السعودية تشكو إلى الأمم المتحدة خروقات إيران باليمن

• طهران تتحدث عن تلقيها رسالة أميركية سرية للتفاوض
• قوات المملكة تصد هجوماً قبالة جازان

نشر في 16-09-2016
آخر تحديث 16-09-2016 | 00:04
مسلح داخل مصنع أنابيب قصفته مقاتلات التحالف في صنعاء أمس (رويترز)
مسلح داخل مصنع أنابيب قصفته مقاتلات التحالف في صنعاء أمس (رويترز)
اشتكت المملكة العربية السعودية إلى مجلس الأمن الدولي خروقات إيران للقرار رقم 2216 بشأن اليمن، عبر إمداد الميليشيات المتمردة بالصواريخ التي تسقط على جنوب المملكة، في حين تحدثت طهران عن تلقيها رسالة سرية من الولايات المتحدة عبر وسيط إقليمي تطالب بعقد مفاوضات تشارك فيها روسيا لإنهاء الصراع في اليمن.
في وقت تشهد الحدود السعودية - اليمنية تصاعداً ملحوظاً للقتال منذ تعليق مشاورات السلام اليمنية في الكويت، مطلع أغسطس الماضي، رفعت الرياض شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن خروقات إيران للقرارات الدولية بشأن اليمن.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس أن المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي سلم الرسالة التي تضمنت الشكوى إلى رئيس مجلس الأمن (نيوزيلندا)، مساء أمس.

وطالبت الرياض المجلس الدولي بوضع حد لتهريب الأسلحة الإيرانية للميليشيات في اليمن، ما يشكل خرقاً للقرار 2216، واتخاذ خطوات ضد انتهاكات الميليشيات المتمردة للقرارات الأممية المتعلقة باليمن.

وقال السفير السعودي، في الرسالة، إن بلاده "ضحية لجرائم واعتداءات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بما فيها قصف بالقذائف والصواريخ الباليستية، ما تسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات ودمار في البنية التحتية وأضرار لحقت بالمستشفيات والمدارس".

وأضاف المعلمي أن "الاعتداءات على مدن سعودية حدودية تمت باستخدام صواريخ وقذائف إيرانية الصنع". وذكّر المعلمي بشحنات الأسلحة الإيرانية اللاقانونية التي تم اعتراضها أكثر من مرة.

كما شدد على أن تهريب الأسلحة الإيرانية "لا يعتبر خرقا للقوانين الدولية فحسب، بل يهدد سلامة وأمن السعودية واليمن والمنطقة". وأكد على حق السعودية بـ"اتخاذ كل التدابير لمواجهة تهديد الانقلابيين المدعومين إيرانياً"، مؤكداً أنها لن تدخر جهداً لحماية حدود المملكة واليمن والمنطقة بما يتوافق وقانون الأمم المتحدة.

وأشار إلى ضرورة محاسبة الانقلابيين وحليفهم الأجنبي، في إشارة إلى جماعة "أنصار الله" الحوثية وأتباع الرئيس اليمني السابق علي صالح وطهران، على انتهاكاتهم وعرقلتهم لعملية الانتقال السياسي في اليمن.

وختم المعلمي رسالته مؤكداً على دعم المملكة لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن للوصول إلى حل مبني على المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216.

في غضون ذلك، أعلنت القوات السعودية المشتركة، أمس، أنها صدت عملية تسلل واسعة قامت بها الميليشيات المتمردة على الحدود بين المملكة واليمن قبالة جازان.

وقالت إن "مقاتلات التحالف العربي قصفت المركبات العسكرية التابعة للمتمردين في المنطقة". وأشارت إلى "مقتل 20 عنصرا من الحوثيين".

وسقطت مقذوفات عسكرية عدة بشكل عشوائي في مناطق مختلفة من قطاع الطوال الحدودي دون وقوع أضرار أو إصابات، كما شهد القطاع اشتباكات متقطعة زادت حدتها ليل الأربعاء - الخميس، وكان أبرزها في قرية الحثيرة.

وذكرت تقارير سعودية رسمية وخاصة، أن 5 جنود سعوديين قتلوا في معارك على الحدود الجنوبية، أمس الأول.

في غضون ذلك، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصادر وصفتها بالمطلعة القول إن "واشنطن مررت قبل أسابيع، وتحديداً قبيل طرح خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإنهاء النزاع اليمني في 12 أغسطس الماضي، رسالة إلى السفارة الإيرانية لدى مسقط، عبر الحكومة العمانية، تقترح بموجبها إجراء مفاوضات إيرانية - روسية - أميركية على مستوى الخبراء بداية، لتقرير مصير الحرب في اليمن، من دون أي ذكر للسعودية في الاقتراح".

وأضافت الوكالة أنّ "الاقتراح علمت به الرياض وأزعجها، لكن طهران لم ترحب به ولم تردّ عليه بعد، لتمسكها بأن الطرف المخول للحديث معه في أي تفاوض هو الجانب اليمني المتمثل حالياً في المجلس السياسي الأعلى".

وأشارت إلى أن المصدر الذي لم تسمه أكّد أن أحد مساعدي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أبدى ترحيبه بالاقتراح الأميركي، معلناً استعداده الدخول في المفاوضات المقترحة.

قتلى وتقدم

من جهة أخرى، تواصلت المعارك بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين على عدة جبهات بأنحاء اليمن.

وأفادت مصادر بمقتل 27 من الحوثيين والقوات العسكرية الموالية لصالح، في مواجهات مع الجيش، بمحافظة تعز.

وقالت المصادر، إن مدنيا قتل وجرح ثمانية آخرون، في قصف شنه الحوثيون على الأحياء السكنية في المدينة التي تشهد قتالا عنيفا بين الطرفين منذ نحو عام ونصف العام.

وفي لحج، حقق الجيش اليمني والمقاومة الشعبية مكاسب عسكرية بعد معارك ليلية ضد المتمردين وشنا هجوما على مواقع للحوثيين في منطقة كرش الواقعة بين لحج وتعز.

احتجاز سفينتين

على صعيد آخر، احتجزت السلطات في ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر الخاضع لسيطرة الحوثيين ناقلتين نفطيتين لتجار دوليين في نزاع بسبب مدفوعات في حادث قد يزيد من صعوبة استيراد البلاد لإمدادات ضرورية.

وأصبح استيراد سلع إلى اليمن تحديا رئيسيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد وقيام التحالف الذي تقوده السعودية بفرض حصار بحري في حربه ضد الحوثيين الذين دفعوا الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مغادرة صنعاء في 2014.

«الوفد المشترك» يعود إلى صنعاء

ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أمس أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، سمح للوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب "المؤتمر الشعبي" بمغادرة العاصمة العمانية مسقط إلى صنعاء، بعد منعه من دخول العاصمة اليمنية لـ40 يوما عقب تعليق مشاورات السلام التي عقدت بالكويت دون التوصل إلى أي اتفاق يذكر.

ونقلت الوكالة عن مصدر في الجماعة المتمردة قوله إن قوات التحالف منحت طائرة خاصة تابعة للأمم المتحدة تصريحا بنقل الوفد اليوم الجمعة.

back to top