مع نهاية هذا الأسبوع، وصلت شعبية هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية إلى أدنى مستوى لها منذ بدء السباق، خصوصا منذ نيلها ترشيح الحزب في يوليو الماضي.

وبحسب أغلبية استطلاعات الرأي، تراجعت كلينتون وطنيا الى نسبة 43 في المئة مقابل 48 في المئة لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي تمكن من توظيف العثرات التي تعرضت لها في الأيام الماضية واستغلاله لها في حملاته ضدها.

Ad

وعلى الفور قفزت تساؤلات عما اذا كانت كلينتون في طريقها لخسارة السباق انطلاقا من مؤشرات لافتة، عددها بعض المراقبين على الشكل التالي:

- سوء تقدير كلينتون لتداعيات إخفاء خبر مرضها.

- تراجعها المرتبك عن ملاحظاتها حول الجمهور الذي يؤيد ترامب.

- تراجعها في ولاية أوهايو مقابل ترامب (%41 مقابل %46).

- تراجع الثقة والحماس لها من قبل فئة مؤثرة في التحالف الذي يدعم الرئيس باراك أوباما.

- قلة الحماس في أوساط الأميركيين من أصول إفريقية ولاتينية.

هل هذا يعني أن ترامب قادر على هزيمة كلينتون رغم كل العناصر السلبية التي تطبع حملته الانتخابية وترافقها؟

يقول دايفيد بلوف أحد كبار مستشاري أوباما إن كلينتون قريبة جدا من كسب السباق، لأنها تمكنت من إقصاء ترامب في ولايات فيرجينيا وكولورادو وبنسلفانيا. وبات ترامب يحتاج الى معجزة عبر تحقيق انتصارات متتالية في الولايات المقررة بما فيها أوهايو وفلوريدا.

وليتمكن من تحقيق ذلك عليه ان ينجح في حث الجمهوريين على الإقبال بأعداد غير مسبوقة على المشاركة في التصويت مقابل إحجام غير مسبوق من جمهور الديمقراطيين، وأن ينجح في تحسين أرقامه لدى الجمهوريين المنفتحين.

لكن التحدي الأكبر أمام كلينتون يتمثل في حث الأميركيين، خصوصا من يوصفون بالمتأرجحين على المشاركة في التصويت، فما يعرضه ترامب على تلك الفئة ليس كبيراً أو جذابا، وعليه إقناع ضعف العدد الذي صوت منهم لأوباما في الانتخابات الماضية.

وبما أن استطلاعات الرأي متقلبة ومرتبطة بنوع الحدث وتأثيراته المحتملة على المُسْتطلَعين، يرى البعض أن الأمر مرتبط ايضا بقدرة كلينتون على حث الأميركيين الأفارقة ومن أصول لاتينية للمشاركة في التصويت، في ظل حالة اللاحماس التي تسود اوساطهم، رغم ان استطلاعات الرأي تمنحها تقدما كبيرا بينهم.

وبحسب بلوف، انعكس هذا الأمر بروداً على التحالف الملتف حول أوباما، وطرح تساؤلا جديا عما اذا كان سيخرج لنصرة كلينتون من الآن حتى الثامن من نوفمبر، كما خرج خلال التجديد لأوباما عام 2012.

يقول مراقبون إن خروج أوباما في مهرجان في ولاية بنسلفانيا لنصرة كلينتون وتعويضا عن غيابها القسري بسبب وعكتها الصحية قد يكون مؤشرا لهذا الفريق بضرورة خروجه من حالة الانتظار.

لكن الأمر مرتبط ايضا بما يمكن ان تقوم به كلينتون تجاه جمهور السود أو اللاتين، ومع جمهور الشباب الذي كان يتمترس خلف منافسها اليساري بيرني ساندرز.

وتتحدث أوساط أميركية عن اجتماعات مكثفة تجريها قيادة الحزب الديمقراطي ولقاءات موسعة بين كبار شخصياته ورموزه لإعادة تفعيل حملة كلينتون، والاستعداد للمناظرة التلفزيونية الأولى التي ستجري بعد نحو عشرة ايام.

وفيما يتوقع كثيرون أن تكون الأضخم في تاريخ المناظرات الرئاسية، ويتوقعون ان تفوز بها كلينتون على ترامب، يحذر آخرون من مفاجآت قد يحملها ترامب بسبب اسلوبه التسلطي والساخر، فضلا عن بعض "المفاجآت الإلكترونية" التي قد يسربها قراصنة ديرهم موسكو!

ومقابل الاستطلاعات السيئة باشرت حملة كلينتون جولة جديدة من الدعاية والحشد، بين الأقليات والفئات الشابة، في الوقت الذي ينصح فيه الخبراء كلينتون بأن تسعى الى التعافي بشكل جيد من مرضها، وعدم استنزاف قدراتها لكي تكون قادرة على الفوز في المناظرة، وعلى تعميق تقدمها في الولايات المقررة واستعادة ما خسرته في ولايات أخرى.

شولتز: ترامب مشكلة عالمية

اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في تصريح لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن «فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب في التصويت المقرر في نوفمبر المقبل سيكون مشكلة للعالم أجمع وسيشجع على انتخاب شخصيات مماثلة في أوروبا».

وقال شولتز في المقابلة التي نشرتها المجلة على الإنترنت أمس: «ترامب ليس مشكلة للاتحاد الأوروبي فقط بل للعالم بأسره».