Demon... خطايا الجرائم النازية فيلم قاتم وممتع
تقول والدة العروس نحو منتصف فيلم مارسن فرونا Demon: «إنه مجرد زفاف عادي». لكنها تبالغ قليلاً. فمع بلوغ فيلم الرعب هذه المرحلة، يكون الطقس قد ساء جداً.
يصوّر فيلم Demon حفلة زفاف تدور في إطار بولندي، حيث يتعرّض بعض الضيوف لأذى جسدي، ويُحتجز العريس في قبو بعد سلسلة اختلاجات عنيفة، يحاول أهل زوجته الجديدة عبثاً تبريرها على أنها نوبة صرع أو حالة حادة من التسمم بالطعام.ربما قصدتَ حفلات أسوأ. ومقارنة ببعض أفلام كوارث الحفلات في أرشيف الفن الأوروبي (مثل The Celebration لتوماس وينتربيرغ وMelancholia للارس فون ترير)، يبدو Demon أقل عنفاً، إذ يتخلل نمط التوتر المتصاعد فيه بعض المشاهد المرعبة، فضلاً عن وفرة من الفكاهة الجافة.لكن المشاهِد يدرك ما ينتظره من مشاهد الفيلم الأولى، التي يصوَّر فيها الريف البولندي النائي والوعر على نحو غريب كمنطقة مهجورة تعرضت للقصف.
هدية فاسدة
يسافر رجل يُدعى بيوتر (الممثل إيتاي تيران) من لندن للزواج بشابة محلية تُدعى زانيتا (أنييسزكا زولويسكا). صحيح أنهما لم يلتقيا منذ مدة طويلة، بعدما ساهم أخو زانيتا ياسني (توماس شوتشاردت) في تعارفهما، إلا أن ذلك لم يحُل دون تقاربهما بشكل طبيعي.يدور معظم الأحداث في منزل عائلة زانيتا والأراضي المحيطة به، علماً أنه سيؤول إلى بيوتر وعروسه بعد زواجهما كهدية زفاف من والدها (أندريه غرابوفسكي). لكنها هدية فاسدة. قبيل الزفاف، يكتشف العريس قرب المنزل أمراً غريباً يُعتبر بشعاً جداً حتى لو لم يشكّل إشارة مقيتة إلى أطياف ماضي بولندا، تلك الأطياف التي عادت لتلاحق عائلته.ينجح Demon، الذي استوحته فرونا وبافيل ماسلونا ببراعة من مسرحية بيوتر رويكي Adherence، في تصوير عودة الماضي المكبوت بطريقة مباشرة وماهرة. صحيح أن الفيلم لا يخلو من بعض الغموض، لكن المشاهد الشارد الذهن وحده يغفل عن رسالته المخيفة: لا تزول خطايا الماضي، خصوصاً إرث الجرائم التي ارتكبها النازيون قبل زمن ليس ببعيد على الأراضي البولندية.