟الموضوع الذي ناقشه مسلسل «وعد» مهم جداً. يجب طرح مثل هذه الأسئلة، وبالنسبة إلى الإجابة عنها فدعنا نقول إن لكل سؤال دوماً أكثر من إجابة لأن المسألة ليست عملية حسابية بل ترتبط بوجهات نظر مختلفة.في «وعد» حاولنا أن نقول إن كل اختيار يقرره الشخص تترتب عليه نتيجة ما، وطرحناها بشكل معين من وجهة نظر محددة، لا تحمل بالضرورة الإجابة نفسها في مشكلة مشابهة، فلكل علاقة ظروفها ولكل شخص قراره المسؤول عنه. عموماً، ثمة مشاكل كثيرة تصلح للتناول في الدراما العربية ولا يصح أيضاً أن نملي حلولاً على أحد، ولكننا وهو الأهم نعرض المشكلة ليختار كل شخص الحل الذي يناسبه. يرى البعض أن المسلسل حاول ترسيخ مبادئ جديدة للتعامل بين الأفراد، خصوصاً الأزواج؟ فهل نجح في ذلك؟لم يهدف المسلسل إلى ترسيخ مبادئ جديدة في المجتمع، بل حاول مناقشة مشكلة أعتقد أنها موجودة بشكل ما على نطاق معين، وحاولنا مناقشة اختيارات الأشخاص وتأكيد بعض المبادئ وأبرزها الثقة والاحترام والاقتناع وتحمل مسؤولية القرارات، وأعتقد أن المهم في الدراما طرح مثل هذه القضايا والمشاكل وإلقاء الضوء عليها.بات واضحاً أن ثمة «كيمياء» بينك وبين الفنانة مي عز الدين. ما سبب هذا التجاوب وما مردوده على العمل، خصوصاً «وعد»؟هذه الكيمياء هي نتيجة للراحة في العمل التي نشأت من أول تعامل بيننا، ولثقة كل فرد فينا في موهبة الآخر والاحترام المتبادل والارتياح عند الوقوف أمام الكاميرا، ومساعدتنا بعضنا البعض. وأعتقد أن الجمهور شعر بهذا الأمر، والنتيجة انعكست على الشاشة بشكل جيد.
تعاون ومتابعة
هل من الممكن استثمار التجربة مجدداً واستمرار التعاون، أم ستختار التغيير خوفاً من التكرار؟أخاف من تكرار الشخصيات والأدوار نفسها، ولو أن تكرار التعاون مع مي عز الدين لا يخيف فأهم شيء هو النص الجيد والشخصية المناسبة، وبالطبع لن أعتذر عن عمل مناسب لمجرد أنها التجربة الثالثة مع مي، فالدور هو ما يشجعني على القبول أو الرفض.ينسب اسم المسلسل إلى مي عز الدين رغم وجودك مع الفنان أحمد السعدني من خلال بطولة جماعية.لا أعتقد أن اسم العمل يشكّل فرقاً سواء كان في المطلق أو منسوباً إلى أحد، ورغم أن «وعد» من بطولة مي فإن ما يهمني دوري فيه. شخصياً، تشرفت وسعدت بالعمل معها، ومع مجمل الفريق.هل أجهدك تجسيدك شخصية بعيدة تماماً عن شخصيتك الحقيقية؟ وكيف تفصل بينهما؟شخصيتي في «وعد» مختلفة عن حقيقتي فعلاً، وأجهدتني في مواقف معينة، رغم أن دور «سليم» غير متعب في الحقيقة بل مختلف عني، ما دفعني إلى بذل مجهود كبير لإجادته وقد استمتعت به. حدثنا عن أكثر مشهدين علّق الجمهور عليهما، وهما «عيد الميلاد» و{الموت».كان مشهد عيد الميلاد متعباً جداً، إذ كنا نصور في رمضان في درجة حرارة مرتفعة مع الصيام، لذا اختار المخرج البدء بالعمل من الساعة السادسة صباحاً حتى ما قبل المغرب بقليل. كذلك كان مشهد الموت مضنياً. وجاء تفاعل «وعد» في المشهدين ممتازاً، وأنا أستمتع بالعمل معها جداً كما أشرت، وهي طبعاً لا تحتاج إلى شهادتي. أما رد فعل الجمهور فكان جيداً جداً، والنتيجة أن النجاح يعوّض أي تعب.هل يعطي العرض الثاني الآن أن المسلسل حقه بعدما عّرض في رمضان في أوقات رأى البعض أنها غير مناسبة؟فعلاً، أعتقد أن العرض الثاني يحقق مشاهدة عالية ويعطي المسلسل حقه.هل حاولت متابعة الجزء الجديد من مسلسل «هبة رجل الغراب» بعدما اعتذرت عن استكماله، وكيف ينظر الفنان إلى زميل له يؤدي دوراً حقّق هو من خلاله نجاحاً كبيراً؟نظراً إلى ظروف تصوير «وعد»، لم تكن لدي فرصة لمشاهدة «هبة رجل الغراب»، كذلك لا أستطيع أن أحكم على الدور إلا كمشاهد عادي وليس كشخص قدّم الدور.أعمال مقبلة
بعد نجاحات متتالية، على أي أساس يختار حازم سمير عمله المقبل، وهل اتفق على جديد ما؟ يقول في هذا الشأن إنه سيختار المشروع المقبل بالمعايير ذاتها التي اعتمدها دوماً، من نص جيد ودور مختلف وشخصية جديدة وقضية لافتة، تُطرح للجمهور بشكل مميز.أما حول ابتعاده عن السينما منذ فترة، وإمكان عودته، فيوضح: «رُشحت لأعمال سينمائية عدة، إلا أنها ليست الأدوار التي أتمناها. لكن بالتأكيد لو عرض عليّ مشروع مميز سأقدمه».