63 لاجئاً من أصل مليون حصلوا على وظائف في شركات ألمانية قيادية

نشر في 17-09-2016
آخر تحديث 17-09-2016 | 00:04
لاجئون سوريون لدى وصولهم الى معسكر اللاجئين والمهاجرين في فريدلاند بألمانيا
لاجئون سوريون لدى وصولهم الى معسكر اللاجئين والمهاجرين في فريدلاند بألمانيا
أظهرت دراسة أجرتها وكالة رويترز شملت 30 شركة على مؤشر داكس أن إجمالي عدد من توظفوا من اللاجئين بلغ 63 شخصاً فقط. وقال العديد من الشركات الـ 26 التي استجابت للدراسة أنها تعتبر السؤال عن تاريخ الهجرة المتعلق بمقدمي طلبات العمل تمييزياً، ولذلك فإنها لا تعرف ما اذا كانت قد عينت لاجئين، أو تعلم عددهم.
سوف يتعين على الشركات القيادية في ألمانيا أن تشرح للمستشارة أنجيلا ميركل سبب قيامها بتشغيل أقل من 100 شخص من اللاجئين من أصل نحو مليون لاجئ دخلوا ذلك البلد في السنة الماضية.

وقد استدعت ميركل التي تكافح من أجل الحفاظ على موقعها السياسي بسبب سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها استدعت رؤساء بعض من أكبر الشركات الألمانية إلى العاصمة برلين للاستفسار عن سبب عدم قيامهم بإجراء ما في هذا الشأن.

ويرجع الكثير من الشركات ذلك إلى عدم توفر مهارة التحدث باللغة الألمانية، وعجز معظم اللاجئين عن إثبات أي مؤهلات والشك في الإذن لهم بالبقاء في البلاد، مما يعني محدودية ما يمكنهم القيام به إزاء اللاجئين في الأجل القصير.

وأظهرت دراسة أجرتها وكالة رويترز شملت 30 شركة على مؤشر داكس أن اجمالي عدد من توظفوا من اللاجئين بلغ 63 شخصاً فقط. وقال الكثير من الشركات الـ 26 التي استجابت للدراسة انها تعتبر السؤال عن تاريخ الهجرة المتعلق بمقدمي طلبات العمل تمييزياً، ولذلك فإنها لا تعرف ما اذا كانت قد عينت لاجئين أو عددهم.

ومن بين الـ 63 الذين تم تشغيلهم كان هناك 50 وظفتهم دويتشه بوست دي إتش إل التي قالت إنها طبقت "أسلوباً براغماتياً" ووظفت لاجئين لفرز وتسليم رسائل وطرود. وفي ضوء كون نحو 80 في المئة من طالبي اللجوء من غير ذوي المؤهلات العالية، وقد لا يتمتعون بمستويات مقبولة من استخدام اللغة الألمانية عرضنا وظائف بشكل أولى لا تتطلب مهارة فنية أو كمية كبيرة من التفاعل بالألمانية، بحسب متحدث باسم الشركة.

الشيء الواضح هو أن التفاؤل المبكر بأن موجة المهاجرين يمكن أن تحسن النمو الاقتصادي وتساعد على تخفيف نقص المهارة في ألمانيا، حيث يتوقع أن ينكمش عدد السكان في سن العمل

بـ 6 ملايين شخص بحلول سنة 2030- قد تلاشى.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة الصناعية ثيسنكراب هنريتش هيسنغر خلال زيارة قام بها الرئيس الألماني في وقت سابق من هذا الشهر إن "توظيف اللاجئين ليس حلاً لنقص المهارات". إن معظم الشركات الألمانية الكبرى، وخاصة تلك العاملة في التصنيع تفضل أن توظف عن طريق برامج التمهن البنيوية، حيث يتم تدريب الشبان حتى أربع سنوات على وظائف عالية المهارة وفي بعض الأوقات على أعمال تحددها الشركة.

ولكن اللاجئين الذين قدموا أخيراً من سورية والعراق وأفغانستان وأماكن اخرى ليسوا مستعدين بشكل جيد لمثل هذا التدريب، بحسب الشركات.

شركات مؤشر داكس التي شملتها دراسة وكالة رويترز تمكنت من تحديد 190 متدرباً في المجموعات التي قبلت في هذه السنة والسنة الماضية.

والكثير منهم كانوا ضمن شهور من فترات ما قبل التدريب صممت خصيصاً لمهاجرين من قبل شركات كبرى مثل سيمنس ومرسيدس أو شركة تقنية السيارات كونتننتال.

اثنان من السوريين زارتهما رويترز في بناء سيمنس لمصنع الطاقة في شهر أبريل الماضي تقدما بطلب تدريب، ولكنهما رفضا لأنهما لم يتمكنا من اثبات مؤهلات تركهما للدراسة. ويعمل أحدهما الآن بشكل مؤقت في تقنية المعلومات، فيما يأخذ آخر مزيداً من الدروس في اللغة الألمانية.

وببساطة فإن من المبكر جداً توقع تشغيل أعداد كبيرة من اللاجئين حتى الآن، كما تقول معظم الشركات الألمانية.

وتقول متحدثة باسم دويتشه تليكوم التي تخطط لقبول نحو 75 لاجئاً على شكل متدربين في هذه السنة، ولكنها لم تعرض وظائف دائمة: "تجرتنا هي أن الأمر يتطلب 18 شهراً كحد أدنى للاجئ المدرب جيداً لانجاز اجراءات اللجوء وتعلم اللغة الألمانية في مستويات كافية من أجل التقدم بطلب عمل".

ويقول آخرون في كبريات الشركات الألمانية، وخاصة في قطاعي المال والطيران، إن من المستحيل من وجهة عملية بالنسبة اليهم تشغيل لاجئين، ويشيرون الى أسباب تنظيمية مثل الحاجة الى معرفة معلومات مفصلة عن خلفية الموظفين.

ويرى العديد من الشركات الكبرى أن الفوائد الرئيسية لتدفق المهاجرين تكمن في توافر فرصة من أجل احداث مزيد من التنويع في قوة العمل لديها وتحقيق اتصالات شخصية بين موظفيها وبين اللاجئين. وقد تم عرض أكثر من 1000 دورة تدريب من قبل الشركات التي شملتها دراسة وكالة رويترز.

وأبلغ يولي جوس، وهو مدير مشروع للاجئين في أكبر شركة للبرامج في أوروبا اس اي بي، وكالة رويترز في مقابلة معها بأنه "يشعر اللاجئون الذين يعملون لدى اس اي بي بدوافع تامة وهو ما يدفع رفاقنا الى دعمهم".

كانت رويترز زارت تلك الشركة قبل خمسة أشهر لمقابلة المتدرب سومر أبراهام وهو لاجئ سوري وصل الى ألمانيا في سنة 2013 ويحمل شهادة جامعية من بلده في هندسة الحواسيب، وقد حصل منذ ذلك الوقت على وظيفة بدوام كامل مع أربعة من اللاجئين الآخرين.

نحو 346000 شخص في وضع اللجوء تقدموا بطلبات للعمل في ألمانيا في شهر أغسطس الماضي – بحسب آخر أرقام من مكتب العمل الألماني- مرتفعاً عن 322000 في شهر يوليو و297000 في شهر يونيو، وهو الشهر الأول الذي نشر المكتب فيه مثل هذه الاحصائيات.

ويقول اقتصاديون إن معظم اللاجئين الذين حصلوا على عمل كانوا في قطاع الخدمات، وغالباً في شركات صغيرة أو في بلدات ومدن صغيرة حيث تم توزيعهم بموجب صيغة ألمانية مشددة لتحديد القادمين الجدد وفقاً لحجم ثروة وعدد سكان الولايات والمقاطعات.

يقول توماس ليبيغ وهو اقتصادي في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المتخصص في شؤون الهجرة منذ 15 سنة: "من الواضح ان التحرك منخفض في شريحة المهارة المتدنية، وفي أغلب الأحيان لا يضطر الألمان الى الذهاب بعيداً جداً من أجل العثور على عمل متدنٍ المهارة. والآن أنت تجد هؤلاء اللاجئين عند عتبة بيتك".

ويضيف: "هل ستتمكن ألمانيا من تدبير ذلك"؟ في إشارة الى موقف ميركل- "نحن نستطيع القيام بهذا، وبشكل أساسي لا يوجد خيار. الناس موجودون هنا".

ميركل تستدعي مديريها لتسألهم: كيف ولماذا؟
back to top