«عصابة» باخ تحمي الفساد والمفسدين في «الأولمبية» الدولية

من علقوا نشاط الرياضة الكويتية يدافعون عن بعضهم بشراسة

نشر في 16-09-2016
آخر تحديث 16-09-2016 | 00:05
يتفشى الفساد في اللجنة الأولمبية الدولية، ويحميه رئيسها الألماني توماس باخ، الذي تقاعس عن الإدلاء بشهادته في قضية باتريك هيكي، المتهم ببيع تذاكر أولمبياد ريو في السوق السوداء بأضعاف سعرها الحقيقي.
يدعي القائمون على اللجنة الأولمبية الدولية تمسكهم بتطبيق القوانين واللوائح والروح الرياضية النبيلة، وهم في حقيقة الأمر من يعيثون في الأرض فسادا، وهذه ليست تهمة يلصقها البعض بهم، وإنما باتت حقيقة راسخة.

وهناك تقاعس ملحوظ من قبل رئيس اللجنة توماس باخ بشأن واقعة باتريك هيكي ببيع تذاكر أولمبياد ريو دي جانيرو في السوق السوداء، ومن ثم فقد اتفق من قرروا تعليق نشاط الرياضة الكويتية على أمر واحد هو حماية بعضهم بعضا تباعا، ومنهم باخ وهيكي وآخرون، ولا نستبعد في الأيام القليلة المقبلة إلغاء قرار استدعاء باخ للشهادة من قبل شرطة ريو دي جانيرو.

ويعد باتريك هيكي (71 عاما) من الشخصيات البارزة في اللجنة الأولمبية الدولية التي عملت على الضغط على الحكومة الكويتية، لتعديل القوانين الرياضية، لا لكي تتماشى مع الميثاق الأولمبي، كما يزعم هو وغيره، ولكن لتتماشى مع رغبات المنتفعين من الرياضة الكويتية، لخدمة مصالحهم الشخصية، ومن ثم اتخاذ قرار في 27 أكتوبر الماضي بتعليقها على المستوى الخارجي، لعدم الرضوخ للتهديدات غير المبررة على الإطلاق.

والمعلوم أن هيكي من القيادات البارزة داخل اللجنة الأولمبية الدولية، حيث إنه يشغل منصب رئيس اللجنة الأولمبية الأيرلندية وعضو الأولمبية الدولية، ورئيس المجلس الأولمبي الأوروبي، ونائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "انوك" التي يترأسها الشيخ أحمد الفهد!

وأضحى هيكي مادة للسخرية في الصحف الأيرلندية، حيث انه يتعمد توجيه الشكر إلى شخصيات تدعمه بقوة حسب زعمه، بينما ترى الصحف ان موقف هيكي مخجل جدا.

ويوما بعد آخر، تتكشف خطوط اللعبة بشكل لا يحتمل الجدل، فمن كانوا وراء إيقاف نشاط الرياضة الكويتية على المستوى الخارجي شخصيات فاسدة، ينفذون الأوامر التي تصل لهم من الكويت، سواء بتهديد الحكومة بتغيير القوانين أو باتخاذ قرارات ظالمة بتعليق النشاط، وبينهم هيكي الذي ألقت شرطة ريو دي جانيرو القبض عليه خلال الأولمبياد (منتصف أغسطس)، بسبب بيع تذاكر خاصة بحفلي افتتاح وختام الأولمبياد ونهائي كرة القدم والسلة ونهائي 100 متر.

رسائل لشخصيات نافذة

وتبين للشرطة البرازيلية خلال التحقيقات أن هناك مراسلات بين رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس، باخ الذي لعب دورا بارزا في تعليق الرياضة الكويتية أيضا، وبين هيكي، حيث طلب الأخير رفع حصته من تذاكر الأولمبياد بحجة أنه حصل حصة أكبر من التذاكر في أولمبياد لندن 2012!

ويمكن القول إن باخ وهيكي ومعهما الكثيرون من اللجنة الأولمبية الدولية أشبه بـ"العصابة"، حيث تقاعس باخ بشكل واضح عن الخضوع لتحقيقات شرطة ريو دي جانيرو كشاهد في قضية بيع التذاكر بالسوق السوداء بمبالغ تفوق بمراحل سعرها الحقيقي والمتهم الأول فيها باتريك هيكي.

وهناك عدة رسائل إلكترونية لأكثر من أربع شخصيات نافذة في اللجنة الأولمبية الدولية تثبت تفاوضهم مع هيكي من أجل الحصول على نسبة من التذاكر المبيعة.

ويوما بعد يوم أيضا يتضح للقاصي والداني أن "العصابة"، التي تتمسك أو بالأحرى تتظاهر بتمسكها بضرورة أن تتماشى القوانين الوطنية للدول الأعضاء مع الميثاق الأولمبي، إذ إنهم أكثر من خالفوا القوانين والميثاق الأولمبي بحثا عن كسب مالي بطرق غير مشروعة وغير قانونية، وضعتهم موضع الشبهات بشكل دائم، لا فارق بينهم وبين العصابة التي كانت تدير الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، كما أنهم يطبقون المثل الصيني القائل "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" بشأن العديد من الدول التي تخالف صراحة ميثاقها دون تهديد أو وعيد أو حتى تعليق نشاط!

ومن يتشدقون بتماشي القوانين الوطنية مع الميثاق الأولمبي الدولي تقاعسوا بشكل لافت للنظر، من أجل حماية هيكي، ليس حبا فيه، ولكن خوفا على مناصبهم، خصوصا أن هيكي قد يضطر إلى كشف العديد من الأوراق الهامة بطريقة "علي وعلى أعدائي"!

اللافت للنظر أن باخ تحجج بعدم حضور افتتاح الأولمبياد البارالمبية في مدينة ريو بالتزامه بحضور مراسم جنازة رئيس الحكومة الألمانية السابق، وهو يعلم تماما أن وصوله إلى ريو دي جانيرو لا يعني إلا رضوخه للتحقيقات كشاهد حتى إشعار آخر!

سقوط هيكي بداية فضح المتآمرين على الرياضة الكويتية

• يعتبر باتريك هيكي من أبرز الأضلاع المؤثرة في قضية إيقاف النشاط الرياضي الكويتي، حيث كان يرأس الاجتماعات المتعلقة بالقضية، ورغم قيام العديد من الشخصيات الكويتية البارزة بالتواصل معه، سواء عبر الرسائل الرسمية أو بالاجتماعات التي عقدت بينه وبين وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود في مدينة لوزان الفرنسية، فإنه أصر على موقفه في رفض رفع الإيقاف.

ولم يجد هيكي أي رد مقنع على هذا الرفض إلا بقوله "لقد تبادلنا الكثير من الخطابات (مع الحكومة الكويتية)، ولم تكن مشجعة، الأمر بات شخصيا بالنسبة لوزير الرياضة هناك، إنه الآن يهدد الرياضيين بالإيقاف والإبعاد من المنافسات الدولية". وأضاف: "قابلت وزير الرياضة (الشيخ سلمان الحمود) في لوزان، هو رجل ذكي جدا، ومصمم على أن القضية أصبحت شخصية، ولا يمكنه رؤية الواقع، ويجب أن نحاول معه حتى يرى حقيقة الواقع".

• الواضح ان هيكي كان مصمما على خضوع الكويت لرغبة المتآمرين على إيقاف النشاط الرياضي، والذين فضحهم دون قصد من خلال الرسالة التي بعثها الى الشيخ سلمان الحمود في أكتوبر الماضي، والتي تضمنت وجود شكوى مقدمة من اللجنة الاولمبية الكويتية حول وقوع صراع بين الحركة الاولمبية بالكويت والحكومة، والتي اعتبرها هيكي تدخلا من الحكومة، ليكشف هيكي عن نوايا أصدقائه الكويتيين المتآمرين المتسببين الرئيسيين في الايقاف.

• الخلاصة: يبدو أن كل المتآمرين على إيقاف النشاط الرياضي في الكويت ستسقط أقنعتهم السوداء، كما تسقط أوراق الاشجار في الخريف، ولن تكون فضيحة هيكي "بياع التذاكر في السوق السوداء"، سوى الموجة الأولى من فيضان كشف المتآمرين على الرياضة الكويتية.

back to top