عيد الحب يا أبا الطيب

نشر في 16-09-2016
آخر تحديث 16-09-2016 | 00:10
 أ. د. فيصل الشريفي قبيل عيد الأضحى المبارك كتب المتنبي قصيدته الهجائية الرائعة بكافور الإخشيدي، بعد أن تيقن أنه لن يسلم من بطشه حتى صار مطلع القصيدة مضرب مثل يردده الناس إلى يومنا هذا، عندما تضيق الدنيا على أحد، وتتوالى عليه المصائب:

عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ

بما مضى أَم بأمرٍ فيك تجديدُ

ليتك يا أبا الطيب عشت حتى أيامنا هذه لتعيد كتابة قصيدتك، فأبناء عمومتك يتبادلون التهاني ويهللون ويكبرون ويرقصون كل يوم على دماء الأبرياء، وفيهم من ينادي بحز الرؤوس، وفيهم من يطرب لصوت القنابل، وهي تحصد أرواح الأطفال والنساء.

يا أبا الطيب عدوك ادعى عليك بالنبوة ليستبيح دمك، لكنك ظللت شريفاً نزيهاً، فقد خصك لوحدك دون أهلك وعشيرتك، أما أبناء عمومتك في هذا الزمان فقد أشعلوا حروباً طائفية أو مذهبية، سمّها ما شئت، جاءت على الأخضر واليابس.

يا أبا الطيب إنك من أهل الكوفة، تركتها وتنقلت من بلاط سيف الدولة إلى مصر المحروسة بمحض إرادتك تقصد العطايا والهدايا التي لم تجدها عند كافور، وبهذا قد خالفت إخوانك العرب الذين هربوا من جحيم الحرب إلى المخيمات وإلى بلاد الغرب بحثاً عن الأمان الذي فقدوه في أوطانهم، وفيهم من مات قبل أن يصل ومن نجح منهم تجرع مرارة الغربة.

على العموم من قرر أن عصرنا الحديث قد شهد حربين عالميتين أظنه لم ينصف العرب، فالحرب العراقية الإيرانية أخذت لوحدها أكثر من مليون، والعراق قدم نصف مليون آخر وهو ينشد الحرية ليسقط في مستنقع الطائفية، كما هي حال جارته سورية التي قدمت هي الأخرى نصف مليون لأجل عيون الربيع العربي، والحبل على الجرار في اليمن ولبنان والسودان وليبيا... والله يستر على البقية.

يا أبا الطيب سأوجز لك الحكاية بمقطع لا يتجاوز الدقائق لمسرحية «باي باي لندن» التي توضح لك حالنا عندما رد الفنان المرحوم غانم الصالح بأن شراءه هذه الأسلحة كان لذبح بعضنا بعضا، على سؤال الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن سبب شرائه للأسلحة، وهل سيتم استخدامها ضد العدو؟

يا أبا الطيب اعذرني لعدم ترحمي عليك، فاسمك أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الكندي، جنحة في نظر البعض، أما لقبك المتنبي فهو جريمة قد توصلني إلى السجن، وأنا في غنى عن ذلك.

علاقة أميركا والعرب

لقد أقر مجلس الشيوخ الأميركي اقتراحاً بقانون يتيح لضحايا الحادي عشر من سبتمبر 2001 ملاحقة الدول المتورطة في دعم هذه الاعتداءات، وهو موجه بالدرجة الأولى ضد الشقيقة المملكة العربية السعودية، حيث سيحال إلى مجلس النواب الذي سيقره بدوره لوجود الأكثرية الجمهورية.

الرئيس أوباما وعد برد القانون باستخدام الفيتو ضد المشروع، وهو وعد لا يمكن الوثوق به، فسباق الرئاسة على الأبواب، وكلا المرشحين تعهد بدعمه، ولا أظن الرئيس أوباما غافل عن تأثير مثل هذا الوعد على سباق الرئاسة.

الدبلوماسية الخليجية تتحرك لكنها مازالت بعيدة عن مصدر صناعة القرار، مع أن تداعيات هذا المشروع كارثية، فأميركا تتحرك وفق مصالحها، وفي هذا الوضع يظل السؤال قائماً عن الخيارات المتاحة لنا؟

ودمتم سالمين.

back to top