من «بيت الدين» إلى «إهدنيات» ثم «طرابلس»...

كاظم الساهر نجم المهرجانات في صيف لبنان 2016

نشر في 17-09-2016
آخر تحديث 17-09-2016 | 00:00
كاظم الساهر
كاظم الساهر
كاظم الساهر نجم المهرجانات في لبنان من دون منازع، إذ حقق رقماً قياسياً في الحفلات لم يسبقه أي نجم عربي فيه. وفي كل حفلة يحييها يكون النجاح الباهر حليفه، ويتجاوب الجمهور مع أغنياته التي تنادي بالحب والسلام. وربما أكسبه هذا الأمر بالذات محبة اللبنانيين التواقين دائماً إلى الفن الأصيل وإلى أغنيات راقية وسط الضجيج على الساحة الفنية والفوضى الهدامة التي تكاد تقضي على الفن والفنانين «الحقيقيين».
في أغسطس الماضي أحيا كاظم الساهر أربع حفلات في لبنان توزعت على الشكل التالي: اثنتان في مهرجانات بيت الدين الدولية (5 و6 أغسطس)، واثنتان في مهرجان «إهدنيات» في شمال لبنان (12 و13 أغسطس). أما في سبتمبر الجاري، فأحيا حفلة في كازينو لبنان (15 سبتمبر)، وحفلة في مهرجانات طرابلس الدولية (16 سبتمبر).

معروف أن لكاظم الساهر جمهوراً عريضاً في لبنان، يواظب على حضور حفلاته في أي منطقة، ويتفاعل مع أغنياته، ويمكن القول إن أي فنان عربي لم يحتضنه لبنان كما يحتضن الساهر. فالأخير يغني الحب، ويغني الوطن الجريح والأرض المسلوبة، ويغني وجع الإنسان، لذا اخترق وجدان الشعب اللبناني الذي عانى بدوره صنوف الحرب والتهجير والمعاناة.

ظاهرة كاظم الساهر في لبنان تكاد تكون وحيدة وفريدة بين دول العالم العربي، فقد عرف النجم كيف ينخرط في النسيج المجتمعي اللبناني ويتوجه إلى كل شخص. ليس هذا فحسب، بل نزل إلى الأرض وشارك في نشاطات خيرية واجتماعية، ما قرّبه من الناس ونزع صفتي الغرور والكبرياء عنه.

طبيعي اليوم في عصر مواقع التواصل الاجتماعي ألا يبقى الفنان في برجه العاجي يتطلع من فوق إلى الناس يصفقون له، بل عليه أن يتقاسم معهم همومهم ومشاكلهم وأن يرقى إلى مستوى طموحاتهم في الوقت نفسه، وهذا ما فعله بالضبط كاظم الساهر فهو يغتنم كل فرصة لزيارة مخيمات اللاجئين، سواء السوريين أو العراقيين، والاطلاع على أوضاع الأطفال خصوصاً، والتقاط صور تذكارية معهم والتحدث إليهم والمشاركة في أنشطتهم المختلفة. وفي أكثر من مناسبة، أعرب عن أمانيه بحصول أطفال العالم على حقهم في التعليم والصحة والترفيه، وتقديم المساعدة التي هم في أمَس الحاجة إليها.

فضلاّ عن ذلك، يتسم أداء كاظم الساهر بإحساس مرهف، إذ يعرف كيف يوصل قصائد نزار قباني إلى الجمهور، لا سيما أن لنزار مكانة مميزة عند اللبنانيين، فهو عاش في لبنان، وتغنى بالحب والحياة، وهما بالذات ما يركز عليه اللبنانيون، لذا اعتبروا النجم العراقي الفنان الذي يحملهم على أجنحة نغماته إلى مدارك الحلم حيث العواطف سيدة الموقف والأحاسيس.

من لبنان سيتوجه كاظم الساهر إلى كندا حيث يحيي حفلة في تورنتو في 16 أكتوبر المقبل، ومنها إلى أستراليا حيث يحيي حفلتين: في أولمبيك بارك في 11 نوفمبر وفي مسرح ريجنت في 13 منه.

«كتاب الحب»
يصدر في 20 من سبتمبر الجاري ألبوم كاظم الساهر الجديد «كتاب الحب» الذي يتضمن 11 أغنية، اختار كلماتها من قصائد الشاعر نزار قباني، ولحنها هو فيما تولى مهمة التوزيع الموسيقي ميشال فاضل، وهي على التوالي: «من كتاب الحب، رسالة حب صغيرة، كوني أمرأةً خطرة، عيد العشاق، لو لم تكوني، زور أمرأة، شؤون صغيرة، قصة خلافاتنا، تناقضات، لجسمُكِ عطرٌ (توزيع جديد)، فاكهة الحب (توزيع جديد)}. يذكر أن كليب أغنية «عيد العشاق» حقق في أسبوعين أربعة ملايين مشاهدة على قناة «بلاتينوم ريكوردز» المنتجة للألبوم، وصوِّر في إسبانيا بإدارة المخرج الإسباني دييغو أورتادو دي مندوتا.

إحساس الساهر اخترق وجدان الشعب اللبناني الذي عانى صنوف الحرب والتهجير
back to top