في المقال الماضي تحدثنا عن النوخذة سالم بوخزعل، واستعرضنا وثيقة تعاقده مع الإنكليز بخصوص توفير سفينة وعمال لهم لتمكينهم من تنفيذ خط التلغراف من البصرة إلى الكويت. واليوم نتحدث عن وثيقة أخرى تشير إلى تعاقد آخر بين الإنكليز وأهالي الكويت لتنفيذ خط التلغراف. وكان ممن ساهموا في المشروع نفسه شخصان لم أستطع أن أتعرف على طبيعة العمل الذي أوكل إليهما، وهما إبراهيم بن محمد وعبدالله السحيمي، فقد ورد ذكرهما في وثيقة بتوقيع المرحوم عبداللطيف العبدالجليل وجهها إلى مستر دمليو المشرف على مشروع التلغراف يطلب منه أن يدفع مبلغ 750 روبية كمقدم عن العقد الذي تم توقيعه معهما. تقول الوثيقة:

"حضرة محبنا مستر دمليو المحترم

Ad

بعد السلام واصلكم حاملها ابراهيم ابن محمد ابن محماد (قد يكون الاسم حماد) وعبدالله السحيمي نرجوكم تسلمون لهم بعد المراجعة مع حضرة الميجر سبعمائة وخمسين روبية مقدما ويمضي في مقاولتهم على حسب العادة .. هذا ودمتم."

أما العقد الذي تم توقيعه بين الإنكليز وإبراهيم بن محمد وعبدالله السحيمي، فجاء نصه كما يلي:

"وجه تحريره .. هو ان نحن ابراهيم ابن محمد ابن محماد وعبدالله السحيمي قد تقاولنا مع حضرة الصاحب ميجر آر. اي. أ. هملتن بوليتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت على جلب عشرين نفر من عندي انا يا ابراهم ابن محمد وعشرة انفار من عبدالله السحيمي المذكورين اعلاه جملة ثلاثين نفر وذلك لاجل نقل ادوات تلغراف وغير ذلك في ام قصر والاجرة لكل نفر يومية ربيتين ونصف والمصاريف على الحكومة واننا قد قبضنا من حضرة الصاحب مقدما سبعمائة وخمسين ربية على الحساب ومدة اقامتنا في شغلهم في اختيارهم واجرة كل واحد منا تجري يوميته من يوم سفرنا من الكويت.

وقد اعطينا هذه الورقة كي لا يخفى.

في 21 ذي الحجة 1334 و19 اكتوبر 1916

صحيح ابراهيم ابن محمد ابن محماد

صحيح عبدالله السحيمي".

ويتضح مما نشرناه في خمس حلقات حتى الآن أن حجم العمل في مد خط التلغراف من البصرة إلى الكويت كبير، إذ إننا نشرنا حتى الآن خمسة عقود مع نواخذة ومقاولين، وتم تحديد مهمة كل منهم وتحديد أجرته ومدة العقد، مما يعكس الأهمية والحجم الكبير لهذا المشروع الذي يهدف إلى ربط الكويت تلغرافياً مع البصرة لتسهيل إنجاز الأعمال التجارية والتواصل بيسر بين التجار والأهالي، وكذلك تسهيل اتصالات الحكام والمسؤولين.